تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الله الذكر والأنثى ومنحنا العقل فلا محيد عن الزواج فابتسمت الست سنيه عفيفي، وقالت برقه: كلامك كالسكر يا ست أم حميدة! حلي الله دنياك، وأنس قلبك بالزوج الكامل 0

ونجد لغة الحوار تتصاعد لدى نجيب محفوظ حينما يصور لنا موقف

" حميدة " ممن أغراها وهو " فرج إبراهيم ":

هيا يا عزيزتي فالوقت من ذهب 0

فصرفت وجهها إليه بعنف وقالت بحده: هلا أقلعت عن هذه العبارات السمجة؟

هلا أقلعت أنت يا عزيزتي عن هذه الإجابات الجافة 0

فتهوج صوتها غضباً وهي تقول: أهكذا يحلو لك أن تخاطبني الآن؟

فتظاهر بالملل وقال: أوه أنعود مرة أخرى إلى هذا الحديث المموج " أنت لا تحبني " " لو كنت بتحبني لما أعتبرتني سلعه "

المبحث الثاني

القسم الثاني

(أ) اللغة والحوار في القالب الإخراجي:

السيناريو قصة تحكى بالصور: السيناريو يتعامل مع الصور المرئية, مع تفاصيل خارجية. مع شخص يعبر شارع مزدحم, سيارة تدخل شارع فرعي, باب مصعد يفتح, امرأة تشق طريقها وسط الزحام. في السيناريو تسرد القصة بالصور.

الرواية تختلف عن ذلك, الرواية عادة تتعامل مع الباطن, الحياة الشخصية لشخص ما, مع أحاسيس الشخصية وعواطفها وأفكارها, فالذكريات تأخذ حيّز في الشرود الذهني للفعل الدرامي. الرواية عادة تأخذ مكان داخل رأس الشخصية.

حينما ننتقل إلى جانب الإخراج؛ فإننا نلمح في اللغة التي تدور بها أحداث الفيلم، و التي تحاور بها الشخوص داخل العمل، تكاد لا تبعد كثيراً عن لغة نجيب محفوظ في روايته. حيث أن كاتبنا يعتمد دوماً كما سبق أن أسلفت على اللغة الفصحى وليست الفصيحة بل الفصحى الأقرب إلى العامية، ومن ثم فهو لا يحمل السيناريست أو المخرج عناء التعامل مع اللغة وكذلك فإن اعتماد كاتبنا على لغة الوصف تجعل ملامح الشخصية تبدو واضحة لدى المخرج ولكن نجد هناك إضافات فنية رائعة. قد أضافها المخرج إلى النص الروائي؛ أضافت بالفعل إلى الشخصيات ما يجعلها أكثر نطقاً وتوضيحاً للأحداث. ومما يسمح بتلك المساحة من الإضافة و الحذف من المخرج لأعمال تنتمي إلى نوبل العرب (نجيب محفوظ) كون كاتبنا قد تعامل مع عمالقة الإخراج مثل حسين كمال، حسن الإمام،ويوسف شاهين وآخرين وهؤلاء جميعاً لهم بصمة واضحة في الإخراج وقد أضيفت إلى الحوار جملة جعل منها المخرج لازمة طوال الفيلم استخدم فيها الأسلوب الرمزي وهي جملة" سكة حميدة أخرتها تأبيده " ويكاد المستمع لهذه العبارة التي يرددها أحد شخوص العمل طوال الفيلم يتفهم منها معاني كثيرة 00

ونلمح كذلك تأثير الإخراج على لغة بعض الشخصيات و النزول بها إلى لغة تجعل الشخصية تلامس أرض الواقع من ذلك لغة الحوار في شخصية المعلم حسين كرشه ـ زيطه ـ عوكل بياع الجرائد ـ جعده زوج حسنيه الفرانه، ونلحظ أن لمسات المخرج على لغة وحوار تلك الشخصيات لم تضع مقياساً لكون هذه الشخصية التي تحتاج إلى تعديل لغتها أهي شخصية محورية أم شخصية ثانوية وكذلك استخدم المخرج بعض من الألفاظ العامية بشكل أكثر وخاصة مع الشخصيات النسائية مثل: أم حميدة ـ حميدة ـ الست سنية عفيفي ـ حسنية الفرانه ـ أم حسين زوجة المعلم كرشه، وإن كان نجيب محفوظ في لغته الروائية مع هذه الشخصيات نزل إلى سوق العامية ببعض المفردات التي تنتمي إلى هذه الشخصيات على أرض الواقع.

من أروع الإضافات التي أضافها المخرج إلى الرواية؛ الحوار الذي دار بين حميدة و فرج إبراهيم، حيث ارتفعت لغة الحوار بشكل كبير يتناسب مع الموضوع، وخاصة في المفردات التي تقولها حميدة لفرج إبراهيم الذي اخذ يتحرش بها، ومما لا شك فيه أن أدوات المخرج ووسائله أكثر من الكاتب ومن ثم فقد استطاع مخرج فيلم " زقاق المدق " من استخدام الموسيقى في زيادة الصورة وضوحاً

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير