ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 03:41 م]ـ
قال تعالى: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ} البقرة19
جاء في تفسير الطبري: "كصَيِّبٍ: كغَيْثٍ"
ـ[د. أنوار السوداني]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 09:04 م]ـ
حياكم الله جميعا
فعلا قد تبللت الصفحة:)
لكن اسمحوا لي بتحويل المسار قليلا:
هل فعلا استخدم المطر للعذاب والغيث للرحمة؟
مصطحبين معنا الآيات القرآنية {القرية التي أمطرت مطر السوء} {كمثل غيث أعجب الكفارَ نباتُه} وغير ذلك من الآيات
السيد الكريم:
لقد وردت كلمة (المطر) في القرآن الكريم بدلالة التدمير، أما كلمة (الغيث) فجاءت بدلالة الرحمة، فنجد المفردة الأولى في القرآن الكريم جاءت لتدل على العذاب في قوله تعالى: ((وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا)) {الأعراف:84}، ((فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ)) {الأنفال:32}، فإذا وجدت كلمة (المطر) فهناك خسف وتدمير وعذاب، بخلاف لفظة الغيث؛ لأن (الغيث) فيه معنى الغياث والغوث والنجدة: ((وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)). {الشورى:28}.
وللفائدة: فقد وردت مفردة الريح في القرآن الكريم، مقترنة بالسوء والشر والدمار والهلاك، نحو قوله تعالى: ((مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)). {آل عمران/117}، وقوله تعالى: ((فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ)). {فصلت/16}،وغيرها، أما الرياح فقد وردت في القرآن الكريم مقترنة بالرحمة والخير، نحو قوله تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {الروم/46} وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ {الروم/47} اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)). {الروم/48}.
نسأل الله تعالى الرحمة، والمغفرة، ودمتم بخير.
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 10:54 م]ـ
ودمت بخير مثله
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[12 - 11 - 2009, 11:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر د. انوار السوداني على تلك المعلومة الجيدة
أتمنى من كل طالب علم أن يقرأ كتاب (((الفروق في اللغة))) فهو كتاب جميل وبه من الفوائدما لا يصدق
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 12:05 ص]ـ
آسف الكتاب هو ((الفروق اللغوية)) لابي هلال العسكري
ـ[فائق الغندور]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 12:18 ص]ـ
هذا رابط كتاب الفروق اللغوية
http://www.7ammil.com/download.gif (http://www.7ammil.com/dldbRl60473.rar.html)
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 07:51 ص]ـ
شكرا د. أنوار السوداني
فيما يتعلق بالريح والرياح؛ كنت قد حصرت الآيات الواردة في هذا الشأن، وأنا طالب في الجامعة قبل أكثر من عشرين عاما، وتحقق لي ذلك، ولكنني توقفت عند الريح في قوله تعالى: {ولسليمان الريح ... } في موضعين، وفي قوله تعالى {وجرين بهم بريح طيبة ... }، وعندما سألت أحد أساتذتي أخبرني أن الريح لدى سليمان عليه السلام أيضا للعذاب لأنه كان يحمل عليها عصاة الجن، وأن الريح إذا قصد بها الرحمة لا بد أن توصف "ريح طيبة"
فهل من مزيد في هذا الشان؟
ـ[صاحبة قلم]ــــــــ[01 - 04 - 2010, 04:11 م]ـ
شكر الله لكم جميعا
يرفع للفائدة
ـ[سيدة الحور]ــــــــ[01 - 04 - 2010, 05:12 م]ـ
رائع جداً ....
لدي تساؤل بسيط .. هل يدخل (الغدق) ضمن أسماء المطر؟