تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل هو شاذ؟]

ـ[ناصر البيان]ــــــــ[09 - 05 - 2009, 09:20 م]ـ

بعد طول غياب

عن سوق اللغة والأدب (شبكة الفصيح)

أتيت إليكم بعد أن أجهدني هذا البيت

ولم أجد له مخرجاً

فقلت بعد ما أضناني:

إنه شاذ ولا أدري أهذا قصور في إدراكي

أم هي الحقيقة

أتمنى أن أجد عندكم الجواب الشافي

يقول النابغة الذبياني:

فحسبوه فألفوه كما حسبت**تسعاً وتسعين لم تنقص ولم تزد

على أي بحر جرى هذا البيت

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[09 - 05 - 2009, 09:42 م]ـ

هذا البيت يحمل أقبح زحاف ابتلي به بحر البسيط، ولكنه والحمد لله نادر كأن لم يحدث. ويدلك على قبح هذا الزحاف اسمه الذي وضعه الخليل له وهو الخبل، كفانا الله وإياك شر الخبل. فهو على وزن فَعَلَتُنْ، ولو جاء على وزن متفعلن مثلا لكان سائغا في الذوق تقبله الغريزة. جرِّب أن تضعّف السين، واستمتع بقراءة هذا البيت الشهير للنابغة.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[10 - 05 - 2009, 08:22 ص]ـ

لا يمكن لناقد اليوم أن يتمحّل طريقةً لقراءةِ أبياتٍ وردتنا من العصر الجاهلي، ينفي بها مجيءَ مثل هذه الزحافات القبيحة .. وعليه أن يُسلّمَ بها كما جاءت، ويشكرَ واضعَ العروض الأول الذي سجّلها لنا، دون أن يفترضَ قراءةً خاصّة تعود بها إلى جادّة السلامة ..

ومن هنا أيضاً نؤكّد على أهمية تعلّم العروض، الذي سيساعد دارس الأدب بالتأكيد على معرفة ما يجوز وما لا يجوز في الشعر ..

يقول عبيد بن الأبرص:

عالَيْنَ رَقْماً وأنماطاً مُظاهَرَةً=وَكِلَلاً بعتيقِ العَقْلِ مقرومَهْ

ويقول أيضاً:

ولا مَحالَةَ من قبرٍ بِمَحْنيةٍ=وكَفَنٍ كسَراةِ الثورِ وضّاحِ

ويقول عدي بن زيد:

فأمَرَ الظلْمةَ السوداءَ فانقشَعَتْ=وسيَّرَ الماءَ عمّا كانَ قد شغلا

وجَعَلَ الشمسَ مصْراً لا خفاءَ بهِ=بينَ النهارِ وبين الليلِ قد فصَلا

وفيها:

فأخَذَ اللهُ من طينٍ فصوَّرَهُ=حتّى إذا ما رآهُ تمّ واعتدَلا

دعاهُ آدَمَ صوتاً فاستجابَ لهُ=ونفَخَ الروحَ في الجسمِ الذي جَبَلا [/ font]

ـ[عيناكِ لي]ــــــــ[10 - 05 - 2009, 08:46 م]ـ

شكرا للأساتذة الأفاضل

دخلت هنا لكي أشكر د عمر خلوف

وأقول زادك الله علما زادك الله علما

وأدخلك الجنة ووسع قبرك أحبك في الله

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[10 - 05 - 2009, 10:51 م]ـ

أخي الحبيب عمر

لست أنا من تمحل هذه القراءة، وإنما قلت بالضبط "ولو جاء على وزن متفعلن مثلا لكان سائغا في الذوق تقبله الغريزة. جرِّب أن تضعّف السين، واستمتع بقراءة هذا البيت الشهير للنابغة". فأي ضير في ذلك القول. ولو جرب السائل قراءة هذا البيت في الموسوعة الشعرية لوجده كما ذكرت، ولو عاد لكتاب الدكتور محمد العلمي الذي أحصى فيه الظواهر الخليلية في الدواويين الجاهلية لما وجد هذا البيت في إحصائه، ولزال عنه بعض ما أقلق راحته حتى قال "أتيت إليكم بعد أن أجهدني هذا البيت، ولم أجد له مخرجاً، فقلت بعد ما أضناني: إنه شاذ ولا أدري أهذا قصور في إدراكي أم هي الحقيقة، أتمنى أن أجد عندكم الجواب الشافي". فما قدمناه له إذن يبعث على الاطمئنان لمن يريد أن يبحث عنه.

وكان العلمي قد أحصى من الشعراء الجاهليين الذين ارتكبوا هذا الزحاف أربعة: الأعشى مرة واحدة، وأوس بن حجر مرتين، وعبيد مرة، وعدي بن زيد أربع مرات. ومن الشعراء الإسلاميين والأمويين أربعة أيضا هم: الأخطل والحطيئة وأبو ذؤيب الهذلي وعمر بن أبي ربيعة كل منهم مرة واحدة. فانظر لهذه القلة القليلة من الشعراء تعلم أن هذا الزحاف (ولو كان سجله الخليل كشاهده على عصره) لا يجدر بنا الأخذ بشهادته، ولتجاهلنا هذا الزحاف تجاهل الدكتور إبراهيم أنيس له، إذ لم يذكره في كتابه (موسيقى الشعر)، في الوقت الذي وجدناه يشكك في رواية الأبيات التي جاءت على الخبن والطي في البسيط وعدها من أخطاء الرواة! (ما يدلك على قيمة هذا الزحاف عنده).

أما الدكتور العلمي فلم يشر إلى بيت النابغة ذاك لأنه التزم في رسالته الأكاديمية بمبدأ التقيد بما وجده في الدوايين المطبوعة، وكان حظه أن يقع على ديوان النابغة طبعة دار الكتب المصرية عام 1932 وفيها بيت النابغة برواية (فحسّبوه) بالتضعيف، ومع ذلك أشار إلى ضعف هذه الرواية ودعا إلى عدم الأخذ بها في ضوء معطيات النص والفهم السليم للبيت. وأما روايتك لبيت عبيد:

عالَيْنَ رَقْماً وأنماطاً مُظاهَرَةً=وَكِلَلاً بعتيقِ العَقْلِ مقرومَهْ

فقد وجدته في الموسوعة برواية: وكلّة، بدل وكللا، وهي الرواية التي أخذ بها العلمي لأني لم أجده أشار إلى الخبل عند عبيد إلا مرة واحدة في البيت الذي تنازعه مع أوس وهو:

ولا مَحالَةَ من قبرٍ بِمَحْنيةٍ=وكَفَنٍ كسَراةِ الثورِ وضّاحِ

مع أن العلمي وجد رواية أخرى لبيت أوس في اللسان والتاج ورسالة الغفران هي:

ولا محالة من قبر بمحنية = أو في مليح كظهر الترس وضاح

وهو في ديوان عبيد كذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير