البيت السابع: يمثل هذا البيت غرضاً جديداً في القصيدة وهو وصف الخمر، ولم أحسن الشاعر التخلص من الغرض السابق إلى الغرض الجديد فبدت الوحدة والتسلسل في أغراض القصيدة.
القيم الفنية:
أولاً: في قوله (بني الأيام) كناية عن البشر وأن يتشعبوا (أن يتفرقوا) وقد لجأ الشاعر إلى التشبيه التمثيلي في وصفه للشرب.
بناء القصيدة:
أولاً: يتضح لنا بعد قراءتنا لهذا النص قراءة واعية أن الشاعر التزم نهج الأقدمين في بنائه الفني، فقد اعتمد على وحدة البيت بدلاً من الوحدة الموضوعية (العضوية) التي تجعل من القصيدة خليقة فنية مترابطة تدور حول محور واحد، التي بني عليها القصيدة هي النمط الفني الذي كان سائداً في شعرنا العربي القديم.
ثانياً: وقد بني الشاعر قصيدته على عدة موضوعات، فبدأ بالفخر والاعتداد بالذات والطموحة التي تأبى الانقياد إلى الذات بل ترنو إلى المجد من الأبيات (1 - 5)
ثالثاً: ثم تخلص بعد ذلك إلى الحكمة، ولكنها ليست حكمة مجردة بل هي مستقاة من واقع التجربة، يستدل بها في معرض فخره بنفسه، فهي رديف الأول مكملة له.
رابعاً: ثم ينتقل بعد ذلك إلى وصف المعارك التي خاضها، وهو ما يسمى بالحماسة في الشعر العربي القديم، ولكنه لا ينتقل إلى هذا الغرض على نحو فجائي بل يحسن التخلص إليه يبدو ملتحماً بالموضوع الأول (الفخر) بل إن حماسته تدخل في إطار الفخر بذاته والاعتداد بها ويصف فيها تجربته الخاصة، ولكنه يستعير القوالب التعبيرية القديمة منتقياً أكثرها جزالة وقوة.
خامساً: حين ينتقل إلى الحديث عن الوجه الآخر لحياته لا نحس بالنقلة الاستطرادية في قصيدته بل ينساب بنا انسياباً تلقائياً عبر بيت من الشعر يحكم خلاله الربط بين هذا الجزء والجزء السابق حيث يقول:
كذلك دأبي في المراس وأنني لأمرح في غي التصابي وألعب
فهو يجمع فيه بين جانبي الحياة التي يعيشها تمهيداً للتعبير عن صبواته ومجالس لهوه، ومن خلال هذا يتحدث عن الطرد وهو من أغراض الشعر العربي القديم.
سادساً: ثم يختم القصيدة بالحكمة الخالصة، وكأنها عصارة هذه التجربة القديمة الحديثة التي يصوغها الشاعر فهي حكمة فيها ملامح ذلك التأمل الفلسفي الذي عهدناه في شعر المتنبي وأبي العلاء، غير أن هذه الحكمة تلتئم مع باقي أجزاء القصيدة وكأنها نتيجة منطقية لتلك المقدمات التي وردت في صلب القصيدة.
ـ[غلا محمد]ــــــــ[26 - 11 - 2009, 01:12 ص]ـ
جزاكِ الله خيراً ويجعل ذلك في موازين حسناتك
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[26 - 11 - 2009, 01:14 ص]ـ
نحن هنا لخدمة طلاب العلم طالما نملك ذلك وفقك الله ويسر أمرك آمين.