تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لمْ نلقَ غيركَ إنساناً نلوذُ بهِ=فلا برحْتَ لعينِ الدَّهرِ إنْسانا

وقول الصفي الحلي في مطلع قصيدة امتدح بها الملك الناصر حسناً:

أَسْبَلْنَ من فوقِ النُّهودِ ذوائِباً=فتركْنَ حبَّاتِ القُلوبِ ذوائِبَا

ومثله قول الإمام أبي الحسن نصر المرغيناني:

ذوائبُ سودٌ كالعناقيدِ أسبلتْ=فمنْ أَجلها مِنَّا النُّفوسُ ذوائِبُ

وقول ابن نباتة في مطلع قصيدة امتدح بها الملك الأفضل صاحب حماة:

ما بتُّ فيكِ بدمعِ عيني أشرَقُ=إلاَّ وأنتِ من الغزَالَةِ أَشرَقُ

ولمؤلفه رحمه الله تعالى في مطلع قصيدة مهنئاً بالشِّفاء لمن ألَّف هذا الكتاب باسمه الكريم:

بدرُ الهَنا بشفاءِ ذاتكَ أَشرقا=وأغَصَّ من يجفُو عُلاكَ وأَشرَقَا

وما أَلطف قول بعضهم:

القَلْبُ منِّيَ صَبُّ=والدَّمْعُ مِنِّيَ صَبُّ

وقد أخذه ابن نباتة وحصر المعنيين في ركن واحد فقال:

دَمعي عليكَ مُجانسٌ قلبي=فانْظرْ على الحالينِ في الصَّبِّ

ومثله قول مجير الدولة بن عبد الظاهر ملغزا في كوز:

وذي أُذُنٍ بلا سمْعٍ =لهُ قلْبٌ بلا قلبِ

إِذا اسْتولَى على صبٍّ=فقلْ ما شئْتَ في الصَّبِّ

وما أحسن قول ابن شرف:

يا ثاوِياً في معشرٍ=قد اصطلى بنارِهمْ

إن تبْكِ من شِرارهمْ =على يَدَيْ شِرارهمْ

أو تُرْمَ من أحجارهمْ=وأنت في أحجارهمْ

فما بقيتَ جارَهمْ=ففي هواهُمْ جارِهمْ

وأرْضهمْ في أرْضهمْ=ودارِهم في دارِهمْ

وقول ابن فضالة المجاشعي القيرواني، وقيل: ابن شرف:

إنْ تُلقكَ الغُرْبةُ في معشرٍ=قدْ أجمعوا فيكَ على بغضهمْ

فدارِهمْ ما دُمتَ في دارِهمْ=وأرْضِهمْ ما دُمتَ في أرضِهمْ

ومن جناس التركيب

وهو: المتفق لفظاً وخطاً.

قول البستي:

إِذا ملِكٌ لمْ يكُنْ ذا هِبهْ=فدَعْهُ فدَوْلتهُ ذاهِبهْ

وما أحسن قول الشاعر فيه:

عضَّنا الدهرُ بِنابهْ=ليْتَ ما حلَّ بِنا بهْ

وقول شمسويه المصري في غلام يبيع الفراني:

قلتُ للقلبِ ما دَهاك أجِبني=قال لي بائعُ الفرَاني فَراني

ناظراهُ فيما جنَى ناظراهُ=أو دَعاني أمُتْ بما أودَعاني

وقول أبي الحسن المرغيناني:

صارَ مَتْني مثلَ قَوْسٍ=نزعتْ مُذْ صارَمتني

وقول الحاكم أبي حفص عمر المطوعي:

ألا يا سيداً خُلقَتْ يداهُ=لثرْوَةِ مُعدمٍ أو يُسْرِ عانِ

مَضى العُسرُ الذي قاسيْت فاعدلْ=إلى يُسرَيْنِ نحوَكَ يُسرعان

وقول بعض المغاربة، وأجاد:

لَبسَ البرْنسَ المليحُ فباهى=وَدَرَى أنني محبٌّ فَتاها

لوْ رأتهُ زليخةٌ حينَ وافَى=لتمنتهُ أنْ يكونَ فَتاها

ومثله قول بعضهم:

رَبِّ سَهِّلْ على فَتاتي فتَاتي=لترَى هلْ سَلا فَتاها فَتاها

علّمتهُ جفونها آيَ سحْرٍ=ما تَلاهى عنْ حبها مُذْ تَلاها

وقول الباخرزي أيضاً:

قدْ مُلئَتْ (زَوْزَنُ) من سادةٍ=لهمْ نُفوسٌ بالعلى عارِفاتْ

ما أغتدي إلاَّ ومن عندهمْ=عارفةٌ عنديَ أو عارِفاتْ

قدْ بقيَ الفخرُ بهمْ والندى=والبأسُ والبخْلُ مع العارفاتْ

ومثله قول أبي بكر اليوسفي:

وَرَدتُ (مالينَ) فألفيتها=رُمانَةً حَباتها المكرُمات

أصيحُ من ظرفِ سجاياهمُ=عاشَ الوفاءُ المحضُ والمكرُ مات

وقول أبي الفضل الميكالي:

تفرق الناسُ في أرْزاقهمْ فِرَقاً=فلابسٌ من ثراء المالِ أو عاري

كذا المعائشُ في الدّنيا وساكنها=مقسومة بينَ أدماثٍ وأوعارِ

مَنْ ظنَّ بالله جوْراً في قضيّتهِ=اِفترَّ عن مأثمٍ في الدين أو عارِ

وقوله يهجو:

لئنْ أنتَ ناصبتَ بدرَ الدُّجى=ونازعتَ شمسَ الضحى أوْجَها

لما كنتَ أفضلَ في حالةٍ=منَ الكلبِ عندي ولا أوجَهَا

وقول شمس الدين محمد بن عبد الوهاب:

حارَ في سُقْمِيَ من بعدِهِمُ=كلُّ من في الحي داوى أو رَقى

بعدَهم لا ظلُّ وادي المنحنَى=وكذا بانُ الحمَى لا أورَقا

وقول الشمس الخجندي إمام المسجد الشريف النبوي:

حَسبي جوارُ محمدٍ وكفى بهِ=دَفْعاً لما ألقاهُ منْ أوصابي

لمْ أخشَ ضَيماً في حماهُ ولا أذًى=أنَّى وجبرائيلُ قد أوصى بِي

وقول الصلاح الصفدي فيه:

يا منْ إِذا ما أتاهُ=أهلُ الموَدّة أولَمْ

أنا محبُّكَ حَقًّا=إن كنتَ في القومِ أو لمْ

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[15 - 04 - 2009, 10:00 م]ـ

أزورهم وسواد الليل (يشفعلي) ... وأنثني وبياض الصبح (يغريبي)

سوف أبدأ بإيضاح السبب الذي كتبت من أجله كلمتي عروض البيت وضربه على النحو المبين بأعلاه. فأنت إذا قرأتهما على هذا النحو، أي كما تقرأ (يجمعني) و (يغريني) فإنك تكون قد أنشدت البيت على الوجه الصحيح وحافظت على ما يتطلبه إيقاعه. وإن أنت قرأتهما كما تقرأ في النثر (يشفع لي) و (يغري بي) أي بانتقال النبر إلى المقطع الأول في كل منهما، فإنك تكون قد أخللت بإيقاع البيت خللا محسوسا، ولا أقول كسرت وزنه، فوزنه من حيث الكم صحيح.

وسواء قرئ البيت بنبر المقطع الأول أو بنبر المقطع الذي يليه، يبقى معنى البيت واحدا بلا أي تغيير، وهذا ما يجعل علماء اللغة والصوتيات يقررون أن النبر خاصية موجودة في كل اللغات إلا أنه في بعضها يلعب دورا وظيفيا وفي بعضها الآخر لا دور له يتجاوز التنغيم الذي لا يحمل أية دلالة لغوية. ومن أمثلة النوع الأول الانجليزية والألمانية ومن النوع الثاني العربية والفرنسية. ففي العربية لا يشير تغييرك نبر الكلمة إلا إلى كشف البيئة التي تنتمي إليها لغويا وبذلك يعرفك القوم من لحن القول. وأما في الانجليزية فيفرقون بين الاسم والفعل نحويا بتحديد موضع النبر من الكلمة المعينة. فكلمة increase اسم يعني الزيادة، وأما كلمة in’crease فهي فعل بمعنى يزيد، وقد أشرت إلى موضع النبر بفاصلة.

ومراعاة مواقع النبر الصحيح في الإنشاد يحدد نوع البحر؛ فلو مر بك شطر بيت وحيد من نحو هذا القول:

يقرأ أو يكتب أو يستملي

وأردت أن تحدد وزنه، فإذا كنت تلفظ الكلمات على نحو من لهجة أهل القاهرة، أي بنبر المقطع الثاني من كل فعل، فالوزن هو الرجز، وإن كنت تنطق الكلمات نطق أهل الشام، أي بنبر المقطع الأول، فالوزن هو الخبب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير