من روائع الأمير الشّاعر عبد القادر الجزائريّ
ـ[زينب هداية]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 07:33 م]ـ
يا عاذراً لامرئٍ قد هام في الحضر= وعاذلاً لمحبّ البدو والقفر
لا تذممنّ بيوتاً خفّ محملها = وتمدحنّ بيوت الطين والحجر
لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني = لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر
أو كنتَ أصبحت في الصحراء مرتقياً = بساط رملٍ به الحصباء كالدرر
أو جلتَ في روضةٍ قد راق منظرها = بكل لونٍ جميل شيّق عطر
تستنشقنّ نسيماً طاب منتشقاً = يزيد في الروح لم يمرر على قذَر
أو كنت في صبح ليل هاج هاتنه = علوت في مرقبٍ أو جلت بالنظر
رأيت في كلّ وجهٍ من بسائطها = سرباً من الوحش يرعى أطيب الشجر
فيا لها وقفة لم تبق من حزن = في قلب مضنى ولا كدّا لذي ضجر
نباكرُ الصيد أحيانا فنبغته = فالصيد منّا مدى الأوقات في ذعر
فكم ظلمنا ظليما في نعامته = وإن يكن طائراً في الجو كالصقر
يوم الرحيل إذا شدّت هوادجنا = شقائق عمّها مزنٌ من المطر
فيها العذارى وفيها قد جعلن كوىً = مرقعاتٍ بأحداقٍ من الحور
تمشي الحداة لها من خلفها زجلٌ = أشهى من الناي والسنطير والوتر
ونحن فوقَ جياد الخيل نركضها = شليلها زينة الأكفال والخصر
نطارد الوحش والغزلان نلحقها = على البعاد وما تنجو من الضمر
نروح للحيّ ليلا بعدما نزلوا = منازلاً ما بها لطخٌ من الوضر
ترابها المسك بل أنقى وجاد بها = صوب الغمائم بالآصال والبكر
نلقى الخيام وقد صفّت بها فغدت = مثل السماء زهت بالأنجم الزهر
قال الألى قد مضوا قولا يصدّقه = نقلٌ وعقلٌ وما للحق من غير
الحسن يظهر في بيتين رونقه = بيتٌ من الشِّعرِ أو بيتٌ من الشَّعَر
أنعامنا إن أتت عند العشيّ تخل = أصواتها كدويّ الرعد بالسحر
سفائن البرّ بل أنجى لراكبها = سفائن البحر كم فيها من الخطر
لنا المهارى وما للريم سرعتها = بها وبالخيل نلنا كل مفتخر
فخيلنا دائما للحرب مسرجةٌ = من استغاث بنا بشّره بالظفر
نحن الملوك فلا تعدل بنا أحداً = وأيّ عيشٍ لمن قد بات في خفر
لا نحمل الضيم ممن جار نتركه = وأرضه وجميع العزّ في السفر
وإن أساء علينا الجار عشرته = نبين عنه بلا ضرٍّ ولا ضرَر
نبيت نار القرى تبدو لطارقنا = فيها المداواة من جوع ومن خصر
عدوّنا ما له ملجأ ولا وزرٌ = وعندنا عاديات السبق والظّفر
شرابها من حليبٍ ما يخالطه = ماء وليس حليب النّوق كالبقر
أموال أعدائنا في كلّ آونة = نقضي بقسمتها بالعدل والقدر
ما في البداوة من عيب تذمّ به = إلاّ المروءة والإحسان بالبدرِ
وصحّة الجسم فيها غير خافيةٍ = والعيب والداء مقصورٌ على الحضَر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى = فنحن أطول خلق الله في العمر
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 07:38 م]ـ
بوركت أخية مريم على هذه المشاركة اللطيفة،المليئة بالحكمة والعبر لقائد فذ.
ـ[زينب هداية]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 07:41 م]ـ
وفيكم الله بارك أيّها الأستاذ الكريم ..
ـ[الدشري]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 02:00 ص]ـ
مشكورة أختي مريم على مشاركتك بهذه الأبيات للأمير الفحل عبد القادر الجزائري، والله لقد وجدت في نفسي شيئا من العزة وأنا أطالع هذه القصيدة فقد أجدت في المشاركة وأحسنت الاختيار.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 11:50 ص]ـ
أمير وشاعر ومقاوم مجاهد ...
بارك الله فيك يا مريمُ.
ـ[أسامة السَّطائفي]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 12:02 م]ـ
*
بارككِ الله يا ابنةَ الأرضِ و الوَطنِ،
تحيتي لكِ و الإحترام،
ـ[زينب هداية]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 12:56 م]ـ
شكرا لكلّ من مرّ، بارك الله فيكم جميعا.
ـ[خشان خشان]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 07:55 م]ـ
يرحمه الله
ثمة خطأ مطبعي:
عدوّنا ما له ملجأ ولا وزرٌ
عدوّنا ما له ملجا ولا وزرٌ
ملجا بدون همزة
يرعاك الله.
ـ[قرنفل]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 07:33 ص]ـ
بارك الله فيك يا مريمُ
ـ[سمية ع]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 08:00 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة مريم
رحم الله الإمام القائد الأمير عبد القادر الجزائري
وصدق شاعر الثورة إذْ قال فيه:
إذا ذكر التاريخ أبطال أمة =========== يخر لذكراك الزمان ويسجد
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 09:02 م]ـ
وأضيف إلى ما ساقه أستاذي خشان حفظه الله:
القصيدة على البحر البسيط، وقد جاء ضرب القصيدة على (فعِلن) بعين متحركة، في جلّ أبياتها.
إلاّ أن الشاعر رحمه الله تعالى استخدم فيها الضرب (فعْلن) بسكون العين عدة مرات، بما لا يجوز استخدامه في البحر البسيط، كقوله:
والقفْرِ
كالصقر
والخصْر
والقدْر
إلاّ إذا أجاز أحدهم فيها التحريك، فليفيدنا في ذلك
بارك الله في الجميع
ـ[زينب هداية]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 09:25 م]ـ
يرحمه الله
ثمة خطأ مطبعي:
عدوّنا ما له ملجأ ولا وزرٌ
عدوّنا ما له ملجا ولا وزرٌ
ملجا بدون همزة
يرعاك الله.
شكر الله لكَ، أستاذنا الفاضل
¥