[أيها العروضيون .. احملوا قيثاراتكم]
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 10:42 م]ـ
ليس كل من أراد حاجة ... ثم جد في طلابها قضاها
هذا شاهد من شواهد الخليل على زحاف الكف في الرمل، ولا يعرف قائله، وإن كان قد عده البعض مصنوعا لوقوع الزحاف في كل تفعيلاته (ما عدا الضرب). وهذا الزحاف لا يعد قبيحا عند الخليل بل يعده صالحا؛ أي في مرتبة متوسطة بين الحسن والقبيح. ومع ذلك فقد أبدى القدماء والمحدثون امتعاضهم من هذا الزحاف.
وقد كنت وما أزال استقبح هذا الزحاف في قصيدة عمر بن أبي ربيعة التي يقول فيها:
عرضت يوما لجارتها ... وهي لا تبوح لي باسمِ
اسأليه ثمت استمعي ... أينا أحق بالظلمِ
وافهمي عنا تحاورنا ... واحكمي رضيت بالحكمِ
وأما الذي استحسنته من هذا الزحاف فهو قول إبراهيم طوقان في النشيد الذي ردده وراءه الشعب الفلسطيني في ثورة 1936:
موطني .. موطني
الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ
في رباكْ .. في رباكْ
(النشيد كاملآ وهو من تلحين محمد فليفل على هذا الرابط
http://shabab.ps/vb/showthread.php?p=641368 )
وكذلك قول سعيد عقل في اللحن الذي وضعه الرحابنة وشدت به فيروز:
ردني إلى بلادي ... مع نسائم الغوادي
مع شعاعة تغاوت ... عند شاطئ ووادي
http://www.melody4arab.com/download/ar_download_10979.htm
وإذن، فقد كان هنالك الإنشاد، وكان هنالك النغم مصاحبا للحرف. ألم يسم الأعشى لذلك بصناجة العرب، وكان هوميروس شاعر الإلياذة يحمل قيثارته معه دوما. فاحملوا إذن أيها العروضيون قيثاراتكم، فما عاد كتاب العروض يفي وحده بضبط الوزن والإيقاع .....
ـ[محمدسالم]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 11:21 م]ـ
قبل أن أستمع إلى اللحن كأنني سوف ألحن البيتين الأخيرين إلى:
ردني إي لا بلادي= معْ نسائيـ مِ الغوادي
معْ شعاعا تٍ تغاوتْ= عندَ شاطي ئوَوادي (بإخفاء تنوين الهمزة في حرف الواو .. )
كانت هذه محاولة مني لتدريب أذني على تلقف الإيقاع، لست أدري إن كنت أفلحت أم لا فهي أول محاولة لي ..
يحلو معكم حمل القيثار أستاذنا و معلمنا الدكتور سليمان أبو ستة
ـ[خشان خشان]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 01:21 ص]ـ
2 1 2 1 2 1 2 1 2 1 2 1 2 ............. 2 1 2 1 2 1 2 1 2 1 2 1 2
ليس كل من أراد حاجة هنا ... ثم جد في طلابها قضى المنى
2 3 3 3 3 3 3 ............. 2 3 3 3 3 3 3
ليس كل من أراد حاجة ... ثم جد في طلابها قضى
2 3 3 3 3 3 ............. 2 3 3 3 3 3
لبس كل من أرادها .......... ثم جد في طلابها
2 3 3 3 3 ............. 2 3 3 3 3
ليس كل من أرى ..... ثم جد في الطلا
2 3 3 3 ............ 2 3 3 3
ليس كل من ...... قال عن وعن
مال واجتجب ..... وادعى الغضب
2 3 3 ..... 2 3 3
التفاعيل وسائل وحدودها اصطلاحية لكنها صاغت التفكير وبرمجته ووقفت حائلة دون طلاقة الرؤية.
ـ[أحمد الأقطش]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 02:22 ص]ـ
وكذلك قول سعيد عقل في اللحن الذي وضعه الرحابنة وشدت به فيروز:
ردني إلى بلادي ... مع نسائم الغوادي
مع شعاعة تغاوت ... عند شاطئ ووادي
أستاذنا البارع د. سليمان أبو ستة
لآذاننا أن تقطّع الأوزان كيفما اتفق لها، وهذه هي قناعتي بأن الأصل في الشعر العربي هو السماع وليس نظرية الدوائر. وهذا هو ما يفسّر لنا لماذا استساغ العربيّ هذا الزحاف أو ذاك في هذا الوزن، ولم يستسغ نفس الزحاف في وزن آخر .. فالأذن إذَن هي المحكّ العملي.
بالنسبة لأبيات فيروز فقد استسغتها على هذا النحو:
ردني -- إلى بلادي
فاعلن -- متفعلاتن
مَعْ نسا -- ئم الغوادي
فاعلن -- متفعلاتن
مَعْ شعا -- عة ٍ تغاوت
فاعلن -- متفعلاتن
عند شا -- طئ ٍ ووادي
فاعلن -- متفعلاتن
قد ذبلـ -- تُ من بعادي
فاعلن -- متفعلاتن
وارْم بي -- على ضفاف ٍ
فاعلن -- متفعلاتن
من طفو -- لة ِ غدادي
فاعلن -- متَعلاتن
لم تزل -- على وفاءٍ
فاعلن -- متفعلاتن
ما سوى الْ -- وفاء زادي
فاعلن -- متفعلاتن
.. وهناك بعض الأبيات لم أتبيّنها جيداً.
فأنا ألمس في هذه القصيدة بناءً تجديدياً لا ينتمي إلى موسيقى الرمل.
مع خالص تحاياي القلبية
أحمد
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[20 - 04 - 2009, 11:38 ص]ـ
كانت هذه المشاركة فرصة طيبة لي للالتقاء بصديقين جديدين في هذا المنتدى أولهما الأخ محمد سالم وهو ينبئ بحس عروضي متفتح، والثاني هو الصديق الشاعر أحمد الأقطش الذي عرفت له من قبل لفتات عروضية غنية، وهذه اللفتة إحداها.
لكل من الصديقين، وكذلك لصديقنا الأثير خشان، منظوره النفسي الخاص به للتعرف على إيقاع الوزن. وكنت قد قرأت في كتاب عن الموسيقى، لا أذكره الآن، أن تكات الساعة تصدر نسقا من الإيقاع يختلف شكله من مستمع إلى آخر، فبعضهم يراه على النحو تك تك .. تك تك، وبعضهم يميزه على النحو تك تك تك .. تك تك تك ... ونحو ذلك. وهذا ما يدفعنا إلى إدخال علم النفس في تحليل ظواهر الإيقاع ليضاف إلى العلوم الأخرى التي ترفد منهج البحث العروضي وهي علوم اللغة والموسيقى .. ثم الرياضيات التي أضافها أستاذنا خشان.
وعلى ذات المنظور النفسي الذي نظر إليه الأقطش في أبيات سعيد عقل، ورصدته أذنه الإيقاعية على النحو:
فاعلن مفاعلاتن
كنت قد التفت إلى هذا النسق في طرح سابق لهذا الموضوع على منتدى العروض الرقمي ورابطه:
http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=702
أما الأذن الإيقاعية للأخ محمد فيبدو لي أنها مضبوطة مسبقا على ساعة نازك الملائكة التي لا تقبل زحاف الكف وكانت قد انتقدت بشأنه شاعرا كبيرا كمحمود حسن اسماعيل لأنه ارتكبه في بعض قصائده.
شيء آخر أعتقد أن الأخوة قد فهموه من دعوتي لهم بحمل قيثاراتهم هو أن يغلبوا فن الإيقاع والإنشاد على جمود قواعد العروض.