تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عن السريع]

ـ[خشان خشان]ــــــــ[08 - 02 - 2009, 01:19 ص]ـ

أي القراءتين؟

في شرح ديوان أبي تمام من ضبط وشرح الأديب شاهين عطية منشورات دار الكتب العلمية – بيروت – الطبعة الثانية وردت هذه القصيدة المكونة من 17 بيتا وأوائل أبياتها

أَيُّ نَدىً بَينَ الثَرى وَالجَبوب ...... وَسُؤدُدٍ لَدنٍ وَرَأيٍ صَليب

يابنَ أَبي رِبعيٍّ اِستُقبِلَت ..... مِن يَومِكَ الدُنيا بِيَومٍ عَصيب

شَقَّ جُيوباً مِن رِجالٍ لَوِ اِسـ ..... ـطاعوا لَشَقّوا ما وَراءَ الجُيوب

ووردت القصيدة دون إظهار حركة الروي (الباء)، ولكني لاحظت أن جميع الكلمات في أواخر الأبيات مجرورة من حيث إعرابها إلا البيت الأخير فورد:

فما لنا اليوم ولا للعلى ..... من بعده إلا الأسى والنحيب

وواضح أن النحيب معطوفة على أسى وأسى مستثنى لا يمكن أن تكون مجرورة.

وقلت في نفسي لو أن هذا البيت الأخير لم يوجد لكنت أقول إنه يغلب على ظني أن أعتبر حركة الروي الكسرة وكنت أشبعها ليكون وزن العجز:

مستفعلن مستفعلن فاعلاتن، ولكان هذا ضربا جديدا للسريع

أما وقد وجد هذا البيت فلا بد من اعتبار الروي ساكنا.

رجعت للموسوعة الشعرية فوجدت القصيدة بإشباع كسرة الباء. ووجدت نص البيت الأخير هكذا:

فَما لَنا اليَومَ وَلا لِلعُلى ...... مِن بَعدِهِ غَيرُ الأَسى وَالنَحيبِ

أستسيغ كلا من القراءتين على نفس الدرجة. والقراءة بكسر الباء وإشباع حركتها تقدم لنا السريع مرفلا

ومن ملاحظاتي يغلب لدي أن كل وتد في آخر البيت متبوع بساكن – بغض النظر عن المصطلح - يجوز أن يحل محل الساكن سبب.

وأطرح للتأمل مدى قابلية كل سبب ينتهي به البيت بعد وتد لأن يحل محله ساكن.

وأرى هذه الصورة من السريع أشبه ما تكون ببحر الرمل الذي يندر في صدره الانتهاء بسبب.

ولعل التعبير بالصيغة التفعيلية التالية يظهر وجه الشبه بين هذه الصورة من السريع – إن صحت – والرمل

فكأنما وزن السريع هنا: مستفعلن مستفعلن فاعلن ......... مستفعلن مستفعلن فاعلاتن

وكأنما وزن الرمل: فاعلن مستفعلن مستفعلن ........... فاعلن مستفعلن مستفعلاتن

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[08 - 02 - 2009, 02:50 م]ـ

بالنسبة لقصيدة أبي تمام، فهي على البيت الأول من بحر السريع بلا جدال. وأما ما ورد في الموسوعة الشعرية فهو تصرف من الناسخ لا يؤخذ به سواء من حيث إثباته للكسرة على الروي أو تغييره لرواية البيت. وعلى قدر علمي لم يرد في ضرب هذا السريع (فاعلاتن) إلا في الشعر النبطي، وأما ما جاء فيه من تغيير مما لم يذكره الخليل فلم يتعد منطقة العروض، على وزن (مفعُلاتُ) وبشكل غيرملتزم، كقول بعضهم:

إن تسألي فالمجد غير البديعِ ... قد حل في تيم ومخزومِ

قوم إذا صوت يوم النزالِ ... قاموا إلى الجرد اللهاميمِ

من كل محبوك طويل القرى ... مثل سنان الرمح مشهومِ

وعلى هذا القريّ جاء الشيخ على الشرقي بقصيدة على هذا الضرب وفي بعض أبياتها:

قد احتفلنا بالنظام الجديدِ ... هيا ودشن حفلة الإفتتاحْ

وقوله:

لم ينفع الروض احمرار الشقيقِ ... ولم يخلصه بياض الأقاحْ

ولعل أستاذنا الدكتور عمر خلوف أن يفرج لنا عن بعض ما اختزنه من أبيات يرد فيها الضرب على (فاعلاتن) إن كان ثمة ما وجده.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[08 - 02 - 2009, 05:05 م]ـ

مستفعلن مستفعلن فاعلن=مستفعلن مستفعلن فاعلاتن

وهو قالب مستحدَثٌ نادر، لم أجد له من الشواهد الحقيقية سوى قول ابن المعتز:

يا ليلتي بالكَرْخِ هلْ مِنْ مَزيدِ=إنْ لم تدومي هكذا لي فعُودي

لا أستطيلُ الليلَ منْ بعدِها=يا حبذا الليلُ وطولُ السُّهودِ

ما زالَ يسقينِيَ منْ كَفِّهِ=بدْرٌ منيرٌ طالِعٌ بالسعودِ

حتى تَوَفَّى السُّكْرُ عقلي وألْ=ـقاني نُعاسٌ بين نايٍ وعودِ

أحمدُ أَنساني هَوَى أحمدٍ=يا قلبُ أيقِنْ بشقاءٍ جديدِ

قد شبّهوهٌ بِغَزالِ النّقَى=حاشاهُ منهُ غير عَيْنٍ وجيدِ

عَجَّلْ بوَصْلٍ منكَ يا سيّدي=لا فَضْلَ في عمْري لطولِ الصّدودِ

وقول نزار قباني:

سيري، ففي ساقيكِ نَهْرا أغانِ=أطْرَى منَ (الحجازِ) و (الأصبهاني)

بُكاءُ (سمفونيّةٍ) حُلوةٍ=يغزِلُها هناكَ قَوْسا (كَمانِ)

أنا هنا مُتابِعٌ نغمةً=قادمةً منْ غابةِ البَيلَسانِ

أنا هنا وفي يدي ثروةٌ=عيناكِ والليلُ وصوتُ البيانِ

لا تقطعي الإيقاعَ، لا تقطَعي=ودَمِّري حولي حدودَ الثّواني

وأبحِري في جُرْحِ جُرْحي، أنا=لِشَهْوَتي صَوتٌ، لِجوعي يَدانِ

اليومَ أصبحْنا على ضَجّةٍ=قيلَ اختفتْ مِنْ حُرْجِنا سَرْوَتانِ

إلاّ أنّني وقعتُ على العديد من القصائد ذات الضرب (فاعلانْ)، التزم شعراءها حركة واحدة في الروي، فضبطها محققوا الدواوين بإطلاقه (بالكسر أو الفتح أو الضم)، فتحول ضربُها إلى (فاعلاتن)، دون أن ينتبهوا إلى أن ذلك مما يُخالف قواعد العروض الخليلي!

من ذلك قول سلم الخاسر يرثي (البانوكةَ بنت المهدي):

أَوْدَى ببانوكةَ رَيْبُ الزمانِ=مُؤنسَةِ المَهْدِيِّ والخَيزرانِ

وقول أبو تمام:

أيُّ ندًى بينَ الثّرَى والجبوبِ=وسُؤدُدٍ لَدْنٍ ورأيٍ صليبِ

وقول أشجع السلمي:

اِسْتقبِلِ العيدَ بعُمْرٍ جديدِ=مَدّتْ لك الأيامُ حبلَ الخلودِ

وغير ذلك

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير