[مقامة القوافي]
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 11:13 ص]ـ
من مقامات الزمخشري:
يا أبا القاسم
شأنَكَ بِقافيةِ رأسِكَ وعَقْدِها، وبدعْوَةِ السّحرِ تُحَلِّلُها بِيَدِهَا، إنْ كُنْتَ ممّنْ يَنْفعُهُ استغفارُهُ أوْ يُسْمَعُ منْهُ ندَاؤُهُ وَجُؤَارُهُ.
واسْتَغْنِ بِكلماتِ اللّهِ الشافِيَةْ، عَنِ التكَلمِ في حدُودِ القافيَةْ.
فَما يؤْمِنُكَ أنْ يُوَرّطَ بِكَ في اقترِاَفِ جُرْمْ، انتِصارُكَ لأخَوَيْ فُرْهُودَ وَجرْمْ.
وَلعَلَّ قَدْحَكَ في بَنيِ مَسْعَدةَ والمُسْتَنيرِ وَكَيْسانْ، يَسمُكَ بِما سَمّتْهُ بنُو فَهْمٍ بِكَيْسانْ.
وَاذْهَلْ عَنِ المُتكاوِسِ منْها والمُتَدارِكْ بتكاوُسِ ذُنُوبِكَ وَعَجْزِ المُتدارِكْ.
وَعَنِ المُتواتِرِ والمُتَرَاكِبِ والمُتَرَادِفْ، بآثامٍ كأنّها هي في وَصْفِ الوَاصِفْ.
وَعَنِ الفَصْلِ بينَ الخُرُوجِ والوَصْلْ، بالخُرُوجِ عنِ الأجْدَاثِ يَومَ الفَصْلِ.
وَلا تحْسَبْ أنَّ مَنْ لا يَعْرِفُ نَفَاذاً وَلا توْجِيهاً، لَمْ يكُنْ عندَ اللّهِ وَجيهاً،
وَمَنْ لَمْ يُرَاعِ ردْفاً وَرَويّاً لَمْ يُصبْ منَ الكَوْثَرِ شِرْباً رَويّاً.
وَمَنْ أخطأَ مُجرىً أوْ دَخِيلاً، وُجِدَ بَينَ أهلِ الحَقِ دَخِيلا.
وَمَنْ أسّسَ بَيتاً لم يُساندْ فيهِ ولا أقَوى، كَمَنْ بَنَى بَيَتاً أُسِّسَ مِنْ أوَّلِ يَوْم على التقوى.
وَمَنْ عَرَفَ الإشبَاعَ والحَذْوْ، صادَفَ النّصْبَ والبأوْ، وَتَنَكّبَ التّحْريِدَ والإيطاءْ، والتضْمِينَ والإكْفاءْ.
وما صَنَعَ في ارْتِجازِهِ أبُو جَهْل، فَهُوَ السّالِمُ مِنْ كُلِّ خَطَأ وَجَهلْ.
فَرُبَّ كَبير منْ عُلماءِ الرَّسْ هُوَ شرَّ مِنْ أصحابِ الرَّسْ.
وَكَمْ منْ ماهرٍ في معرفةِ الغُلُوِّ والتعدي، هُوَ منْ أهْلِ الغُلُوِّ في الباطلِ والتعدِّي.
(ليسَ بين يدي الآن مقامات الزمخشري للتصحيح، ولذلك ربما تجدون فيها بعض الأخطاء، فمن كانت لديه المقامات فليُصحح أخطاءها).