تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أوافقك القول إنه لا يمكن اعتبار الحداء أصلا للشعر العربي ففي هذا القول إجحاف شديد ومخالفة لعوائد الأحوال الطبيعية. ومثله في السذاجة القول إن النثر العربي نشأ من سجع الكهان وهلوستهم ... وهذا القول أخطر من الأول لأنه يتعرض لنص القرآن الكريم دون وجود أي سبب علمي لذلك غير الجهل في طبائع الأشياء!

هنالك لغز ـ أخي الفاضل ـ في نشأة الشعر العربي والنثر العربي والأدب العربي عموما مرده إلى اللغز الأكبر في مراحل تطور اللغة العربية التي لا نعرف عنها إلا الشيء القليل جدا وذلك لانعدام وجود المصادر.

نحن نعرف أن العربية عربيتان: عربية الجنوب (ودونت ابتداء من الألفية الثانية قبل الميلاد)، وعربية الشمال (ودونت في القرن الثالث بعد الميلاد). فالبون الزمني بين تدوين العربيتين شاسع جدا. وصحيح أن اكتشاف نصوص مدونة باللهجات الثمودية واللحيانية والصفوية ـ وهي من لهجات عربية الشمال ـ تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، كان بمثابة حلقة الوصل بين العربيتين، إلا أن المعلومات اللغوية التي تحتويها تلك النصوص ضئيلة جدا، ولا مجال لحل اللغز في تاريخ الشعر العربي إلا بحل اللغز في تاريخ اللغة العربية، وهذا لا يكون إلا بالتنقيب الأثري في شبه الجزيرة العربية!

لماذا هذه المقدمة؟

الجواب بسيط: يجمع أهل الاختصاص من العرب والعجم على ما يلي:

إن اللغة العربية الشمالية، التي ظهرت فجأة في القرن الثالث/الرابع بعد الميلاد، ظهرت غاية في الكمال اللغوي بحيث فاقت جميع اللغات السامية (ومنها البابلية التي دونت في الألفية الثالثة قبل الميلاد) وغير السامية (ومنها السانسكريتية والفارسية واليونانية واللاتينية) كمالا. والسؤال المطروح ههنا هو: إذا كان تطور السانسكريتية، وهي دون العربية في كل شيء، استغرق ألفي سنة، فكم سنة مرت على العربية قبل بلوغها هذا الكمال اللغوي؟! والسؤال نفسه ينطبق على بحور الشعر العربي: فهي أكمل بحور الأمم كما ونوعا ووزنا وموسيقى ووفرة.

فلنترك الإبل والحداة جانبا، ولنبحث في تاريخ اللغة، فهو الشرط الأساسي للوصول إلى تاريخ الشعر العربي ... وليركز الجادون من الطلاب الباحثين عن مواضيع للماجستير والدكتوراة، جهدهم على هذه القضايا في اللغة والأدب، لأن مجال البحث فيها لا يزال مفتوحا على مصراعيه ...

وتحية طية مباركة.

عبدالرحمن السليمان.

أخي عبد الرحمن

السلام عليكم

أعترف بأنني من أشد المعجبين بمقالاتك خاصة في علم اللغة وفقهها

فلنترك الإبل والحداة جانبا، ولنبحث في تاريخ اللغة، فهو الشرط الأساسي للوصول إلى تاريخ الشعر العربي ... وليركز الجادون من الطلاب الباحثين عن مواضيع للماجستير والدكتوراة، جهدهم على هذه القضايا في اللغة والأدب، لأن مجال البحث فيها لا يزال مفتوحا على مصراعيه ...

استعجلت علي أستاذي , فقد أشار تلميذكم إلى أن هذه المقالة هي من مجموعة مقالات متسلسلة , هذه مقالة من مجموعة مقالات كتبتها بعنوان مع الأدب العربي

شكرا لك أختاه على مرورك وتشجيعك وأما التتمة فستكون على حلقات بإذن الله لأنها مقالات طويلة لذا ربما كان من الأنسب التعليق على كل مقالة بانفراد

فانتظر الحلقات القادمة فقد تطرق تلميذكم عن شيء من نشأة اللغة , رغم يقين تلميذكم أنه لم يتكلم عن الكثير في نشأة رائعتنا

وما زال تلميذكم يبحث ويعدل مقالاته فانتظره

مع محبتي ,,,,,,,,,,,,,,,,,

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[20 - 10 - 2006, 11:08 م]ـ

أخي وأستاذي الفاضل أبا خالد،

شكر الله لكم استحسانكم ما يكتب محسوبكم.

أخي الكريم: ما قصدتكم أنتم بقولي:

فلنترك الإبل والحداة جانبا، ولنبحث في تاريخ اللغة، فهو الشرط الأساسي للوصول إلى تاريخ الشعر العربي ... وليركز الجادون من الطلاب الباحثين عن مواضيع للماجستير والدكتوراة، جهدهم على هذه القضايا في اللغة والأدب، لأن مجال البحث فيها لا يزال مفتوحا على مصراعيه ...

ومعاذ الله أن أفعل ذلك في الخطاب لأحد فضلا عن خطاب موجه لأخ فاضل. إنما أردت بذلك الإشارة إلى القائلين بذلك القول وهم كثر، فالعربية أغنى وأعظم من ذلك بكثير، وبحور الشعر العربي ـ التي استعارتها جميع الأمم المتحضرة التي احتكت بالعرب وقرضت عليها ـ أكثر تعقيدا مما نتصور. وهذا كله نتجية تطور دام آلاف السنين فيما أعتقد ويعتقد غيري. من ثمة دعوتي المستمرة للطلاب ـ عندما يستشيرونني في موضوع أطروحة ـ للبحث في ذلك.

ولقد قرأت مقالتك وأفدت منها أخي الفاضل، وأتطلع إلى قراءة التتمة.

حياك الله ونفع بك.

أخوكم عبدالرحمن.

ـ[صَبْرُ أيوب]ــــــــ[21 - 10 - 2006, 08:46 م]ـ

قال يونس بن حبيب: قال أبو عمرو بن العلاء: ما انتهى إليكم مما قالت العرب إلا أقله، ولو جاءكم وافراً لجاءكم علم وشعر كثير.

المصدر: طبقات فحول الشعراء لابن سلام، ص22،من مكتبة الموسوعة الشعرية.

أبا خالد ...

أمتعني طرحك ومناقستك الهادئة، لكن لدي سؤال؟

كيف تطرح هذه المسائل للبحث مع عدم وجود الأدلة التي تدعمها ... أو تضعفها؟، أعنى أننا سنبقى في هذه الحالة مع مجموعة احتمالات وآراء دون أن يكون هناك مرجح قوي لأحدها.

و للأستاذ عبد الرحمن:

أشرت إلى أن البحث في تاريخ اللغة في هذه الحِقب من التاريخ ممكن، فما الذي يعتمده الباحث فيه إذا كانت المصادرالأدبية شحيحة ... وإذا كان الباحث سيستعين بما توصل إليه علماء الآثارفستبقى نتائجه متعلقة بما يجد وقد تكون عرضة للانهيار بما يجد في ذلك العلم من اكتشافات أثرية.

كانت هذه تساؤلات عنت لي وأرجو أن تفيضا عليَّ من علمكم ..

ولكم الشكر.

صبر أيوب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير