تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هاجى النابغة الجعدي ليلى الأخيلية:

وقال:

أَلا حَيِّيَا لَيلى وَقُولا لَها هَلا = فَقَد رَكِبَت أَمراً أَغَرَّ محجَّلا

دَعِي عَنكِ تَهجاءَ الرِجالِ وَأَقِبِلي = عَلى أَذلَغيِّ يَملأُ استَكِ فَيشلاَ

بُرَيذِيَنةٌ بَلَّ البَراذِينَ ثَفرُها = وَقَد شَرِبَت مِن آخِرِ اللّيلِ أُيَّلا

وَقَد أَكَلَت بَقلاً وَخِيماً نَباتُهُ = وَقَد نَكَحَت شَرَّ الأَخايِلِ أَخيَلا

وَكَيفَ أُهاجِي شاعِراً رُمحُهُ اُستُهُ = خَضِيبَ البَنانِ لا يَزالُ مُكَحَّلا

فَلاَ تَحسَبِي جَريَ الرِهانِ تَرَقُّشاً = وَرَيطاً وإِعطاءَ الحَقِينِ مُجَلَّلا

فردت عليه وغلبته:

أَنابغَ لَمْ تَنْبَغْ ولَمْ تَكُ أَوّلا = وكُنْتَ صُنيّاً بَيْنَ صُدَّيْنِ مَجْهَلا

أَنابغَ إنْ تَنْبَغْ بلُؤْمِكَ لا تَجِدْ = لِلُؤْمِكَ إِلاّ وَسْطَ جَعْدَةَ مَجْعَلا

أعَيَّرْتَني داءً بأمّك مِثْلُهُ =وأيُّ جَوادٍ لا يُقالُ لَهُ هلا

ومَا كُنتُ لو قاذفتُ جُلَّ عَشيرتي = لأذْكُرَ قَعْبَي حازِرٍ قَدْ تَثَمَّلا

أَتانِي مِنَ الأنْباءِ أنّ عَشيرَةً =بشَورانَ يَزْجُونَ المطيَّ المُنَعَّلا

يَرُوحُ ويَغْدُو وَفْدُهُمْ بصحِيفَةٍ = لِيَسْتَجْلِدُوا لي ساءَ ذلك مَعْمَلا

على غَيْرِ جُرْمٍ غيرَ أنْ قُلْتُ عمّهم = يَعِيشُ أبوهم في ذُراهُ مغفَّلا

وأعْمى أتاهُ بالحجازِ نَثاهُمُ = وكانَ بأطرافِ الجِبالِ فأسْهَلا

فَجاءَ به أَصْحابُهُ يحملُونَهُ = إلى خَيْرِ حيٍّ آخَرينَ وأَوَّلا

إذا صَدَرَتْ وُرَّادُهم عَنْ حِياضِهِمْ = تُغادِرُ نَهْباً للزكاةِ مُعقَّلا

تساوِرُ سَوَّاراً إلى المَجْدِ والعُلى = وفي ذِمّتي لَئِنْ فَعَلْتَ لَيفْعَلا

بمَجْدٍ إذا المرءُ اللّئيمُ أرادَهُ = هَوى دُونَهُ في مَهْبَلٍ ثم عَضَّلا

وَهَلْ أَنْتَ إنْ كان الهِجاءُ مُحَرَّماً = وفي غيرِهِ فَضْلٌ لمَنْ كان أَفْضَلا

لَنا تامكٌ دون السَّماءِ وأَصْلُهُ = مُقِيمٌ طوالَ الدَّهْرِ لَنْ يتحَلْحَلا

وما كانَ مَجْدٌ في أُناسٍ عَلِمْتُهُ = مِنَ النَّاسِ إلاّ مَجْدُنا كان أَوَّلا

فَلَوْ كُنْتَ إذْ جارَيْتَ جارَيْتَ فانياً = جَرى وَهْوَ قَحْمٌ أَو ثَنِيّاً مُعَيِّلا

وهلا: كلمة تقاس للفرس الأنثى إذا انزي على الفحل لتسكن.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[17 - 01 - 2008, 03:50 ص]ـ

اقتباس من اخي الكريم الليث

من الحب ما قتل

قال محمد بن قيس الأسديّ: وجّهني عامل المدينة إلى يزيد بن عبد الملك وهو خليفة فخرجت، فلما قربت المدينة بليلتين أو ثلاث وإذا أنا بامرأةٍ قاعدةٍ على قارعة الطريق، وإذا رجلٌ رأسه في حجرها كلّما سقط رأسه أسندته، فسلّمت فردّت ولم يردّ الشاب؛ ثم تأمّلتني فقالت: يا فتى، هل لك في أجرٍ لا مرزئة فيه؟ قلت: سبحان اللّه! وما أحبّ الأجر أليّ وإن رزئت فيه! فقالت: هذا ابني، وكان إلفاً لابنة عمّ له تربيّا جميعاً، ثم حجبت عنه، فكان يأتي الموضع والخباء، ثم خطبها إلى أبيها فأبى عليه أن يزوّجها؛ ونحن نرى عيباً أن تزوّج المرأة من رجل كان بها مغرماً، وقد خطبها ابن عمّ لها وقد زوّجت منذ ثلاثٍ، فهو على ما ترى لا يأكل ولا يشرب ولا يعقل، فلو نزلت إليه فوعظته! فنزلت إليه فوعظته؛ فأقبل عليّ وقال:

ألا ما للحبيبة لا تعود=أبخلٌ بالحبيبة أم صدود

مرضت فعادني قومي جميعاً=فما لك لم تري فيمن يعود

فقدت حبيبتي فبليت وجداً=وفقد الإلف يا سكنى شديد

وما استبطأت غيرك فاعلميه=وحولي من بني عمّي عديد

فلو كنت السّقيمة جئت أسعى=إليك ولم ينهنهني الوعيد

قال: ثم سكن عند آخر كلمته؛ فقالت العجوز: فاضت واللّه نفسه ثلاثاً! فدخلني أمرٌ لا يعلمه إلاّ اللّه، فاغتممت وخفت موته لكلامي. فلما رأت العجوز ما بي قالت: هوّن عليك! مات بأجله واستراح ممّا كان فيه، وقدم على ربّ كريم؛ فهل لك في استكمال الأجر؟ هذه أبياتي منك غير بعيدة، تأتيهم فتنعاه إليهم وتسألهم حضورهم. فركبت فأتيت أبياتاً منها على قدر ميلٍ، فنعيته إليهم وقد حفظت الشعر، فجعل الرجل يسترجع. فبينما أنا أدور إذا امرأة قد خرجت من خبائها تجرّ رداءه ناشرةً شعرها، فقالت: أيها النّاعي، بفيك الكثكث، بفيك الحجر! م تنعى؟ قلت: فلان بن فلان. فقالت: بالذي أرسل محمداً واصطفاه، هل مات؟ قلت: نعم. قالت: فماذا الذي قال قبل موته؟ فأنشدتها الشعر، فو اللّه ما تنهنهت أن قالت:

عداي أن أزورك يا حبيبي=معاشر كلّهم واشٍ حسود

أشاعوا ما سمعت من الدواهي=وعابونا وما فيهم رشيد

وأمّا إذ ثويت اليوم لحداً=فدور الناس كلّهم لحود

فلا طابت لي الدنيا فواقا=ولا لهم ولا أثرى العبيد

ثم مضت معي ومع القوم تولول حتى انتهينا إليه، فغسّلناه وكفّنّاه وصلّينا عليه، فأكبّت على قبره؛ وخرجت لطيّتي حتى أتيت يزيد بن عبد الملك، وأوصلت إليه الكتاب؛ فسألني عن أمورالناس، قال: هل رأيت في طريقك شيئاً؟:نعم، رأيت واللّه عجباً. وحدّثته الحديث؛ فاستوى جالساً، ثم قال: للّه أنت يا محمد بن قيس! امض الساعة قبل أن تعرف جواب ما قدمت له، حتى تمرّ بأهل الفتى وبني عمّه، وتمرّ بهم إلى عامل المدينة، وتأمره أن يثبتهم في شرف العطاء، وإن كان أصابها ما أصابه، فافعل ببني عمّها ما فعلت ببني عمه ثم ارجع إليّ حتى تخبرني بالخبر، وتأخذ جواب ما قدمت له. فمررت بموضع القبر، فرأيت إلى جانبه قبراً آخر، فسألت عنه فقيل: قبر المرأة، أكبّت على قبره، ولم تذق طعاماً ولا شراباً، ولم ترفع عنه إلى ثلاثة أيام " إلا " ميتةً. فجمعت بني عمّها وبني عمّه، وأثبتّهم في شرف العطاء جميعاً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير