[وبقيت في "خلف" كجلد الأجرب]
ـ[كاتزم]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 03:00 ص]ـ
:::
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول لبيد:
رحل الذين يُعاش في أكنافهم
[وبقيت في "خلف" كجلد الأجرب]
كيف تشكيل خلف؟
هل هي خلْف بتسكين اللام أم خلَف بفتحها؟
ما أعرفه أن الخلْف بتسكين اللام لها معنى سلبي، كما في قول رب العزة في سورة مريم:
"فخلف من بعدهم خلْف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا"
أراءَكم.
شكرا.
ـ[الباز]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 04:00 ص]ـ
مرحبا ..
معك حق في تحليلك فالخلْف بتسكين اللام يقصد بها الخَلَف السيئ ..
و هذا الفهم مناسب للتوافق مع ما قصده الشاعر في البيت
و قد يكون هو المقصود فعلا ..
كما يمكن و هو بعيد لكنه محتمل -و نظرا للبيئة العربية- أن يكون
قد قصد معنى حقيقيا و هو الخلْف أي مربد الإبل (مباركها و مكان مبيتها) (مثل الإسطبل للجياد أو البقر)
و ما يدعم هذا القول هو قوله كجلد الأجرب
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 07:55 ص]ـ
أعجبني اجتهاد الأخ الباز في تأويله لكلمة الخلْف في بيت لبيد، وسبب إعجابي به أنه لم يخطر ببال أحد ممن شرحوا هذا البيت؛ لأن هؤلاء فهموه حق فهمه، ولأن من تمثل به قصد نفس المعنى الذي قصده لبيد، نحو عائشة رضي الله عنها، فهي بلا شك لم تقصد أنها عاشت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مربد كجلد الأجرب، ومع ذلك بقيت مع نفس الناس الطيبين الذين يعاش في أكنافهم .. ولو في ذلك (المربد).
والخلَف (بفتح اللام) قد تستعمل في موضع الخلف (بإسكانها)، قال الراجز:
إنا وجدنا خلفا بئس الخلف ... أغلق عنا بابه ثم حلف
ـ[خشان خشان]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 10:58 ص]ـ
وجدت هذه الأبيات في الموسوعة الشعرية منسوبة إلى الأمير الصنعاني ولم أهتد إليها منسوبة لسواه وأنقلها حرفيا:
من كان غير إلهه مطلوبه = ويرى سؤال سواه أسنى مطلب
ويلوم سكان البسيطة منشداً = في ذمهم بيتاً بغير تأدب
ذهب الذين يعاش في أكنافهم = وبقيت في خَلَفٍ كجلد الأجرب
فأنا الذي أرجو إلهي وحده = في دفع ما أخشى ونيلي مأربي
فأكف عن كل الأنام ملامتي = إن شئت تقليدي فهذا مذهبي
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 05:50 م]ـ
يقول الخليل بن أحمد الفراهيدي في معجم (العين):
"والخَلْفُ: خَلْفُ سوء بعد أبيه، قال لبيد:
ذهب الذين يُعاش في أكنافِهمْ** وبقيتُ في خَلْفٍ كجلدِ الأجربِ
والخَلَفُ: من الصالحين، ولا يجوز أن يقال: من الأشرار خَلَفٌ، ولا من الأخيار خَلْفٌ.
وجاء في الكامل للمبرد معلّقاً على هذا البيت:
"قوله: في خلْف يقال: هو خَلَف فلان لمن يخلفه من رهطه،
وهؤلاء خلْف فلان؛ إذا قاموا مقامه من غير أهله،
وقلما يستعمل خلْف إلا في الشر.
وفي اللسان قول طويل حول كلمة (خلف) مفتوحة اللام أو ساكنتها، يقول فيه:
"وفي هؤلاء القَوْمِ خَلَفٌ ممن مَضى أَي يقومون مَقامهم. وفي فلان خلَفٌ من فلان إذا كان صالحاً أَو طالحاً فهو خَلَفٌ.
ويقال: بئسَ الخَلَفُ هُمْ أَي بئس البَدَلُ.
وفي التنزيل العزيز: فخَلَفَ من بعدهم خلْفٌ أَضاعوا الصلاةَ، بدلاً من ذلك لأَنهم إذا أَضاعوا الصلاةَ فهم خَلْفُ سُوء لا مَحالةَ، ولا يكونُ الخَلَفُ إلاَّ من الأَخْيارِ، قَرْناً كان أَو ولَداً، ولا يكونُ الخَلْفُ إلا من الأَشرارِ.
ابن شميل: الخَلَفُ يكون في الخَير والشرّ، وكذلك الخَلْفُ،
يقال: هؤلاء خَلْفُ سوءٍ لناسٍ لاحِقِينَ بناس أَكثر منهم، وهذا خَلْف سَوْء؛ قال لبيد:
ذَهَبَ الذينَ يُعاشُ في أَكنافِهمْ ** وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدِ الأَجربِ
قال ابن الأَثير: الخَلَفُ، بالتحريك والسكون، كل من يجيء بعد من مضى، إلا أَنه بالتحريك في الخير، وبالتسكين في الشر: يقال خَلَفُ صِدْقٍ وخَلْفُ سوء، ومعناهما جميعاً القَرْن من الناس
قال: ويكون محْمُودا ومَذْموماً؛ فشاهدُ المحمود قولُ حسانَ بن ثابت الأَنصاري:
لَنا القَدَمُ الأُولى إليك، وخَلْفُنا**لأَوَّلِنا في طاعةِ الله، تابِعُ
فالخَلْف ههنا هو التابعُ لمَن مضَى وليس من معنى الخلَفِ الذي هو البدَلُ، قال: وقيل الخَلْفُ هنا المتخلِّفُون عن الأَوّلين أَي الباقون؛ وعليه قوله عز وجل: فَخَلَفَ من بعدِهم خَلْفٌ، فسمي بالمصدر فهذا قول ثعلب، قال: وهو الصحيح.
قال: وشاهد المذموم قول لبيد:
وبَقِيتُ في خَلْفٍ كجِلْدٍ الأَجْرَبِ
ـ[كاتزم]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 09:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الردود الوافية.
من وجهة نظر عروضية، هل يخل بالبت تسكين أو تحريك اللام؟ من أي بحر القصيدة؟
وشكرا.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[29 - 12 - 2008, 01:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على الردود الوافية.
من وجهة نظر عروضية، هل يخل بالبيت تسكين أو تحريك اللام؟
والقصيدة من أي بحر؟
وشكراً.
لا يخلّ سكون اللام أو تحريكها بوزن البيت القائم على البحر الكامل:
ذَهَبَ الذيـ/نَ يُعاش في/ أكنافِهمْ** وبقيتُ في/ خَلْفٍ كجلـ/دِ الأجربِ
متَفاعلن .. متَفاعلن ... متْفاعلن** متَفاعلن .... متَْفاعلن ... متْفاعلن
فبالسكون تسكن التاء من (متفاعلن)، وبالحركة تتحرك، وكلاهما جائز حسن.