ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 01:04 ص]ـ
أستاذي سليمان حفظه الله
في حاشيتي على قصيدة ابن أبي ربيعة، حيث أحتفظ بها شاهداً على (الضرب فاعلن مع العروض فعِلن) كتبت: وتُروى القصيدة مقيّدة الروي، وبالتالي يكون ضربها على (فعْلن).
وكان محقق الديوان قد علّق على كلمة (يُرسلِ) بقوله: "جَزَمَ (يُرسل) في جواب الاستفهام .... وحرّكه بالكسر لأجل الروي [كذا].
وقلت عندها: وهذا يُرجح عندنا أن تكون قافية القصيدة مقيدة.
والحقيقة؛ فقد وقعت في حيرة لكيفية تصنيف القصائد التي خلطت بين الضروب الخليلية المختلفة في المديد ..
ففي قصيدة لحسان بن ثابت رضي الله عنه، على العروض (فاعلن) والضرب (فاعلن)، والتي مطلعها:
قد تعفّى بعدنا عازبُ=ما بهِ بادٍ ولا قارِبُ
وعدتها 14 بيتاً، جاء فيها ستة أبيات على عروضها (فعِلن)، كقوله:
وكأنّي حينَ أذكرُها=من حُميّا قهوةٍ شاربُ
ومثلُ ذلك قصيدة لابن المعتز، جاء فيها قوله:
لذّةُ الدنيا لِجاهلِها=وعذابٌ هيَ للعاقِلِ
وهنالك قصائد مماثلة للحساني حسن عبد الله، وميخائيل نعيمة، ومحمد عبد المنعم خفاجي ..
فما هو تصنيفكم لمثل هذه القصائد؟
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[11 - 01 - 2009, 07:15 ص]ـ
ولا زلت تبهرني باتساع استقرائك ودقة تتبعك لمختلف وجوه تصرف الشعراء إزاء القواعد التي ثبتها الخليل في عروضه فكان لنا ما كان إذ تتحفنا كل مرة بجديد من هذه الوجوه وتطلعنا على أحوالها.
وتسألني عن تصنيفي لهذه القصائد فلا أجيب إلا بأنها، والله أعلم، ليست إلا خرقا للقوانين التي وضعها الخليل، والتي اتبع في وضعها عمومية استعمالها من معظم الشعراء. فلكل قاعدة شواذ كما يقولون، وهذه الأمثلة التي تفضلت بإيرادها هي من قبيل هذا الشذوذ، وقد قدمت بعملك هذا في تقصي كل وجوه تصرف الشعراء مادة لا يستهان بها من قبل الباحثين في وجوب الحرص عند الجزم بعمومية القاعدة يجدر بهم بعدها أن يشيروا إليها ولو بوضعها في خانة الشذوذ كما أشرت.