تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

دخول (الصوت) إلى الفيلم منح البناء الدرامي للفيلم قوة تعبيرية جديدة، وضاعف من دور (الحوار) في تصعيد الصراع الدرامي للأحداث في الفيلم. وخاصة في مواقف تتعالى فيها النبرة الدرامية كالحوار الذي دار بين " حميدة " و " عباس الحلو " حينما تقابلا سوياً بعدما عثر عليها. ومن أروع المقاطع الموسيقية؛ التي أضافها المخرج من خلال الموسيقى كإحدى أدواته إلى الرواية الموسيقى التي صاحبت صوت الترام ونظرات كل من " حسين كرشه " و "عباس الحلو " يتابعان " " حميدة " ولكن دون تأكد من كونها هي أم لا. صاحب الحوار الصامت تصاعد موسيقي رائع. ومن ثم فقد أضافت الموسيقى أيضاً جانباً رائعاً من جوانب الإبداع إلى الرواية. التي هي في ذاتها قمة الروعة وتضم بين جوانبها مفردات الإبداع الروائي 0

المبحث الثالث

(أ) الشخصيات في الرواية:

تقوم الشخصيات على خدمة الفكرة؛ التي يريد الكاتب أن ينقلها إلى القارئ؛ حيث لا نجد بطلاً معيناً في القصة (1)

إنما البطل هو الإنسان عامة بقضاياه فنجد في زقاق المدق " حميدة " بما تحمل من آمال وتطلعات و " عباس الحلو " وعاطفته و " المعلم كرشه " ونزواته وكذلك " عم كامل " وبساطته وخوفه من المستقبل و " الست سنية عفيفي " ورغبتها الجامحة في الزواج و " السيد رضوان الحسيني " و الورع و التقوى الذي يتصف به و " السيد سليم علوان " الفني ومشاكله مع زوجته إلى .. آخره من شخصيات. نجدها جميعها تخدم فكرة الرواية، سواء كانت تلك الشخصيات محورية أم شخصيات ثانوية. وقد استطاع كاتبنا العظيم أن يرسم ملامح كل شخصية. وكاتبنا حينما يتناول في حديثه شخصية بعينها فإنه يقف عندها بدقة متناهية. يرسم جميع ملامحها حتى يكاد يراها القارئ للرواية على السطور تحاكيه وتتفاعل ويتفاعل معها. فنجده مثلاً يرسم لنا صورة إحدى الشخصيات وهي شخصية " عباس الحلو " بكل دقة قائلاً عنه: " أما صالون الحلو فدكان صغير، يعد في الزقاق أنيقاً ذو مرآة ومقعد غير أدوات الفن 00 وصاحبه شاب متوسط القامة، ميال للبدانة، بيضاوي الوجه، بارز العينين، ذو شعر مرجل ضارب للصفرة على سمرة بشرته، يرتدي بدلة ولا يفوته لبس المريلة اقتداء بكبار الأسطوات " (1)

وهكذا الحال في معظم الشخصيات التي رسمها نجيب محفوظ داخل الرواية " زقاق المدق " سواء منها الشخصيات المحورية الرئيسية أم الفرعية الثانوية 0

(ب) الشخصيات:

وبالنظر في الشخصيات التي في رواية زقاق المدق نجد بعضها شخصيات جاهزة منذ بداية الرواية ولم يطرأ على مجريات حياتها تطور بعينه مثل شخصية " عم كامل " بائع البسبوسة و " الشيخ درويش " و" سنقر القهوجي " جميعها شخصيات تسير على وتيرة واحدة. إلا أنه هناك شخصيات نجدها تبنى من خلال العمل الروائي نفسه مثل شخصية "حميدة" التي بدأت تتزايد فنجدها في البداية فتاة تعيش مع أم لها بالتبني، ثم سرعان ما تتطلع لأحلام وطموحات أعلى من قدرتها. حتى تصير هي محور الدراما، و المحرك الأساسي له بعدما هربت مع "فرج إبراهيم" الذي أغراها بالزواج. ثم سرعان ما خلا بها وتاجر بجسدها وهذه روعة نجيب محفوظ فهو لا يفرق في بنائه بين شخصية رئيسية أو فرعية 0

(ج) التشخيص في الفيلم:

لنا أن نقرّ في بداية تناول هذا الجانب، أن نجيب محفوظ في رواية زقاق المدق قد اهتم إلى حد كبير في رسم الشخصيات بالنواحي الداخلية و النفسية. وبالتالي فقد ترك للمخرج مساحة كبيرة لوضع الرتوش الفنية على الشخصيات من ملابس وإكسسوارات تسهم في الفيلم. من ذلك مثلاً شخصية " عم درويش " فقد أهتم الكاتب ببيان صفاته الداخلية مثلاً: أنه يجيد اللغة الإنجليزية، وأنه كان متمرداً إلخ 00 "

" كان الشيخ درويش على عهد شبابه مدرساً في إحدى مدارس الأوقاف، بل كان مدرس لغة انجليزية وقد عرف بالاجتهاد و النشاط، وأسعفه الحظ فكان رب أسرة سعيدة ". وهكذا استطاع توضيح ملامحه الداخلية فقط. أما المخرج فقد قام بوضع الشيخ درويش في صورة الشيخ الدرويش؛ أي الشيخ المعتاد عليه، في زي قليل الهندام، وعصا يتوكأ عليها، وعمامة رأس، وعبارات يكررها دوما. ً وقد كان التجديد في شخصية "الدراويش" في هذا الفيلم؛ أن معظم العبارات كانت باللغة الإنجليزية، وكذلك رسمه لملامح شخصية " سنقر " صبي القهوجي. وكذلك صورة " عباس الحلو ". فرغم وضوح

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير