[الكتابة والعروض وتميز العربية]
ـ[عطاالله الجزائري]ــــــــ[11 - 04 - 2009, 05:11 م]ـ
ما بين هذين القوسين مني []
يقول د. أحمد رجائي في كتابه أوزان الأشعار (ص – 99):" تميز شعوب الأرض في لغاتها بين الحرف الصوتي الطويل والحرف الصوتي القصير، إلا أن أغلب هذه الشعوب – إن لم يكن كلها- يميز بينهما في اللفظ ولا يميز بينهما في الكتابة. فمن حيث الكتابة يتساوى الحرف الصوتي الطويل والحرف الصوتي القصير [كما نلاحظه في a في كلمتي:
مان man
وُمَنْ woman ]
فللإثنين شكل واحد في الكتابة. أما لفظ الحرف الصوتي من حيث الطول والقصر، ففيما عدا ما توضحه المعاجم يترك الأمر للخبرة والمران وتواتر السمع.
أما اللغة العربية فتكاد تنفرد بين اللغات بنظرة مختلفة إلى هذين النوعين، فهي تعتبر الحرف الصوتي القصير حركة بالفتح أو الضم أو الكسر، والحرف الصوتي الطويل من ألف أو واو أو ياء حرف مد. وهذا ما جعل الكتابة العربية نوعا من الاختزال، فحرف المد أو حرف العلة يكتب وجوبا بينما لا تكتب حركة الحرف إلا عند خشية اللَبس، وما أكثر ما تهمل. ومن حيث التمييز بين الحركة والسكون تعتبر العربية الحرف الصوتي الطويل حرفا ساكنا، بينما تكون حركة الحرف وهي المعادلة للحرف الصوتي القصير في اللغات الأخرى لا ساكنة ولا متحركة لأنها هي الحركة ذاتها وليست حرفا صوتيا قصيرا، أي أنها ليست حرفا على الإطلاق. [ونظيرها في ذلك اتجاه الحركة في الديناميكا أو علامة السلب والإيجاب +/- في الرياضيات فليست أي منهما كما ولكنهما نوع يبين اتجاه الكم]
وعندما يدرس المستشرقون لغتنا يقيسونها على أنفسهم ومن هنا يعتبرون الحرف المتحرك الذي لا يليه ساكن (مقطعا مفتوحا) والمقطع الذي يليه ساكن (مقطعا مغلقا) وهذا عين الخطأ في رأينا وقد أدى إلى ضعف قدرتهم على فهم العروض العربي. فالحرف المتحرك الواحد لا يشكل مقطعا بذاته وإنما هو جزء من مقطع، والمقطع في العربية هو الحرف الساكن مع ما يسبقه من حروف متحركة. فالمتحرك الواحد مع الساكن (لا) [1ه=2] هو السبب، والمتحركان مع الساكن هو الوتد (بلى) [11ه=3] والثلاثة المتحركات مع الساكن هي الفاصلة (لِمَ لا) 111ه=2 (2) = ((4) ولا استثناء لهذه القاعدة إلا في حالة السبب المبتور (لَ)، فإن ورد وجب إشباعه، وهي المشكلة التي تكاد تكون الوحيدة في فهم العروض العربي. [لعله يقصد السبب الخفيف محذوف الساكن حيث تصير 2 إلى 1 ونؤصله برده إلى أصله حسب ق1/ 2]
.................. فلقد كان الشعر في اللغات الأوروبية مبنيا على اللفظ الطبيعي الذي تراعي فيه مسألة طول الحرف الصوتي أو قصره، وبذلك كان ثمة نركيبات عروضية مبنية على ذلك، لها شبه كبير بالجمل العروضية العربية. غير أن النظرة إلى الحرف وحركته كمقطع قصير، إلى جانب المقطع الطويل، وهي فلسفة العروض القديم لدى الإغريق وقدماء الروم، هي التي شكلت مفرق طرق في تطور العروض الغربي وصمود العروض العربي على مدى الأجيال."
إنتهى النقل
كنت أراجع الكتاب المذكور لأقرأ فيه عن النبر، فصادفت هذه الفقرة التي تدل على مدى تشبع الكاتب بروح العربية وعدم انجراره ككثيرين في اعتبار الحرف المتحرك مقطعا عروضيا بل جزءً منه، وهو أسماه (حرف صوتي قصير) ويذكرنا هذا بتسمية الدكتور محمد الثمالي له (المقطع الصوتي) تمييزا له عن (المقطع العروضي). كما أن هذا جعلني أعود إلى تطبيق منطق هرم الأوزان على النثر وفيه رد الرقم 1 إلى سبب خفيف محذوف الساكن أو إلى جزء من سبب ثقيل في النثر كما في الشعر. إن انسجام غالبية الجمل العربية مع منطق الهرم على أساس نفي استقلالية الرقم 1 يأتي معاضدا لكل من منطق الهرم ومذهب الدكتور رجائي في هذه الخاصية من خصائص العربية. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
ـ[خشان خشان]ــــــــ[11 - 04 - 2009, 05:58 م]ـ
أخي الكريم عطا الله الجزائري
أشكر لك هذا النقل. وقد ذكرني بحديث تداولته اليوم مع صديق.
المقاطع سبب خفيف 1ه = 2 وثقيل 11 = (2) ووتد = 3. الرقم 1 مستقلا لا وجود له في العروض العربي.
فهو (أي الرقم 1) إما
أولا: مفارق لساكنه فيكون نتيجة زحاف سبب خفيف كتحول 2 3 إلى 1 3
ثانيا: مرافق لنظيره المتحرك في سبب ثقيل قد يندمح في السبب الخفيف الذي يتلوه من الفاصلة 11 2 =1 3 = (2) 2
العروض علم يتناول الوزن والإيقاع ولا وزن ولا إيقاع إلا بتكرار.
فكأن الرقم 1 في عدم وجوده مستقلا في العروض العربي مستثنى من التكرار.
وقديما قال الشاعر:
وفي كل شيء له آيةٌ ...... تدل على أنه الواحد
فتأمل يرعاك الله.