آسف على التأخر في الرد أخي الحبيب الأستاذ محمد الجهالين.
استعار اليهود بحور الشعر العربي في العصر العباسي وقرضوا عليها شعرا. وأكتب الآن مقالة مطولة في الموضوع لكنها تتعثر بسبب سوء فهمي لبحور الشعر وفعولن مفاعيلن حتى أن الهيروغليفي أسهل على دماغي منها! ولي عودة فيما بعد إلى سؤالك إن شاء الله.
آنسك الله.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 12:35 ص]ـ
يقول المؤرخ اليهودي أبراهام س. هالكين في تاريخه، بخصوص تسامح العرب والمسلمين مع اليهود، ما نصه:
Abraham S. Halkin, in: L. Frankelstein, The Jews, their History, Culture and Religion. II vols. Philadelphia, 5726/1966. صفحة 1117.
“ Yet, in general, life under Muslim rule was as comfortable as one as the Jews have never had under foreign domination, and the average individual probably found little to complain of on religious ground”.
وعموما فإن الحياة (حياة اليهود) في ظل الحكم الإسلامي كانت أفضل حياة عرفها اليهود في شتاتهم على الإطلاق، وإن اليهودي العادي لم يكن ليشعر بأي تمييز بسبب يهوديته.
ويقول أيضا في ازدهار الثقافة اليهودية في ظل الحكم الإسلامي (المصدر نفسه، صفحة 1119):
“ Yet, if we exclude modern Hebrew and Yiddish literatures, which have their own causes and explanations, and cannot figure in this generalization, the Arabic period is the only one where this contact resulted in a lasting and positive contribution to the Jewish cultural heritage, and produced works which have been recognized and revered by Jews of other day’s and other lands”.
ونحن إذا استثنينا الأدب العبري الحديث والأدب المكتوب بلغة الييدش ــ وهما أدبان لهما أسباب تاريخية مخصوصة بهما فلا يمكن إقحامهما في هذا التعميم ــ فإن الحقبة العربية كانت الحقبة التاريخية الوحيدة التي أنتج تعايش اليهود مع غير اليهود إسهاما إيجابيا في الإرث الثقافي اليهودي وكذلك كتبا وأعمالا اعترف بها سائر اليهود في أمكنة وأزمان مختلفة، وعملوا بها.
ويقصد المؤرخ اليهودي أبراهام س. هالكين بهذه الجملة العصر الذهبي (للأدب العربي اليهودي) في القرن العاشر/الحادي عشر الميلادي والذي بلغ ذروته بأعمال مروان بن جناح اللغوية وأعمال موسى بن ميمون الفلسفية وأعمال بن بقودا الدينية وغيرهم كثير.
ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 12:36 ص]ـ
في الشعر العربي أيضا:
يقول كبير المستشرقين الأوربيين في القرن السايع عشر ألبيرت شخولتنس ( Albert Schultens) مقارناً حالة الشاعر العربي الجيدة بحالة الشاعر الغربي التعيسة: "إن الكرم العربي يحول دون شقاء الشاعر" .. ويرد شخولتنز تفوق العرب في الشعر على سائر الأمم إلى غنى اللغة العربية وموسيقاها العذبة. يقول في إحدى خطبه: "لا بد من أخذ غنى اللغة العربية الفاحش بعين الحسبان [عند مقارنة الشعر العربي بغيره] ( Attendo porro ad incredibilem Arabicae Linguae copiam)".
المصدر:
J.C. Wenckebach (ed.), Drie redevoeringen van Hendrik Albert Schultens. Leeuwarden, 1845.
" ثلاث خطب [باللاتينية] لألبيرت شخولتنس". صفحة 10.
أما المستشرق الهولندي الكبير ولميت صاحب المعجم العربي اللاتيني الشهير فيقول في محاضرة بعنوان "ذوق العرب الجمالي ( De sensu pulcri Arabum)"، وبالأخص عند حديثه عن أبي العلاء المعري: "انظر ما أروع العرب، وما أعظم عبقريتهم"! ( Tanta est Ingenii! Tanta Phantasiae Arabum). وكان ولميت يرد في خطبته هذه على أحد النقاد الأدبيين (من غير المستعربين) ـ وهو الناقد وايرز ـ الذي كتب سنة 1845 قائلاً: "إن من يبحث عن شعر رفيع عند العرب شخص يضيع وقته فيما هو غير مفيد"!
J. De Roos e.a., Driehonderd Jaar Oosterse Talen in Amsterdam. Amsterdam, 1986. P. 60.
" ثلاثمائة سنة لغات شرقية في أمستردام". صفحة 60.
ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 01:05 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذنا عبدالرحمن السليمان ونفع الله بك، استمر حفظك الله، فمثل هذه النصوص لها فوائدها في مقارعة القوم، ومن أمثالك من أهل العلم يستفيد من ليس له مثل علمكم، أرجو الله أن يمكنك في وضع كتاب ليس فقط في اعتراف القوم بفضل المسلمين على لغتهم بل أيضا على تحررهم من الهوان الذي عاشوه في ظل غيرهم، كما أوضحت في بعض الأمثلة السابقة.
لك كل التقدير والشكر، والسلام عليكم.
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 02:13 ص]ـ
عن نفسي فمُدوّنتُك أكبَر حجماً مِن عقلي .. بمَراحِل!
وليسَ في هذا المقام إلاّ أن أدعو اللهَ أن يُوفِقك فيما توثق يا دكتور
بارك اللهُ بك