تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[. الشعر هو كلام له معنى مقفى و موزون؟ ...]

ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 10:58 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

.. قال قدامة بن جعفر تعريفه المشهور عن الشعر وهو: كلام له معنى مقفى و موزون .. العجيب أن قدامة من أكبر البلاغيين .. ومع هذا فقد رفض هذا التعريف عدد من العلماء .. لنرى ماذا قالوا ..

.. أولا: قدامة يقول .. أن الشعر هو كلام له معنى .. قالو: قد تحمل الأبيات معنى ولكنها ليست شعرا لأن هناك فرق بين الشعر و بين غير الشعر .. فهناك شعر و هو ما يحرك المشاعر و هناك النظم .. ونسميه نظما لأننا ننظم الكلام كنظم العقد دون أن نركز فيه من ناحية الإحساس .. فلا يمكننا مثلا أن نقول عن القصائد التعليمية أو ما تسمى بالأراجيز شعرا .. لأن الهدف منها تعليمي .. ولا يمكننا أن نقارن هذه القصائد بقصائد المتنبي التي تثير المشاعر و تحرك الهمم.

قدامة يقول .. كلام موزون .. قالوا: أن الوزن قد يقع في بعض الكلام العادي من غير قصد .. فهل يكون هذا الوزن الغير مقصود شعرا؟ .. بل على الشاعر أن يقصد الوزن في شعره و على هذا لا يكون القرآن شعرا و إن ورد فيه بعض الآيات الموزونة لأنها وقعت دون قصد .. كما وقع في بعض كلام الرسول صلى الله عليه وسلم .. و لا يكون كلام الرسول أيضا شعرا لأنه دون قصد ..

.. وقال قدامة .. مقفى .. و التقفية ليست ضرورية فهناك ما يسمى بالشعر الحر و قد تتحرر القصيدة فيه من القافية في بعض الأحيان تحررا كاملا و تحررا جزئيا و قد تظهر أحيانا و قد تختفي.

.. إذن تعريف قدامة ليس دقيقا كما قال العلماء .. و على هذا يكون القصد في الوزن و المعنى المحرك للإحساس هي الإضافات التي يجب أن تضاف على تعريف الشعر ..

.. المصادر:

1 - كتاب السكاكي [مفتاح العلوم] تحدث عن هذا الموضوع في بداية حديثه عن العروض.

2 - كتاب العروض الواضح لممدوح حقي .. تحدث عن هذا الموضوع في بداية كتابه.

.. موضوع بسيط .. أتمنى أن يعجبكم .. :)

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[26 - 12 - 2008, 11:06 م]ـ

تعريف الشعر مسألة نقدية قديمة ..

والقول بأنه كلام موزون مقفى ذو معنى قول قاصر

فللشعر عناصر أخرى لم يشملها هذا التعريف كالخيال والعاطفة وهما ركنان أساسيان في النص الشعري

والوزن وحده لا يصنع الشعر يقول الجاحظ:"لو أن البائع قال: من يشتري باذنجان

جاءت هذه الجملة على وزن "مستفعلن مفعولات " فهل نعده شعرا على المنسرح "

ولو كان الشعر كلام موزون لكان ألفية ابن مالك والشاطبية في القراءات وغيرها من المنظومات من الأشعار التي تسوى برقائق الشعر

لذلك فرق النقاد بين:

النظم والشعر

وبرأيي إن الشعر يتكون من المعادلة التالية:

خيال + عاطفة + لغة + وزن = شعر.

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[27 - 12 - 2008, 06:41 ص]ـ

بارك الله فيكم أيها الأحبة

وددت الإشارة هنا إلى أن قدامة بن جعفر هو من أكبر البلاغيين المناطقة الذين يعنون بالضبط والحدود. وأكثر تعريفاته وبخاصة في كتابه: "نقد الشعر" بقيت أساسا للبلاغيين والنقاد من بعده يبنون عليه ولا ينقضونه؛ إلا شيئا قليلا مما يتعلق بالمصطلح. ومن تلك التعريفات المضبوطة المحددة عنده: تعريفه للشعر. ومن ظن غير ذلك؛ فأحسبه إنما أتي من جهة قصور فهمه وتسرعه في الحكم.

ملاحظة: من قال إن تعريف قدامة للشعر لا ينطوي على خصيصة الفن والتخييل؛ فليمعن النظر في التعريف شمولية وتوسعا؛ وبخاصة دلالة: "المعنى"؛ فإنها دلالة مركبة غير بسيطة. وإلا فالنثر كذلك له معنى. مع ملاحظة أخرى مهمة وهي أخذ التعريف بمجموعه كتلة واحدة دون التجزئة والفصل بين حدوده وأجزائه؛ وإنما تكون التجزئة عند بيان ما يخرج عن الحد؛ كأن يقال مثلا: وخرج بقوله: مقفى: كل ما جاء من الكلام غير مقفى.

وأقول استطرادا: ولا عبرة بما يسمى بالشعر الحر؛ فإنه من تخاريف آخر الزمان. إن شئتم فاجعلوه نثرا فنيا لا إشكال؛ ولكنه لن يكون شعرا أبدا!

والسلام عليكم ورحمة الله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير