[أسس العروض العربي]
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 09:56 م]ـ
[أسس العروض العربي]
دراسة تطبيقية تتخذ من أسلوب التدريب منهجا لفهمه
توطئة:
قال الخليل بن أحمد، رحمه الله: مررت بالمدينة حاجا، فبينا أنا في بعض طرقاتها، إذ بصرت بشيخ على باب يعلم غلاما، وهو يقول له: قل:
نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم نعم ... نعم لا نعم لا لا نعم لا نعم لا لا
قال الخليل: فدنوت منه فسلمت عليه، وقلت له: أيها الشيخ، ما الذي تقوله لهذا الصبي؟ فذكر أن هذا العلم شيء يتوارثه هؤلاء الصبية عن سلفهم، وهو علم عندهم يسمى التنعيم، لقولهم فيه نعم. قال الخليل: فحججت، ثم رجعت إلى المدينة، فأحكمتها.
وكان أن أسس الخليل علما محكما لا يزال يتدارس حتى اليوم.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 10:01 م]ـ
الشعر هو فن الكلام الموقع على نسق معين. وهذا التعريف يتضمن بالضرورة ثلاثة عناصر لازمة للشعر لكي يعد شعرا، وأولها:
أنه فن من حيث استخدامه المجازي للغة بما يتضمنه هذا الاستخدام من وسائل الكناية والتشبيه والاستعارة وغيرها من المحسنات البديعية مما هو ضروري لجعل أسلوب الكلام أسلوبا فنيا يخرج به من نطاق الأسلوب العلمي الموضوعي، ويجعل مادة دراسته داخلة في مجال علم البلاغة rhetoric أو علم الجمال aesthetics .
وثانيها: أنه كلام مفيد لا مجرد أصوات من قبيل اللغو، وبالتالي فهو يتألف من جمل وكلمات وحروف يتكفل بدراستها على التوالي علم النحو syntax، وعلم الصرف morphology ، وعلم الأصوات اللغوية phonetics.
وثالثها: أنه إيقاع، ومادة هذا الإيقاع هي النقرات beats . وكان ابن سينا قد عرف الإيقاع بأنه " تقدير ما لزمان النقرات، فإذا اتفق أن كانت النقرات منغمة كان الإيقاع لحنيا، وإن اتفق أن كانت النقرات محدثة للحروف المنتظم منها كلام كان الإيقاع شعريا، وهو بنفسه إيقاع مطلقا".
فأما النقرات المنغمة فيختص بدراستها علم الموسيقى، وأما النقرات المحدثة للحروف المنتظم منها كلام فهي موضع دراسة علم العروض، وإذا مضينا في تتبع مجالات النقرات التي ليست بأصوات ولا بنغم فربما تطرقنا إلى فنون أخرى زمانية تعتمد على الحركة كفن الرقص أو مكانية كفن النحت وفن الرسم وهي فنون يمكن الزعم بأنها تستخدم ألوانا من الإيقاع مختلفة بطبيعتها عن الإيقاع السمعي. وهذه النقرات يجب أن تتوالى على نسق معين، أي بشكل يمكن تحديده لمحاولة دراسة القوانين التي تحكم حركته.
والعنصر الأول يخرج المنظومات التعليمية، كألفية ابن مالك، من باب الشعر كما يخرج كثيرا من الكلام الموزون المقفى مهما حسب صاحبه نفسه فيه أنه شاعر.
وأما العنصر الثالث في التعريف فهو ينزه القرآن من فرية الصلة بالشعر، وإن تداخلت بعض آياته الشريفة مع أوزان منه معروفة، كقوله تعالى من سورة الكهف بالآية (29): (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، فربما حسب بعضهم أنه بتلاوته لهذه الآية قد جعلها تدخل في إيقاع وزن شطر من الطويل، وذلك لا يكون إلا بانتزاعها من سياقها القرآني وتضمينها بيتا من الشعر نحو قول الشهاب:
أطال عذولي فيك كفرانه الهوى ... وآمنت يا ذا الظبي , فأنسْ ولا تنفرْ
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ... " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفرْ"
ونحو قوله كذلك من الآية (60) من سورة الأنعام: (ويعلم ما جرحتم بالنهار) فإن نسق توالي أصواتها يوافق نسق توالي الكلام الموقع على نسق الوافر، نحو قول الأمشاطي:
وعند النوم قلت لمقلتيه ... وحكم النوم في الأجفان ساري
تبارك من توفاكم بليل ... "ويعلم ما جرحتم بالنهار "
وهناك من الكلام ما يعد شعرا حتى وإن أخل ببعض هذه الشروط، كالشعر المنثور، وهو كما يدل عليه وصفه يفتقد إلى وجود نسق معين يجري عليه، ومع ذلك فبعضهم يحتجون بأنه شعر مكتمل العناصر من فن كلامي لا يخلو من شكل من أشكال الإيقاع وإن كان على غير نسق معروف، أو أنهم يستغنون عن عنصر النسق اجتزاء بما يتحقق فيه من جناس في الصوت أو اختيار لبعض الأصوات دون بعض بناء على بروز خصائصها من جهر أو همس وصفير واحتكاك وغيره مما يمكن أن يدخل في موسيقى الكلام.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 10:05 م]ـ
النظام الصوتي:
أنواع الأصوات اللغوية:
¥