تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل يشترط في التصريع أن يأتي في البيت؟]

ـ[د. مصطفى صلاح]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 05:45 م]ـ

:::

الإخوة الأفاضل عندي سؤال من أحد الزملاء:

هل يشترط في التصريع أن يأتي في البيت الأول فقط أم لا؟

الرجاء من الأساتذة أن تكون الإجابة مشفوعة بآراء العلماء، واسم كل عالم.

و جزاكم الله خيرا و بارك فيكم.

ـ[منصور مهران]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 11:14 م]ـ

كنا أيام الطلب نحفظ شيئا من كتاب (العمدة) حسب المنهج الدراسي، من ذلك قول ابن رشيق عن التصريع إنه:

يقع في أول الشعر وربما صرَّع الشاعر في غير الابتداء؛ إذا تنقل بين موضوعات القصيدة

وأنه قد كثر استعمالهم التصريع حتى في غير موضع التصريع

غير أن التصريع إذا تعدد في القصيدة الواحدة كان مُتَكَلَّفا

وكان بعض الشعراء يتجنب التصريع بمرة

قال منصور:

نحن في أيام إجازة عيد الأضحى سنة 1429، ولعلي إذا رجعت إلى دار إقامتي ومكتبتي أستطيع تحديد موضع ذلك من (العمدة) طبعة الخانجي بتحقيق الدكتور النبوي شعلان - إن شاء الله -.

وبالله التوفيق

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 12:30 ص]ـ

وقال أبو الحسن العروضي (ت342هـ):

"إنما احتاجت العرب إلى المصراع ليُعلَمَ أنها في شعر موجود [ربما: موزون] مقفّى، لئلا يظن السامع أنه في غير شعر، فبادروا إلى القافية فجعلوها في النصف ليكون ذلك علَماً مبيِّناً لما يريدون.

وقد يستعمل الشاعر ذلك في غير موضعٍ من القصيدة، وذلك إذا أراد الخروج من قصة إلى قصة أخرى، ومن وصفِ شيءٍ إلى وصف غيره ... وقد يستعملونه على غير ما ذكرناه".

الجامع في العروض والقوافي، تح: زهير زاهد وهلال ناجي، دار الجيل بيروت، ط1، 1996م، ص176.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 12:42 م]ـ

لعل أقدم المصادر التي درس أصحابها ظاهرة التصريع، ولا تزال بين أيدينا حتى اليوم، كتاب العروض للزجاج (ت 311 هـ)، ومنه نعلم أن العروضيين قبله قد أشبعوا هذه الظاهرة بحثا ووصلوا فيها إلى النتائج التي ذكرها في كتابه ذاك. قال الزجاج: "وإنما سُمّي المُصَرَّع والمصراعان لأن المصرع يقع في أول القصيدة أو في ابتداء قصّة. فالمصراعان، بابا القصيدة، بمنزلة المصراعين لبابي البيت، واشتقاقُ ذلك من الصرعين وهما نصف النهار. فمن غدوة إلى انتصاف النهار صرع، ومن انتصاف النهار إلى سقوط القرص صرع؛ فأجمع أهل العروض على أن التصريع إنما وقع ليدلّ على أن صاحبه مبتدئ إما قصة وإما قصيدة. كما أن إمّا إنما ابتدئ بها في قولك: ضربت إما زيداً وإما عَمراً، ليُعلَم أن المتكلم شاكّ".

وقد درس ابن رشيق (ت 456 هـ) ظاهرة التصريع في باب عقده لها في كتابه العمدة (الجزء الأول، ص 173 ـ 182، طبعة دار الجيل بتحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد) ومما زاد فيه على قول الزجاج قوله: " وقد كثر استعمالهم هذا حتى صرعوا في غير موضع تصريع، وهو دليل على قوة الطبع، وكثرة المادة، إلا أنه إذا كثر في القصيدة دل على التكلف، إلا من المتقدمين، قال امرؤ القيس:

تروح من الحي أم تبتكر ... وماذا عليك بأن تنتظر

أمرخ خيامهم أم عشر ... أم القلب في إثرهم منحدر

وشاقك بين الخليط الشطر ... وفي من أقام من الحي هرّ

فوالى بين ثلاثة أبيات مصرعة في القصيدة، وقد يجعلون أولها:

أحار بن عمرو كأني خمر ... ويعدو على المرء ما يأتمر

وقال أيضا: " ومن الناس من لم يصرع في أول شعره قلة اكتراث بالشعر، ثم يصرع بعد ذلك، كما صنع الأخطل إذ يقول أول قصيدة:

حلت صبيرة أمواه العداد وقد ... كانت تحل وأدنى دارها نكد

وأقفر اليوم ممن حله الثمد ... فالشعبتان فذاك الأبلق الفرد

فصرع البيت الثاني دون الأول ... "

وجاء بأمثلة أخرى لذي الرمة والفرزدق.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير