ـ[خشان خشان]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 02:17 ص]ـ
كلا يا سيدي، إن ما أحسست به ليس بهاجس، وإنما هو ما يدل على ذائقة شعرية حساسة أدركت ثقل هذا التركيب منذ أقدم الأزمان. قلت في كتابي ذاك حول هذا التشكيل: "يلتزم السببان الأول والثالث البسط. أما السبب الثاني فيكون حر الحركة قبضا وبسطا مع الميل إلى القبض أكثر من البسط بنسبة كبيرة تبلغ في قصار البحور كالمضارع والمقتضب أقصاها، أي مائة في المائة".
وهذه الملاحظة قد رصدها المعري في بحر المنسرح الذي يشترك مع الخفيف في دائرة واحدة ويحمل مثله نفس هذا التشكيل الذي ثقل عليك كما في هذا البيت:
عاد بحسن الدنيا وبهجتها ... خليفة الله المرتجى صفده
حيث قال: "وهذا البيت فيه موضعان: أحدهما في مكان النون من (الدنيا) والآخر في اللام من (المرتجى) وأحسن لوزنه في الغريزة أن يكون (الدنا) أو (العلى) وأن يكون (خليفة الله مرتجى) على أن مثل هذا لا يصرف وهو كثير موجود في أشعار الأوائل وشعر المحدثين .. وكان الخليل يرى أنه الأصل، وسعيد بن مسعدة يخالفه في ذلك وذهب إلى أن الزيادة شيء طرأ عليه .. "
(ملاحظة: وجدت في الموسوعة الشعرية (خليفة الله مرتجي) فيبدو أن الناسخ اختار رواية المعري المقترحة لتهذيب الوزن وصحّف في مرتجي).
شكرا لك أخي وأستاذي الكريم
ورمز الخفيف في الرقمي = 2 3 2 [2] 2 3 2 3 2
حيث [2ٍ] سبب مستحب الزحاف
http://alarood.googlepages.com/r4.htm
ولكن سؤالي متعلق بأمر آخر.
أرجو رأيك في المقارنة بين أصل النص وتعديلاته وكلها لا زحاف في أسبابها وإنما تفرد النص من بينها بأن السبب الأول ممدود الآخر والأوسط ساكن الآخر والثالث ممدود الآخر.
يرعاك الله.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 08:25 ص]ـ
أظن، وبعض الظن شطط، أن الأمر يتعلق (بالنبر) ذلك الملمح اللغوي الذي يقلقل توازن المقاطع ويزيحها عن انسيابها الطبيعي وخاصة إذا كان المقطع مفتوحا (كما في النص غير المعدل) حيث يمتد النفس فيه إلى ما شاء الله.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 08:34 ص]ـ
ولاحظ كذلك قول عبد الرحمن بن حسان الأنصاري:
ليت شعري أمن هوى طار نومي ... أم براني ربي قصير الجفون
وما جرى تعديله على النحو:
أم براني الله قصير الجفون
حيث صار المقطع المفتوح ثالث الأسباب الثلاثة ولم يزل الثقل فيه.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 10:30 ص]ـ
[ align=center] وألفيت أن التركيب الذي استثقلته (2 2* 2).
أستاذي الكريم:
ليست المشكلة في مجيء الأسباب الثلاثة بالترتيب الذي ذكرت، ولكن يبدو أن لها علاقة بالنبر كما قال أستاذي سليمان حفظه الله
فلو قال الشاعر مثلاً:
كيف تشكو مِنْ قِيلِنا يا صديقي
لكان الترتيب المقطعي مطابقاً لذلك الترتيب، إلاّ أن الشطر الثاني أسلس قراءة من الشطر الأول على ما أظن.
بل إنني بعد قراءة الخيارات المطروحة، بدأتُ أستشعر سلاسة في قراءة الشطر ذاته، لأنني كما يبدو بدأتُ أقرأه بالنبر الذي تتطلّبه القراءة ..
ويبقى هذا الموضوع شاغلاً مهمّاً، يحتاج إلى دراسة صوتية استقصائية، لعلّك تنجزها قريباً أستاذ خشان.
يرعاك الله
ـ[خشان خشان]ــــــــ[21 - 02 - 2009, 12:39 م]ـ
أستاذي الكريمين سليمان أبو ستة ود. عمر خلوف
الأمر كما تريان تلمس لأمر يبدو لي جديدا.
الحالة التي تقدمها أخي سليمان جديدة
أم براني الله قصير الجفون = 2* 3 2* 2 2 3 2* 3 2
لعل الأمر هنا متعلق بتوالي المقطعين المفتوحين أقول لعل ولاستشعار أثر المد وأهميته فلنجعل الثلاثة أسباب مفتوحة
أم تراني في ذا قصير الجفون = 2* 3 2 2 2 3 2* 3 2
هل صار أثقل؟ لا أدري، كثرة الترداد تفقد دقة الحس وتؤلم الحنك وسواء كان هذا نبرا أو سواه فهذا الأمر من الشعر كالنكهة من الطعام وهو ما قد يجعل إحساس كل واحد فيه مختلفا عن الآخر بل ربما يختلف بالنسبة للشخص من آن لآخر أو بعد ترديد أبيات أخرى كدخول نكهة طعام في نكهة طعام آخر.
وردك أستاذي د. عمر خلوف يفيد بوجود تفاوت في السلاسة ما بين صياغة وأخرى لهذه الأسباب.
أما الدراسة فليس لدي من أدواتها إلا استعراض وتحليل بعض القصائد مع استعراض الاحتمالات الممكنة ونسبة ورود كل منها وربما يكون للأحرف ذاتها أو بعض المقاطع الأخرى تأثير على وقع الكلام.
يرعاكما الله.