تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الطرق حيث قد ينتج عنها استعارة غير ذات معنى في اللغة المترجم اليها النص، إلا اذا اشتركت اللغتان في ايحاءات الألفاظ. 6 - جوديون توري: ضرورة المنهج الوصفي الملاحظات الاخيرة في الاستعارة والترجمة التي سنتعرض لها هذا المقال هي لباحث جوديون توري وابداها في كتابه " Desciptine Tramslation Studies and Beyond" أو (الدراسات او صفية في الترجمة وما بعدها). فيتحدث في الفصل الثالث والذي يحمل عنوان "تشكيل منهج لدراسات الترجمة" عن فرق بين موقفين متضادين في دراسة الترجمة هماالموقف التوقعي "المستقبلي" ( prospective) والموقف الارجاعي "الماضوي" ( retrospective) ويمثل على هذا الفرق بالنظرة لدى كل منهما للاستعارة "لأنها قد قدمت في العادة على أنها ضرب من الامتحان النهائي لنظرية الترجمة" (ص81). ويلاحظ توري أن طبيعة الاستعارة كمشكلة في دراسات الترجمة قد تم تأسيسها من زاوية "النص الأصلي" باعتبار ان الاستعارات مواد من النص الأصلي يجب أن يبقى عليها في النص المترجم. وتقوم هذه الرؤية على معايير لغوية كما هي عند نيومارك وداجوت، ومعايير نصية ولغوية معا كما هو عند آخرين. وهنا ينتقد توري الدراسات السابقة انها تعاملت مع الاستعارات المفردة بدلا من أن تتعامل مع "كل منظم". اما بالنسبة للتعميمات التي توصل اليها الباحثون السابقون (مثل الحلول التي طرحتها دوبرزنسكا في الدراسة التي عرضناها سابقا) فلا تعكس أبدا الانتظامات ( regularities) الموجودة في الاستعارات التي تعرضت لها الدراسات السابقة، فعل عكس ذلك تم التعامل مع الاستعارات من خلال «فلتر» مسبق يحدد الجيد والسيىء في ترجمة الاستعارة، وهذا في رأي توري هو الذي جعل الباحث في موقع الـ "أكثر معرفة وعلما" بشأن الاستعارة والترجمة من المترجم الذي درسه هذا البحث. ويلاحظ توري انه من النادر ان تم التركيز على الحلول «كما هي موجودة في الواقع» دون تحديد معايير مسبقة واحكام تقييمية مسبقة. ولم يحدث مطلقا أن تعامل الباحثون السابقون مع الاستعارة من منظور ما قام به المترجمون من اخلالات للاستعارات الموجودة في اللغة الأصلية. ويلاحظ توري أيضا أن الاخلالات التي أسسها الباحثون السابقون في مسالة ترجمة الاستعارة يمكن تقسيمها الى ثلاثة أنواع كما يلي: 1 - الاستعارة الى الاستعارة "نفسها" 2 - الاستعارة الى استعارة "مختلفة" 3 - الاستعارة الى لا استعارة ويتجاهل الباحثون احتمالا آخر ينبع من الرؤية القائمة على النص الأصلي وهي: 4 - الاستعارة الى الصفر (أي الحذف الكامل للاستعارة وعدم الابقاء على شيء منها في النص الأصلي). وهذا التجاهل لا ينبع في رأي توري بسبب انه غير محتمل أو غير موجود في الترجمة الواقعية بل لأن الباحثين يرفضون اعطاء شرعية لحذف الاستعارة كلية، الا في حالة الاستعارات غير المهمة أو تلك الموجودة في النصوص غير المهمة. ويرى توري أنه حتى حينما نقيم آراءنا على أساس النص الأصلي فلا يوجد ما يضمن ان وجود استعارة في النص الأصلي يوجب التعامل معها كوحدة واحدة سواء أكان من خلال ترجمتها باستعارة كما في الحلين (1) و (2)، او بحل غير استعاري كما في (3)، أو حتى بعدم ترجمتها على الاطلاق مثلما هو الحال في الحل الذي يقترحه توري (4). أما دراسة الترجمة من منظور النص المترجم فقد تؤتي بثمار مختلفة في ميدان دراسات الترجمة، ففيما يتعلق بالاستعارة الموجودة في النص المترجم وليست تلك الموجودة في النص الأصلي، أي منظور الحل الموجود الذي اتخذه المترجم وليس على أساس المشكلة كما هو منظور النص الأصلي، وهنا يقترح توري حالتين كما يلي: 5 - لا استعارة الى استعارة 6 - الصفر الى استعارة ويرى توري أن المنظور الأشمل للترجمة، أي من منظور النص الأصلي والنص المترجم معا، يؤدي الى الأخذ بعين الاعتبار ظاهرة «التعويض» في الترجمة وهو ما كان سيستحيل على دراسات الترجمة ملاحظته لو كانت الاحتمالات الأربعة هي فقط التي يسمح بها في النظام الوصفي للترجمة. ويضيف توري ان الاحتمالين الأخيرين (4) و (5) قد يثيران افتراضات تفسيرية أخرى، فقد يلاحظ أن بعض الاستعارات الأصلية يقل استخدامها في لغة الترجمة، ليس بسبب الصعوبات الناتجة عن اللغة الأصلية أو الفروقات بين لغة الأصل ولغة الترجمة فقط، بل بسبب عوامل مرتبطة بالنص المترجم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير