[رجل جرى على لسانه في حياته ما جرى عليه بعد وفاته]
ـ[محمد مشرف اشرف]ــــــــ[26 - 02 - 2009, 09:30 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
روى الأنباري باسناده إلى هشام الكلبي، قال: عاش عبيد بن شرية الجرهمشي ثلث مائة سنة، و أدرك الإسلام، فأسلم، و دخل على معاوية بالشام، و هو خليفة، فقال له: حدثني بأعجب ما رأيت، قال: مررت ذات يوم بقوم، يدفنون ميتا لهم، فلما انتهيت إليهم، اغرورقت عيناي بالدموع، فتمثلت بقول الشاعر:
يا قلب، أنت من أسماء مغرور فاذكر و هل ينفعك اليوم تذكير
قد بحت بالحب ما تخفيه من أحد حتى جرت لك أطلاقا محاضير
فلست تدري و ما تدري أعاجلها أدنى لرشدك أم ما فيه تاخير
فاستقدر الله خيرا و ارضين به فبينما العسر إذ دارت مياسير
و بينما المرء في الاحياء مغتبط إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه وذو قرابته في الحي مسرور
قال: فقال لي رجل: أتعرف من صاحب هذا الشعر؟ قلت: لا، قال: إن صاحبه هذا الميت الذي دفناه الساعة، و أنت الغريب الذي تبكي عليه، ولست تعرفه، و هذا الذي خرج من قبره أقرب الناس رحما إليه و أسرهم بموته، فقال له معاوية - رضي الله عنه -: لقد رأيت عجيبا، فمن الميت؟ قال: عنيز بن ليبد العذري
لدي أسئلة حول هذه العبارة لاسيما الأشعار، بعضها يتعلق بالنحو و لكني أوردت هنا دون أن أعيد ذكر هذه العبارة في شبكة النحو تيسيرا لي و صيانة للوقت و هي كما يلي:
1: هل اللفظ في البداية "الأسناد" أو "الإسناد"؟
2: هل العلم "اسماء" في هذا الشعر ممنوع الصرف؟ إن كان ممنوع الصرف فما السبب؟ و هل توجد ترجمة المرأة التي اسمها أسماء، و يوجد ذكر صلة صاحب هذا الشعر بها؟
3: ما مراد الشعر الثالث؟ و علام يعود الضمير في القول: "أعاجلها"؟
4:ما المراد بلفظ"الاحياء" في الشعر الرابع و ما هذا اللفظ؟ أ جمع هو أم مصدر أم غيرهما؟
5: هل لفظ "تبكي" المحمّر في النص بعد الأشعار مناسب؟ إني وجدت هذا النص كما ذكرت، و لكن أرى أن المناسب هو "يبكي" لكي يعود الضمير فيه على اسم الموصول.
إن كان هذا أي "يبكي" صحيحا في هذا الموضع فهل هذا يعني أن اسم الموصول يجوز أن يرجع إليه ضمير المخاطب؟
6: هل المراد بقول: "تمثلت" تخيلت أو ضربت؟ إن كان المراد "تخيلت" فإنه في هذا المعنى يتعدى بلا ضمير، و إن كان المراد "ضربت" فما يكون مفعوله؟ هل هو ضرب بهذه الأشعار للذين كانو يدفنون الميت؟ أو هل مراده غيرهما؟ (و تفصيل التمثل الذي ذكرته، وجدت في المورد).
ـ[الباز]ــــــــ[26 - 02 - 2009, 10:19 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجدت الأبيات بهذه الصيغة في
المستجاد من فعلات الأجواد (المكتبة الشاملة):
يا قلب أنت في أسماء مغرور ... فاذكر وهل ينفعنك اليومَ تذكير
قد بحتَ بالحب ما تخفيه من أحد ... حتى جرت بك اطلاقاً محاضير
تريد أمراً فما تدري أعاجله ... خير لنفسك أم ما فيه تأخير
فاسترزق الله مما في خزائنه ... فبينما العسر إذ دارت مياسير
وبينما المرء في الأحياء مغتبط ... إذ صار في التراب تعفوه الأعاصير
يبكي الغريب عليه ليس يعرفه ... وذو قرابته في الحي مسرور
1 - إسناده
2 - نعم ممنوع من الصرف لأنه علم لكني أشك في صحة رواية البيت
لأن الوزن يصح لو قال: إنَّك في أسماء مغرور أو إنّك منْ أسماء مغرور
3 - يعود الضمير على الأمر
4 - الأحياء يرجح عندي أنها جمع حيّ وهو عكس الميت
5 - معك حق ويرجح عندي أن اسم الموصول أضيف للحوار خطأ ..
فكأن الحوار في رأيي هكذا: و أنت الغريب؛ تبكي عليه ولست تعرفه
6 - تمثَّلَ يتمثّلُ: ضرب مثلا للتعبير عن أمر بآية أو شعر أو نثر
و الله أعلم
ـ[محمد مشرف اشرف]ــــــــ[27 - 02 - 2009, 08:37 م]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا! أخي الباز،
قد اتضح الأمر. و أشكرك على دلالتك على الكتاب "المستجاد من فعلات الأجواد". فإني لم أعرفه من قبل.
فرأيت هذه القصة في هذا الكتاب. قد بقي الإشكال في السؤال الخامس.
إن العبارة في الكتاب "المستجاد من فعلات الأجواد" بعين الضبط الذي نقلته و هو: " وأنت الغريب الذي تبكي عليه، " ( http://islamport.com/w/adb/Web/768/60.htm) ( اضغط على النص للانتقال إلى المصدر)
فتكررت هذه العبارة بهذا الضبط في الكتاب الذي لدي و في الكتاب "المستجاد من فعلات الأجواد". و حاك في صدري أن يجوز عود الضمير للمخاطب الذي هو بمثابة الرابط بين اسم الموصول و الصلة، على اسم الصلة. فهل بأمكانك أن توضح أنت أو غيرك هذا البحث بالسرد؟
أنا أنبذ بالتحديد ما أريد الإجابة عنه. هل يصح أن يكون الرابط في الصلة الذي يوصل الصلة باسم الصلة ضمير المخاطب؟ فهل يصح القول على سبيل المثال: "أنت الذي سرقت ساعتي"؟
ـ[محمد مشرف اشرف]ــــــــ[01 - 03 - 2009, 12:16 م]ـ
هل من مجيب؟