[استنهاض نفس (للنقاش العروضي)]
ـ[إبتسام]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 12:11 ص]ـ
استنهاض نفس
*******
أغَْرَقَ الطوفانُ بُنْياني ونَفْسي
أنْهَكَ العِصْيان قَلْبي الجزوع
كلُّ هَمِّي الفَوْزُ باللَّذَّاتِ خَوْفي
أنْ يَزولَ العمرُ في قهرٍ وجوع
باتَتِ الأهْواءُ ترْضيني وعَزْمي
قاصِرٌ إمَّا بِصَمْتٍ أو خُنوع
يقهر الوجدان حزنٌ غير يأسٍ
أو بنَفْس ٍ تَشْتَكي فَقْرَ الزِّروع
هَلْ ذَكَرْتِ كمْ ذنوبٍ اقترفتِ
هل عزمتِ كي تَهُمِّي بالرجوع
هل صَدَقْتِ العَهْدَ أَخْلَصْتِ النَّوايا
أم ألفتِ التيه دوما والوقوع
إن شربتِ الذل من ضِرْعِ المعاصي
ارتوي بالعِزَّ من باقى الضروع
انفضي الأوهام يا نفسى كفاكِ
ما دهاكِ كيف ترضي بالخُضوع
كيف جفَّ الوجدُ من لينٍ وكيف
جفَّتِ العَيْنانِ من ذَرْفِ الدِّموع
فلتجيبي خالق الأكوان هيَّا
أسرعي بالخيرِ فى كل الربوع
أغرقى بالدمعِ نحراً نادماً في
كل ركنٍ من سجودٍ أو ركوع
إن تجافى الدَّمع كالمَحْبوس يوما
عندها إبْكي كما تبْكي الشُّموع
قد يعود الكون من حولك ضياءاً
أو تُنيرُ الشَّمْسُ من بين الضلوع
ـ[إبتسام]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 12:13 ص]ـ
أستاذى بحر الرمل في إنتظار مناقشتك وتوجيهاتك
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 12:31 ص]ـ
أود بأن أقول بأن الإشكال الذي تستفسر عنه الأخت ابتسام هو مجيء عروض الرمل صحيحة "فاعلاتن" على غير المقرر في كتب العروضيين حيث يذكرون للرمل عروضا واحدة مقطوعة وجوبا "فاعلن"
وقد نظمت الأخت ابتسام قصيدتها على الوزن:
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن****فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
لم أستطع أن أجد قصيدة قديمة على هذا الوزن -وعلّ الدكتور عمر والأساتذة يسعفوننا -
ولكنني وجدت الشاعرة نازك الملائكة قد استخدمت هذا الوزن في بعض قصائدها تقول في قصيدة وادي العبيد:
ضاع عُمْري في دياجيرِ الحياة = وخَبَتْ أحلامُ قلبي المُغْرَقِ
ها أنا وحدي على شطِّ المماتِ = والأعاصيرُ تُنادي زورقي
ليس في عينيّ غيرُ العَبَراتِ = والظلالُ السودُ تحمي مفرقي
ليس في سَمْعيَ غيرُ الصَرَخاتِ= أسفاً للعُمْرِ، ماذا قد بَقِي؟ واضح أن الشاعرة جاءت بعروض الرمل صحيحة " فاعلاتن"
كما أنها التزمت برويين واحد للصدر وآخر للعجز
ومعروف أنها من المجددين في الوزن ومن أصحاب الحس المرهف يدل على ذلك أبياتها السابقة
ورأيي ألا مانع من ركوب هذا البحر على هذا الوزن.
والله أعلم
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 01:02 ص]ـ
ورأيي ألا مانع من ركوب هذا البحر على هذا الوزن.
معك حق وقد ركبها المتنبي
إنما بدر بن عمار سحاب ... هطل في ثواب وعقابُ
إنما بدر رزايا وعطايا ... ومنايا وطعان وضراب
ما يجيل الطرف إلا حمدته ... جهدها الأيدي وذمته الرقاب
وعدتها تسعة أبيات آخرها قوله
ليس بالمنكر إن برَّزت سبقا ... غير مدفوع عن السبق العراب
منقول من موسيقى الشعر بين الاتباع والابتداع للدكتور شعبان صلاح وقد ذكر أبياتا أخرى ولعلي أورد لك النص كاملا
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[12 - 12 - 2008, 02:04 ص]ـ
قالب غير خليلي، ذكره أبو الحسن العروضي في معرض حديثه عمّا أغفله الخليل، وذكره الجوهري بقوله "مسدس قديم"، وابن القطاع، والسكاكي، وأورده الشنتريني والدماميني في شواذّ الرمل.
وقد وجدت له بعض الأمثلة القديمة، سوى قصيدة المتنبي التي أوردها أستاذنا (أبو سهيل) مشكوراً.
يقول محمد بن إياس الليثي في عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
إنَّ ليلي طالَ والليلُ قصيرُ=طالَ حتّى كادَ صبْحٌ لا يُنيرُ
ذكْرُ أيّامٍ عَرَتْنا منكَراتٍ=حدَثَتْ فيها أمورٌ وأمورُ
والذي يأمُرُ بالغَيِّ مُطاعٌ=والذي يأمُرُ بالحِلْمِ دَحيرُ
لَقِحَتْ حرْبُ عديٍّ عن حِيالٍ=فرحى حربِهمُ اليومَ تدورُ
ووجدت لابن المعتز على هذا القالب قصيدة طويلة، منها قوله:
منزلٌ أقوى بسلمى وربوعُ= تُعذَرُ الأنفاسُ فيهِ والدموعُ
ولقد كنتُ أراها آهِلاتٍ=وكذاكَ الدهرُ يعصي ويُطيعُ
كذَبّ الدهرُ فما فيه سرورٌ=يُقلَبُ الحالُ وينفضُّ الجميعُ
إبْطِ ما شئتَ وسِرْ سَيْراً رُوَيْداً=إنّ سيرَ الدهرِ بالمرْءِ سريعُ
ذاكَ أفنانا، ومَنْ يبقى سِوانا=يهلكُ الصابرُ منّا والجَزوعُ
ولأبي الفتح البستي:
ربَّ ليلٍ أغمد الأنوارَ إلاّ=نورُ ثغْرٍ ونَدامٍ ومُدامِ
¥