تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأنتما أفضل عضوين في الفصيح:)

وهذه هدية تشجيعك، طاوي .. :)

حميد بن ثور الهلالي (رضي الله عنه) قصيدته المشهورة والتي يصور فيها لحظات تربص ذئبٍ جائع بقطيع من الضأن والمعز، طمعاً في الحصول على واحدٍ من صغارها، لكنّ ربّة القطيع تقفُ لَهُ بالمرصاد ..

ترى ربّةَ البَهْم الفِرار عشيّة=إذا ما عَدَا في بَهْمها وهو ضائعُ

فقامَتْ تَعُسُّ ساعةً ما تُطيقُها=من الدهرِ نامتها الكلابُ الضوالِعُ

رأتهُ فشكّت وهو أطحَلُ مائل=إلى الأرضِ مثنيٌّ إليهِ الأكارعُ

طوى البطين إلا من مصيرٍ يَبُلُّه=دمُ الجوفِ أو سُؤْرٌ من الحوضِ ناقِعُ

هو البَعلُ الداني من الناس كالذي=لَهُ صحبةٌ وهو العدو المُنازِعُ

ترى طرفيهِ يَعْسِلانِ كلاهما=كما اهتزّ عودُ الساسِمِ المُتتايِعُ

إذا خافَ جَوْراً من عدوٍ رمت بهِ=مخالبُهُ والجانبُ المتواسِعُ

وإنْ باتَ وحشاً ليلةً لم يضق بها=ذِارعاً، ولم يُصبح لها وهو خاضِعُ

ويسري لساعاتٍ من الليل قَرَّة=يهابُ السرى فيها المخاضُ النوزاعُ

إذا احتلَّ حِضْنَيْ بلدةٍ طُرَّ منهُما=لأخرى، خَفيَّ الشخصِ للريح تابعُ

وإن حَذِرتْ أرضٌ عليهِ فإنّه=بغِرَّةِ أخرى طيّبُ النفسِ قانعُ

إذا نالَ من بَهْمِ البخيلةِ غِرَّة=على غفلةٍ ممّا يرى وهو طالِعُ

تلومُ ولو أن ابنَها فرحت به=إذا هَبَّ أرواحُ الشتاء الزعازِعُ

ونمْتَ كنومِ الفهدِ عن ذي حفيظة=أكلتَ طعاماً دونَهُ وهو جائِعُ

ينامُ بإحدى مُقلتيه ِويتّقي=بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجعُ

إذا قامَ ألقى بوعَهُ قَدْرَ طولِه=ومدَّدَ منهُ صُلبَهُ وهو بائعُ

وفكَّكَ لَحْييهِ فلّما تعاديا=صأى ثُمَّ أقعى والبلادُ بلاقَعُ

فظلُّ يُراعي الجيشَ حتّى تغيّبت=خُباشٌ وحالت دونهنَ الأجارِعُ

إذا ما غدا يوماً رأيتَ غَيايَة=من الطيرِ ينظرنَ الذي هو صانِعُ

فَهمَّ بأمرٍ ثُمّ أزمَعَ غيرَه=وإن ضاقَ أمرٌ مَرّةً فهو واسِعُ

ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 05:03 م]ـ

وهذه هدية تشجيعك، طاوي ..

بارك الله فيك أخي السراج، فقد أنرت النافذة بإطلالتك و بددت الظلام بقصيدتك و قبلت هديتك التي وقعت موقعها من نفسي إذ كنت أخلط بينها و بين أبيات ابن عنقاء الفزاري

التي يقول فيها:

وأعوج من آل الصريح كأنه ... بذي الشث سيد آخر الليل جائع

بغي كسبه أطراف ليل كأنه ... وليس به ضلع من الخمص ظالع

فلما أباه الرزق من كل وجهة ... جنوب الملا وأيأسته المطامع

طوى نفسه طي الحرير كأنه ... حوى حية في ربوة فهو هاجع

فلما أضاءت متنه الشمس حكه ... باعضل في أطرافه السم ناقع

وقام فألقى مدة قدر طوله ... يديه ومطى صلبه وهو قابع

وفك لحييه فلما تعاديا ... صأى ثم أقعى والبلاد بلاقع

فهم بأمر ثم أجمع غيره ... وإن ضاق رزق مرة فهو واسع

وعارض أطراف الصبا فكأنه ... رجاع غدير هزه الريح راجع

دمت مباركاً

ـ[السراج]ــــــــ[26 - 10 - 2009, 10:14 م]ـ

أعودُ - يا طاوي - مع مالك بن الريب ..

(في الأغاني) أنّ مالك بن الريب كانَ نائماً في بعضِ مفازاتِهِ، فأحسَّ بذئبٍ يحوّم حوله، فزجَرَهُ، فلم يزدَجر، فأعادَ، فلم يبرَح، فوثبَ إليهِ بالسيفِ، فضرَبهُ فقتله ثم قال:

(لله درّه من فارس)

أذئبَ الغضا قدْ صرتَ للناسِ ضُحك=تفادى بكَ الركبان شرقاً إلى غربِ

فأنتَ وإن كنتَ الجريءَ جنانُه=منيتَ بضرغامٍ من الأُسُدُ الغُلْبِ

بمن لا ينامُ الليل إلا وسيفُه=رهينة أقوامٍ سِراع إلى الشَغْبِ

ألم ترني يا ذئبُ إذْ جئتَ طارقا=تُخاتُلني أني أمرؤٌ وافِرُ اللُبِّ

زجرتُكَ مَرّاتٍ فلمّا غلبتني=ولم تنزجر نهنهتُ غربَكَ بالضربِ

فصرتَ لُقىً لما علاكَ ابن حُرّة=بأبيضَ قَطاعٍ ينجّي من الكربِ

ألا رُبّ يومٍ ريبَ لو كنتَ شاهدا=لهالكَ ذكري عند معمعةِ الحربِ

ولستَ ترى إلا كميّاً مُجدلا=يداهُ جميعاً تثبتانِ منَ التُربِ

وآخر يهوي طائر القلب هاربا=وكنتُ امرأً في الهيجِ مُجتَمِعَ القلبِ

أصولُ بذي الزّرينِ أمشي عِرْضَنة=إلى الموتِ والأقرانُ كالإبلِ الجُربِ

أرى الموتَ لا أنحاشُ عنهُ تكرُّما=ولو شئتُ لم أركبْ على المركبِ الصعبِ

ولكن أبت نفسي وكانت أبيّة=تقاعَسُ أو ينصاعُ قومٌ من الرُعبِ

ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[27 - 10 - 2009, 01:18 ص]ـ

(لله درّه من فارس)

و لله درك من مروض سباع

ألم ترني يا ذئبُ إذْ جئتَ طارقا ... تُخاتُلني أني أمرؤٌ وافِرُ اللُبِّ

وقال أحدهم:

وماء كلون الغسل قد عادا آجنا * قليل به الأصوات في بلد محل

وجدت عليه الذئب يعوى كأنه * خليع خلا من كل مال ومن أهل

فقلت له يا ذئب هل لك في فتى * يواسى بلا من عليك ولا بخل

فقال هداك الله للرشد إنما * دعوت لما لم يأته سبع قبلى

فلست بآتيه ولا أستطيعه * ولكن اسقنى إن كان ماؤك ذا فضل

فقلت عليك الحوض إنى تركته * وفى صغوه فضل القلوص من السجل

فطرب يستعوى ذئابا كثيرة * وعدت وكل من هواه على شغل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير