[التصريع في غير المطلع وما يترتب عنه.]
ـ[ضاد]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 08:51 ص]ـ
السلام عليكم
نعلم أن التصريع من خصائص البيت الأول في القصائد, وفيه لا تشترك تفعيلتا الضرب والعروض في الروي فقط, بل وكذلك في العلة أو عدمها. وعادة ما يرد التصريع في أبيات داخل القصيدة, وذلك إذا لم يخالف ذلك النظام التفعيلي غير المطلعي (إذا جاز القول). وفي بعض الأحايين يأتي التصريع داخل القصيدة مع اعتماد جوازات المطلع. مثالان:
قصيدة على بحر الطويل:
مطلعها:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيل * 2
وهو مصرع.
كل بيت بعد المطلع سيأتي على نظام:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل = فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن
ولذلك لا يمكن - نظريا - التصريع مرة أخرى.
فهل يجوز للشاعر أن يأتي ببيت في وسط القصيدة مصرع على تفعيلات المطلع,
أي أن يأتي بـ:
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيل * 2
مرة أخرى؟
قصيدة على بحر الكامل مطلعها مصرع:
متفاعلن متفاعلن فعلاتن * 2
كل بيت بعد المطلع سيكون على وزن:
متفاعلن متفاعلن متفاعلن = متفاعلن متفاعلن فعلاتن\مفعولن
فهل يجوز للشاعر أن يأتي ببيت في وسط القصيدة مصرع على تفعيلات المطلع,
أي أن يأتي بـ:
متفاعلن متفاعلن فعلاتن * 2
مرة أخرى؟
قرأت بعض الأبيات للمتنبي أتى فيها بالحالة التي سألتها عنها,
وهاأنذا أسأل الخبراء.
بوركتم.
(أرجو أن لا يكون مكررا)
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[03 - 03 - 2009, 06:05 م]ـ
حياك الله أستاذنا الكريم ..
لا أرى مانعاً يمنع الشاعر من تكرار تصريعه بعض أبيات القصيدة الداخلية، حتى لو خالف ذلك البيت عروض القصيدة ..
ولا أملك اليوم من الأمثلة على ذلك سوى قول أوس بن حجر في قصيدة على ثاني البسيط أولها:
ودِّعْ لميسَ وداعَ الصارم اللاحي=قد فنكت في فساد بعد إصلاح
وهي على الضرب (فعْلن) بسكون العين، والذي لا يرد عروضاً إلا في الأبيات المصرعة.
ثم أتى أوس بأربعة أبيات أخر، عروضها (فعِلن)، ثم قال:
هَبَّت تَلومُ وَلَيسَت ساعَةَ اللاحي=هَلّا اِنتَظَرتِ بِهَذا اللَومِ إِصباحي
ثمّ أتى بخمسة أبيات غير مصرعة، ثم قال:
إِنّي أَرِقتُ وَلَم تَأرَق مَعي صاحي=لِمُستَكِفٍّ بُعَيدَ النَومِ لَوّاحِ
وسأحاول المجيء بأمثلة أخرى، على بحور أخرى، حال توفرها لدي.
ولكم كل الود
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[04 - 03 - 2009, 12:38 ص]ـ
وشبيه بذلك قول الخنساء:
كُلُّ اِمرِئٍ بِأَثافي الدَهرِ مَرجومُ=وَكُلُّ بَيتٍ طَويلِ السَمكِ مَهدومُ
ثم قالت في البيت الحادي عشر:
أَقولُ صَخرٌ لَدى الأَجداثِ مَرمومُ=وَكَيفَ أَكتُمُهُ وَالدَمعُ مَسجومُ
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 03 - 2009, 01:38 ص]ـ
أشكرك أستاذي الفاضل على هذه الأمثلة.
الشاهد أن هذه الحالات قليلة. هل يمكن اعتبارها من المتروكات في الشعر والعروض؟ وهل قلتها تدل على كراهيتها؟
بوركت.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[04 - 03 - 2009, 07:20 ص]ـ
تحياتي أستاذ ضاد ..
لا أرى تسميتها بالمتروكات. إذ لا يزال الباب مفتوحاً لاستخدامها، وقتما شاء الشاعر ذلك.
نعم هي حالات قليلة، ولكنها ليست نادرة ..
ولا أستدل من قلتها على كراهيتها، ولكن يبدو أن لا حاجة إيقاعية لاستخدامها كثيراً ..
وهاك أمثلة أخرى على البحر الطويل (الضرب: مفاعيلن):
يقول امرؤ القيس من قصيدة عدتها (54 بيتا) ومطلعها:
أَلا عِمْ صَباحاً أَيُّها الطَلَلُ البالي=وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخاليوقد عاد فصرع البيت الرابع:
دِيارٌ لِسَلمى عافِياتٌ بِذي خالٍ=أَلَحَّ عَلَيها كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ ويقول ابن الرومي:
أرقتُ كأني بتُّ ليلي على الجمْرِ=أُراعي كرىً بين السّماكين والنَّسْرِوجاء البيت 31 من القصيدة:
ألا يا لَقومٍ من عَذيريَ من عمرو=غدا ثعلباً يستطعِم الموت من بَبْرِ
وللحطيئة من البحر الكامل (الضرب: فعلاتن):
لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّهُنَّ سُطورُ=بِلِوى زَرودَ سَفى عَلَيها المورُ وصرع البيت السابع:
يا طولَ لَيلِكَ لا يَكادُ يُنيرُ=جَزَعاً وَلَيلُكَ بِالجَريبِ قَصيرُ ولن يعدم الباحث أمثلة أخرى ..
تحياتي
ـ[منصور اللغوي]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 09:04 م]ـ
أشكرك أستاذي الفاضل على هذه الأمثلة.
الشاهد أن هذه الحالات قليلة. هل يمكن اعتبارها من المتروكات في الشعر والعروض؟ وهل قلتها تدل على كراهيتها؟
بوركت.
.. هو كما قلت .. و تكرار التصريع في غير المطلع يعني تغيير تفعيلة العروض و جعلها مثل تفعيلة الضرب .. و هذا يربك القارىء .. أما تكرار التقفية كما فعل امرؤ القيس في معلقته و أيضا كما فعل عنترة في معلقته .. فهذا لا بأس به لأن تفعيلة العروض لا تتغير و هذا أهون من تكرار التصريع .. شكرا لك أخي الغالي:) ..
ـ[الباز]ــــــــ[05 - 03 - 2009, 09:11 م]ـ
شكرا لكم جميعا هذا الحوار المفيد ..
وددت أن أضيف أنه من الأحسن تجنب التصريع في غير المطلع
أما داخل أبيات القصيدة فهو ليس بذاك القبح إذ أن العروضيين أجازوه
و الشعراء ركبوه قديما وحديثا بشرط أن يجعله الشاعر للتدليل على الانتقال من غرض لآخر أو من فكرة لأخرى داخل النص ..
وشكرا
¥