تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هاجس عروضي]

ـ[خشان خشان]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 02:22 م]ـ

كيف تشكو من شعرنا يا صديقي ... في قصيدٍ للنثرِ في بعضِ ضِيقِ؟

أيُّها الخِلُّ هل تَرى من شُروقٍ ... في عُرى النثرِ؟ أمْ بِهِ مِنْ حُروقِ؟

خَبطَ عِيرٍ؛ أراهُ إنْ جَرَّبَتهُ ... بعضُ أقلامٍ في عَثارِ الطَّريقِ!

................................... 2* 3* 2 2* 2 3 2* 3 2

خَبطَ عِيرٍ؛ أراهُ إنْ جَرَّبَتهُ ... بعضُ كُتْبٍ فيها عَثارِ الطَّريقِ!

................................... 2* 3* 2* 2 2 3 2* 3 2

خَبطَ عِيرٍ؛ أراهُ إنْ جَرَّبَتهُ ... بعضُ قولي فيه (ي) عَثارِ الطَّريقِ!

................................... 2* 3* 2 2 2 3 2* 3 2

خَبطَ عِيرٍ؛ أراهُ إنْ جَرَّبَتهُ ... بعضُ كتْبٍ جلّتْ عَثاَرَ الطَّريقِ!

................................... 2* 3* 2* 2* 2* 3 2* 3 2

باتَ يمتاحُهُ الرَّعاعُ - فَوَيلٌ ... لِفُنونِ القَصيدِ - مِنْ كُلِّ زِيقِ

خَشيَتِي يا أَخِي؛ رُجُومُ قَوافي ... نا البَهِيَّاتِ مِنْ يَدِ المَنجَنِيقِ

هذه الأبيات للشاعر د. عمر هزاع

قرأتها فظننت الشطر " بعضُ أقلامٍ في عَثارِ الطَّريقِ! " مكسورا

أعدت قراءته فوجدته ثقيلا غير مستقر في سمعي ثم قطعته فما وجدت به من خلل.

ورحت أتساءل عن انطباعي هل هو هاجس لا مبرر له أم أن له ما يبرره أو يفسره على أقل تقدير.

الرقم 2 2 2 هو ذو وقع خببي حيثما وجد وهوو لا يرد في الحشو إلا في دائرة المشتبه ولا يطيقه في الحشو من بحورها إلا البحران الطويلان

الخفيف = فا علا تن مس تف علن فا علا تن

المنسرح = مس تف علن مف عو لا تمس ت علن

وأكثر أبيات بعض القصائد على هذين البحرين تتخلص من هذا التركيب بزحافه على 2 1 2 = 2 3

في الخفيف = فاعلا (تن م تف) ع لن فاعلاتن

في المنسرح = مستفعلن (مفْ عُ لا) ت مستعلن

ولكن هذا التركيب بدون هذا الزحاف مستقر سلس في حشو البحرين ولعله في الخفيف أكثر سلاسة منه في المنسرح.

كان هذا استطرادا لا يؤثر على جوهر الموضوع وهو محاولة تشخيص ما شعرت به تجاه هذا الشطر.

لأستاذي سليمان أبو ستة آراء جميلة في القبض والبسط في منطقتي العروض والضرب.

ولمن لم يقرأ عن ذلك

السبب المقبوض هو الذي ينتهي بساكن مثل (عنْ – لمْ) ورمزه 2*

والسبب المبسوط هو الذي ينتهي بحرف مد مثل (عو – لا) ورمزه 2

ومثل ذلك الوتد، فالوتد المقبوض مثل (فَعَنْ – علمْ) = 3* والمبسوط مثل (فعو – علا) =3

رجوعا إلى الشطر المذكور والتعديلات التي أجريتها عليه لغرض تجلية القبض والبسط وأثرهما في تقبل سمعي للبيت (بصرف النظر عن المعنى). ألفيت كافة التعديلات أسلس في سمعي من النص الأصلي.

ورحت أتلمس السر في القبض والبسط في هذا التركيب (2 2 2)

وألفيت أن التركيب الذي استثقلته (2 2* 2).

وللآن لست واثقا من مدى صحة تقييم انطباعي عن البيت ولا من صحة تشخيصي لهذا الانطباع.

ولذا قلت أعرض ما خطر لي لا على سبيل التنظير بل كنوع من التفكير بصوت عال طالبا رأي الأساتذة الكرام من عروضيين وشعراء ولعل الذائقة الشعرية هنا مقدمة على العروض فليس في التركيب المذكور ما يخل بوزن البيت. والكلام هنا ليس عن خطأ وصواب بل عن الأجمل والأحسن في السمع. وبعبارة أخرى فإن الحديث هنا هو عن ترف عروضي.

ولعل في استقصاء هذا التركيب في شعر كبار الشعراء ما يلقي عليه مزيدا من الضوء وما يفيد بغض النظر عن وجه الدقة والصواب في هذا الهاجس.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 10:52 م]ـ

استعملت مصطلحي القبض والبسط بالتعريف المذكور في الموضوع.

أشرت إلى أن أخي وأستاذي سليمان سبق استعماله لهما.

اتضح لي لاحقا أنه استعملهما بمفهوم آخر، حيث يعني القبض زحاف السبب ويعني البسط عدم زحافه.

ولا يؤثر اختلاف المصطلحين على مضمون الموضوع المتقدم.

مع اعتذاري له عن مخالفة تعريفه نسيانا.

وكفارة ذلك أن أقدم بعض فقرات كتابه (نظرية في العروض العربي) بأدوات العروض الرقمي.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 01:13 ص]ـ

كلا يا سيدي، إن ما أحسست به ليس بهاجس، وإنما هو ما يدل على ذائقة شعرية حساسة أدركت ثقل هذا التركيب منذ أقدم الأزمان. قلت في كتابي ذاك حول هذا التشكيل: "يلتزم السببان الأول والثالث البسط. أما السبب الثاني فيكون حر الحركة قبضا وبسطا مع الميل إلى القبض أكثر من البسط بنسبة كبيرة تبلغ في قصار البحور كالمضارع والمقتضب أقصاها، أي مائة في المائة".

وهذه الملاحظة قد رصدها المعري في بحر المنسرح الذي يشترك مع الخفيف في دائرة واحدة ويحمل مثله نفس هذا التشكيل الذي ثقل عليك كما في هذا البيت:

عاد بحسن الدنيا وبهجتها ... خليفة الله المرتجى صفده

حيث قال: "وهذا البيت فيه موضعان: أحدهما في مكان النون من (الدنيا) والآخر في اللام من (المرتجى) وأحسن لوزنه في الغريزة أن يكون (الدنا) أو (العلى) وأن يكون (خليفة الله مرتجى) على أن مثل هذا لا يصرف وهو كثير موجود في أشعار الأوائل وشعر المحدثين .. وكان الخليل يرى أنه الأصل، وسعيد بن مسعدة يخالفه في ذلك وذهب إلى أن الزيادة شيء طرأ عليه .. "

(ملاحظة: وجدت في الموسوعة الشعرية (خليفة الله مرتجي) فيبدو أن الناسخ اختار رواية المعري المقترحة لتهذيب الوزن وصحّف في مرتجي).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير