[لمن هذه القصيدة]
ـ[الراجع]ــــــــ[17 - 05 - 2009, 09:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وأنا أتصفح بعض المنتديات وجدت هذه القصيدة التي بالإضافة إلى إعجابي بها فقد استغربت غاية الاستغراب وقبل أن أبين سبب استغرابي فإني أسأل صاحب المقال هل تأكدت من نسبة القصيدة لصاحبها (تقي الدين السروجي) وحبذا أيضا نبذة عنه.
أما عن سبب استغرابي ودهشتي لان مثل هذه القصيدة ألقيت في مهرجان للمديح النبوي في طرابلس بليبيا حوالي سنة 2005، ألقاها الشيخ أحمد القطعاني ونسبها لنفسه وهي مكونة من ثماني أبيات هذا نصها:
أمدد بوصلك لي فهذا وقته ********** يكفي من الأشواق ما قد ذقته
أمضيت عمري في هواك وحق ********** لي أبكي زمانا غافلا ضيعته
يا من شغلت بوصله عن وصله ********** وهجرت كل الناس منذ عرفته
كم جاد في ميدان حسنك واصف ********** بالحب فيك إلى حماك سبقته
أنت الذي عم الخلائق جوده ********** لهفا عليك تجلدي بعثرته
قال الوشاة ما اهتدى لك خاطري ********** فبكيت حتى الصخر قد أبكيته
بالله إن سألوك عني قل لهم ********** عبدي وملك يدي وما أعتقته
أو قيل مشتاق إليك فقل لهم ********** أنعم بذا وأنا الذي شوقته
نرجو من السادة الكرام أعضاء المنتدى التكرم بالرد والتحاور في تبيين هذا الاقتباس أو ماذا يسمى في فنون الشعر العربي.
شكرا،،،،،،،،،،،، والسلام
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[17 - 05 - 2009, 11:37 م]ـ
تقي الدين السروجي
عبد الله بن علي بن منجد بن ماجد بن بركات، الشيخ تقي الدين السروجي. أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان قال: كان رجلاً خيراً عفيفاً، تالياً للقرآن، عنده حظ جيد من النحو واللغة والآداب، متقللاً من الدينا، يغلب عليه حب الجمال مع العفة التامة والصيانة. نظم كثيراً وغنى بشعره المغنون والقينات. وكان يذكر أنه يكرر على المفصّل والمتنبي والمقامات ويستحضر حظاً كبيراً من صحاح الجوهري، وكان مأمون الصحبة، طاهر اللسان، يتفقد أصحابه، لا يكاد يظهر إلا يوم الجمعة، وكان لي به اختلاطٌ وصحبة، ولي فيه اعتقاد. ودفن لما مات بمقبرة الفخري بجوار من كان يهواه، ظاهر الحسينية. وهو أحد من تألمت لفقده لعزة وجود مثله في الصحبة رحمه الله. وكان يكره أن يخبر أحداً باسمه ونسبه، إنتهى. قلت؛ لأنه كان يقول لي: مع الأصحاب ثلاث رتبٍ أول ما أجتمع بهم يقولون، الشيخ تقي الدين جاء، الشيخ تقي الدين راح، فإذا طال الأمر قالوا، راح التقي جاء التقي، صبرت عليهم وعلمت أنهم أخذوا في الملل، فإذا قالوا: راح السروجي جاء السروجي فذلك آخر عهدي بصحبتهم. وقال القاضي شهاب الدين محمود، كان يكره مكاناً فيه امرأةٌ ومن دعاه يقول: شرطي معروفٌ أن لا تحضر امرأة! قال: كنا يوماً في دعوة بعض الأصحاب فكان مما حضر شواءٌ، فأدخل إلى النساء ليقطعوه ويضعوه في الصحون، فكان يتبرم بذلك ويقول: أفيه! الساعة يلمسونه بأيديهم!
وقال الشيخ أثير الدين، لما مات قال والد محبوبه: والله ما أدفنه إلا في قبر ولدي وهو كان يهواه وما أفرق بينهم في الدنيا ولا في الآخرة لما كان يعتقد الفخري من عفافه! ومولده سنة سبع وعشرين وستمائة بسروج، وتوفي بالقاهرة رابع شهر رمضان سنة ثلاثٍ وتسعين وستمائة رحمه الله تعالى.
أنشدني العلامة أثير الدين قال؛ أنشدني المذكور لنفسه:
أنعم بوصلك لي فهذا وقته=يكفي من الهجران ما قد ذقته
أنفقتُ عمري في هواك وليتني=أُعطى وصولاً بالذي أنفقته
يا من شغلت بحبه عن غيره=وسلوت كل الناس حين عشقته
كم جال في ميدان حبك فارسٌ=بالصدق فيك إلى رضاك سبقته
أنت الذي جمع المحاسن وجهه=لكن عليه تصبري فرقته
قال الوشاة قد ادعى بك نسبةً=فسررت لما قلت قد صدقته
بالله إن سألوك عني قل لهم=عبدي وملك يدي وما أعتقته
أو قيل مشتاقٌ إليك فقل لهم=أدري بذا وأنا الذي شوقته
يا حسن طيفٍ من خيالك زراني=من فرحتي بلقاه ما حققته
فمضى وفي قلبي عليه حسرةٌ=لو كان يمكنني الرقاد لحقته
الوافي بالوفيات للصفدي
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 07:53 ص]ـ
أخي الدكتور عمر خلوف
لم تلب طلب السائل الراجع لأنه رجع على المنتدى بسؤاله بعد أكثر من أربع ساعات وبعد أن قرأ ردك الذي لم يشف غليله، كما رجع به على منتدى شبكة فلسطين للحوار ولم يلق الرد الذي يأمله. أقول إنه يعرف الجواب الذي تفضلت به، بعد أن كلفت نفسك البحث عنه في المراجع ومنها الوافي بالوفيات للصفدي، وهو قد نظر فيه من قبل بمنتدى غيره حيث أخذ منه نسبة هذه القصيدة للشيخ أحمد القطعاني التي القاها في طرابلس عام 2005 بعد أن عرف منه أن أصلها يرجع للسروجي.
وعليه أقول للسائل الراجع إن ما صنعته في طرحك للسؤال يوازي تماما ما صنعه الشيخ القحطاني، فكلاكما اتبع فنا معروفا في النقد العربي القديم يسمى فن المعارضات. فكما عارضت بسؤالك من سبقك حرفيا، عارض الشيخ القطعاني، حفظه الله، قصيدة السروجي واحتذى حذوها، وليس في فنه هذا أيما ابتكار.
أما فن المعارضات المعروف فمنه نوع لا يلتزم فيه المعارضة باستخدام نفس القافية نحو قول الفرزدق:
عزفت بأعشاش وما كنت تعزف ... وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف
وهو يعارض ميمية حسان وأولها:
ألم تسأل الربع الجديد التكلما ... بمدفع أشداخ فبرقة أظلما
وهناك نوع يقترب فيه يشتد فيه التطابق بين النصين نحو صنيع الأخطل حين عارض لامية كعب "لفظا وأسلوبا ووزنا وقافية" في قوله:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيم إثرها لم يفد مكبول
فقال:
بانت سعاد ففي العينين ملمول ... من حبها وصحيح الجسم مخبول
غير أن المطابقة بين قصيدتي القطعاني والسروجي أشد مما بين الأخطل وكعب حتى كأنه نسخها بورقة كربون، كما نسخت سؤالك. ولمزيد من الإفادة حول هذا الموضوع أحيلك إلى كتاب الدكتور محمد بن سعد بن حسين وعنوانه:
(المعارضات في الشعر العربي)
¥