[أهذا الزحاف متروك فعلا؟]
ـ[ضاد]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 04:46 م]ـ
زحاف "مفاعيلن => مفاعلن" في الطويل (مفاعيلن الأولى والثالثة).
قرأت أنه متروك وعلى ذلك أسير, ولكن أقرأ لمن ما زال يستعمله, فما حكمهما أيها الأساتذة؟ بوركتم.
ـ[ضاد]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 05:17 م]ـ
وزحاف مفاعيلُ في الحشو؟
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 07:11 م]ـ
زحاف مفاعيلن بالقبض (مفاعلن) تارة، وبالكف (مفاعيلُ) تارة أخرى زحاف أقره الخليل في بحر الطويل استنادا إلى الشواهد التي وجدها في الشعر القديم. وقد عد القبض زحافا صالحا والكف قبيحا بناء على ما لاحظه من كثرة ورود القبض وندرة الكف في الطويل. وقد خالفه الأخفش فعد الكف أحسن من القبض استنادا إلى قانون وضعه بنفسه وهو أن زحاف السبب الذي يعتمد على وتد أفضل مما يعتمد على سبب مثله، فنون مفاعيلن تعتمد على الوتد بعدها وهو ما لا يكون في ياءها التي تعتمد على السبب بعدها، ولذا كان الكف في الطويل عنده احسن من القبض.
وقد كان المعري لا يستسيغ أيا من هذين الزحافين، بل وكان يعزو السبب في وجودهما إلى سوء الرواية، وقد كان في آرائه تلك يعتمد على غريزته الإيقاعية، فاتبع يا أخي الفاضل غريزتك إن نظمت، وتأول كثرة وروده في الشعر القديم إلى أن طباع القوم في ذلك الزمان لم تكن بحساسية طبع المعري في عصر غير ذلك العصر.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 07:30 ص]ـ
أساتذتي الكرام ..
لقد كان تسجيل الخليل لزحافي القبض والكف في حشو الطويل تسجيلاً لواقع الشعر. إذ ليس صعباً على المرء أن يلاحظهما في الشعر الجاهلي أو الأموي.
ويبدو أن الشعراء في العصر العباسي كادوا يقلعون عن ركوب هذين الزحافين، ربّما تأثّراً بقواعد العروض التي وضعها الخليل رحمه الله، حتى أصبح من الصعوبة بمكان أن تعثر لهما على أثر في الشعر. حتّى ليمكننا القول: إن هنالك إجماعاً شعرياً على تركهما وتجاوزهما.
ولكن الغريب، أنّ يعود إليهما اليوم بعض (نظّامي الإنترنت)، مع الإكثار منهما أحياناً، في القصيدة الواحدة، مدّعين أنهما مما يبيحه العروض الخليلي!!
فهل يعود بنا الزمن إلى ذوق العصرين؛ الجاهلي والأموي مرة أخرى؟؟
ـ[ضاد]ــــــــ[07 - 04 - 2009, 12:27 م]ـ
لم أشأ أن أرد حتى يتم أستاذي الخلوف رد أستاذي أبو ستة بالموافقة أو الرفض.
أشكركما أستاذيّ الفاضلين. وإني أعزو هذه "الردة العروضية" إلى تحول الشعر من نتاج صوتي ملفوظ ومُنشد إلى نتاج كتابي مقروء في السر, ولو ركز الشعراء على إنشاد أشعارهم للاحظوا ثقلا كبيرا في أوزانه وألفاظه.
بوركتم.
ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 03:32 م]ـ
أساتذتي الكرام ..
لقد كان تسجيل الخليل لزحافي القبض والكف في حشو الطويل تسجيلاً لواقع الشعر. إذ ليس صعباً على المرء أن يلاحظهما في الشعر الجاهلي أو الأموي.
ويبدو أن الشعراء في العصر العباسي كادوا يقلعون عن ركوب هذين الزحافين، ربّما تأثّراً بقواعد العروض التي وضعها الخليل رحمه الله، حتى أصبح من الصعوبة بمكان أن تعثر لهما على أثر في الشعر. حتّى ليمكننا القول: إن هنالك إجماعاً شعرياً على تركهما وتجاوزهما.
ولكن الغريب، أنّ يعود إليهما اليوم بعض (نظّامي الإنترنت)، مع الإكثار منهما أحياناً، في القصيدة الواحدة، مدّعين أنهما مما يبيحه العروض الخليلي!!
فهل يعود بنا الزمن إلى ذوق العصرين؛ الجاهلي والأموي مرة أخرى؟؟
أستاذي الكبير / د. عمر خلوف
اسمح لي أن أخالفك الرأي هنا
ليس تقدماً بين يديك ـ معاذ الله ـ ولكنه مجرد رأي قد يكون خطأ وقد يكون صوابا
أحسب أن الشاعر الجاهلي كان أرهف حسا، وأسجح طبعا، وأصفى سليقة، وألطف ذوقا؛ من أن يرتكب ما يخل بذائقة الإيقاع. أقول ذلك وأنا على شبه يقين أن الشعر الجاهلي هو النموذج الأسمى؛ لا في البلاغة واللغة فحسب؛ بل في الإيقاع كذلك.
ولا يعني تركُ المتأخرين بعض ما عليه المتقدمون أنهم قد استدركوا عليهم وتقدموا بين يديهم. ولكن الحضارة السهلة القريبة كانت قد ألقت على المتأخرين ظلالها فآثروا قريب الإيقاع على غريبه، ومألوفه على عجيبه. وليس الغريب دائما بمذموم؛ بل إن في بعض الزحافات غير المألوفة عند القدماء ما ينفجر بالإيقاع انفجارا؛ كيف لا وللسماع عند القوم شأن أي شأن!
ولنأخذ مثالا تطبيقيا من الشعر الجاهلي:
جاء في معلقة امرئ القيس:
ترى بعر الآرام في عرصاتها ... وقيعانها كأنه حبُّ فلفل
لو قرأنا البيت و الشطر الثاني خاصة قراءة عروضية بإيقاع عادي تعودت عليه آذاننا من خلال الإيقاع المطّرد لبحر الطويل لأحسسنا بشيء من الثقل؛ بخلاف ما لو تعاملنا مع البيت من خلال اللغة الجاهلية الفخمة والتصاوير المهيبة. إن اللغة والبلاغة والإيقاع والتصاوير لم تكن مرادة عند الشاعر الجاهلي لذاتها؛ بل هي وسائل لا غايات. إحساس الشاعر الجاهلي وروحه هي التي تفرض مثل هذه الأمور التي نراها نحن مستكرهة مستثقلة. فلنبحث في أنفسنا ولنتهم أذواقنا فإنما يقع اللوم علينا على كل حال. والله المستعان
ولذلك فإني سأستعمل عبارتك الأخيرة ذاتها مع نقلها من جهة الاستفهام إلى التمني:
فهل يعود بنا الزمن إلى ذوق العصرين؛ الجاهلي والأموي مرة أخرى!
وعليه فإني أدعو الدارسين في هذا الحقل إلى أن يولوا مثل هذا الأمر جل اهتمامهم؛ فإنه مجال خصب للدراسة واستخلاص نتائج مثيرة وموضوعية في الوقت نفسه.
والمعذرة مرة أخرى إلى أستاذنا الكبير الدكتور عمر. وليعذر لي تطفلي؛ فإنما هو رأي جاشت به نفسي؛ فما استطعت له صرفا ولا عطفا. والله تعالى أعلى وأعلم.
والحمد لله رب العالمين
¥