[الاقتباس والتوجيه والتورية العروضية]
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 12:32 ص]ـ
جاء في الخريدة:
أبو عبد الله محمد بن عثمان المعروف بابن الحداد من شعراء المغرب المتأخّرين. سألت القاضي الفاضل عنه، وقوله حجة، فقال: كان في الصمادحية وهو أديب فاضل وله القصيدتان المهموزتان وكل واحدة أكثر من مائة بيت وليس في العرب أشعر منه.
يقول:
يا سائلاً عما زَكِنتُ من الورى=والسرُّ قد يفضي الى الإعلان
إيهاً سقطتَ على الخبير بحالهم=عند العروض حقائقُ الأوزان
هم كالقريضِ وكسرهم من وزنه=يبدو من التحريك والإسكان
وفي فوات الوفيات:
القاسم بن عمر بن منصور، أبو محمد الواسطي؛ مولده بواسط سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي بحلب سنة ست وعشرين وستمائة؛
قال يهجو الرشيد النابلسي الشاعر:
لا تعجبنَّ لمدلويه=إذا بدا شبه المريضِ
قد ذاب من بخرٍ بِفِيه=نما من الخُلُقِ البغيض
وتكسرت أسنانه=بالعضّ في جعْسِ القريض
وتقطّعت أنفاسه=عرضاً بتقطيع العروض
وفيه:
يحيى بن عبد العظيم بن يحيى بن محمد بن علي، الشيخ جمال الدين أبو الحسين الجزار الأديب المصري؛ ولد سنة ثلاث وستمائة تقريباً، وتوفي ثامن عشر شوال سنة تسع وسبعين وستمائة بالفالج،
قال:
قرأت النحو تبياناً وفهماً=إلى أن كعْتُ منه وضاق صدري
فما استنبطت منه سوى محالٍ=يحال به على زيد وعمرو
فكان النصب فيه عليَّ نصْباَ=وكان الرفعُ فيه لغير قدري
وكان الخفض فيه جل حظي =وكان الجزم فيه لقطع ذكري
وفي علم العروض دخلتُ جهلاً=وعمتُ لخفتي في كل بحر
فأذكرني به التفصيل بيتاَ=تضمّن نصفه الشيخ المعرّي
مفاعلتن مفاعلتن فعولن="حديثُ خرافةٍ يا أمّ عمْرو"
وفي الوافي بالوفيات:
الرُّندي: محمد بن علي الرُّندي بالراء المضمومة والنون.
أنشدني أثير الدين للمذكور:
شكري لعليائكم كالروض للسحبِ=وقد غذَتْها بدَرٍّ غيثِ منسكبِ
ببيت عزٍ شهيرٍ لا يلمّ به=خَرْمٌ ولا وتدٌ ينفكّ عن سبب
مديدُ سَبْقٍ طويلٍ في دوائره=وكاملٍ وافرٍ يغني عن الخبب
وفي الإحاطة:
عبد الله بن محمد بن جزي
قال في التورية العروضية:
لقد قطَّعتَ قلبي يا خليلي=بهجرٍ طال منك على العليل
ولكن ما عجيبٌ منك هذا =هو التقطيع من شأن الخليل
وقال في التورية العروضية:
لقد كَمُلَ الودُّ [من] بيننا=ودُمْنا على فرحٍ شاملِ
فإن دخلَ القَطْعُ في وصْلِنا=فقد يدخل القطع في الكامل
وجاء في العيون العامزة:
أحسن قول بعض المتأخرين:
وبقلبي من الهموم مديدٌ=وبسيطٌ ووافرٌ وطويلُ
لم أكنْ عالماً بذاك إلى أنْ=قَّطَّع القلبَ بالفراق خليلُ
وقول الشيخ بهاء الدين السبكي رحمه الله:
إذا كنتَ ذا فكر سليم فلا تَمِلْ=لعلم عروضٍ يُوقع القلبَ في الكربِ
فكلُّ امرئٍ عانى العروضَ فإنما=تعرّضَ للتقطيع و انساقَ للضربِ
يتبع ...
ـ[زينب هداية]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 04:25 م]ـ
إذا كنتَ ذا فكر سليم فلا تَمِلْ=لعلم عروضٍ يُوقع القلبَ في الكربِ
فكلُّ امرئٍ عانى العروضَ فإنّما=تعرّضَ للتّقطيع و انساقَ للضّربِ
ـ[ضاد]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 04:34 م]ـ
جميل موضوعك أستاذي الفاضل. اسمح لي بنقله كما نقلت موضوعك في التسول بالعروض وقد أشرت إليك بالاسم كاتبا له.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 11:33 م]ـ
تحياتي أستاذي الفاضل ..
هو لكم، وليس لي منه إلاّ أجر الجمع ..
ولكن دعني أكمله لكم أولاً
وربّ لأحد الأفاضل أن يزيد فيه.
بارك الله فيكم
والشكر للأخت مريم، والأخ بحر الرمل على مرورهما العطر
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 11:43 م]ـ
وجاء في معاهد التنصيص للعباسي:
ومن التوجيه في علم العروض قول ابن سارة فيه:
وبي عروضيٌّ سريعُ الجَفَا=وجْدِي بهِ مثل جَفَاه طَويلْ
قلتُ لهُ قَطَّعْتَ قلبي أَسًى=فقالَ لي: التَّقْطيعُ دأب الخليلْ
وللسليماني فيه أيضاً:
لا تعذُلَنِّي في العَرُو=ضِ وإنْ رَأَيْتَ القَصْدَ جائِرْ
جارَتْ عليَّ دوائرٌ=فجهَدْت في فكِّ الدَّوائِرْ
ومنه قول الآخر:
تقاطَعَ صاحبَايَ على هناةٍ=جرَتْ بعدَ التَّصافنِ والتَّصافِي
ودامَا لا يضمّهما مكانٌ=كأَنَّهما معاقبة الزحافِ
ومن الاقتباس في علم العروض قول ابن جابر الأندلسي:
إنْ صدَّ عنِّي فإنِّي لا أُعاتِبُهُ=فما التنافُرُ في الغِزْلانِ تنقيصُ
شوْقي مَديدٌ وحبِّي كامِلٌ أَبداً=لأجل ذلكَ قلبِي فيهِ مَوْقوصُ
وقول أيضاً:
سَبَبٌ خَفيفٌ خَصْرُها ووراءها=مِنْ رِدْفِها سَبَبٌ ثَقيلٌ ظاهرُ
لم يجمَعِ النَّوعانِ في ترْكيبها=إِلاَّ لأنَّ الحسنَ فيها وافِرُ
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 03 - 2009, 11:50 م]ـ
ومن نفح الطيب للمقري:
وقال أبو جعفر الألبيري رحمه الله تعالى في العروض على مذهب الخليل:
خلّ الأنام ولا تخالط منهم=أحداً ولو أصفى إليك ضمائره
إنّ الموفّق من يكون كأنّه=متقاربٌ فهو الوحيد بدائره
وقال على مذهب الأخفش:
إنّ الخلاص من الأنام لراحةٌ=لكنّه ما نال ذلك سالك
أضحى بدائرةٍ له متقارب=يرجو الخلاص فعاقه متدارك
وله:
دائرة الحبّ قد تناهت=فما لها في الهوى مزيد
فبحر شوقي بها طويلٌ=وبحر دمعي بها مديد
وإنّ وجدي بها بسيطٌ=فليفعل الحسن ما يريد
وهذا المعنى استعمله الشعراء كثيراً، ومنهم الشيخ شهاب الدين بن صارو البعلي.
قال أبو جعفر المترجم به: أنشدنا شهاب الدين المذكور لنفسه بحماة:
وبي عروضيٌّ سريع الجفا=يغار غصن البان من عطفه
الورد من وجنته وافرٌ=لكنّه يمنع من قطفه
وأنشد رحمه الله تعالى لرفيقه ابن جابر الضرير في ذلك:
عالمٌ بالعروض يخبن قلبي=في مديد الهوى بلحظٍ سريع
عنده وافرٌ من الرّدف يبدو=وخفيفٌ من خصره المقطوع
وله:
صدوده لي مديدٌ=وأمر حبّي طويل
وفيه أسباب حسنٍ=وتلك عندي الأصول
فخصره لي خفيفٌ=وردفه لي ثقيل
يتبع ...
¥