تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شفا حفرة من النار مذفة الشارب ونهزة الطامع وقبسة العجلان وموطئ الأقدام تشربون

الطرق وتقتاتون الورق أذلة خاشعين تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم الله

برسوله بعد اللتيا والتي وبعدما مني بهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب كلما

حشوا ناراً للحرب أطفأها ونجم قرن للضلال وفغرت فاغرة من المشركين قذف بأخيه في

لهواتها فلا ينكفئ حتى يطأ صمتها باخصة ويخمد لهبها بحده مكدوداً في ذات الله قريباً

من رسول الله صلى الله عليه وسلم يداً في أولياء الله وأنتم في بلهنية وادعون آمنون حتى

إذا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ظهرت خلة النفاق وسمل جلباب الدين ونطق كاظم الغاوين

ونبغ خامل الآفلين وهدر فنيق المبطلين فخطر في عوصاتكم وأطلع الشيطان رأسه من

مفرزه صارخاً بكم فوجدكم لدعائه مستجيبين وللغرة فيه ملاحظين فاستنهضكم فوجدكم

خفافاً واجمشكم فألقاكم غضاباً فوسمتم غير أبلكم وأردتموها غير شربكم هذا والعهد

قريب والكلم رحيب والجرح لما يندمل بدار إنما زعمتم خوف الفتنة إلا في الفتنة سقطوا

وإن جهنم لمحيطة بالكافرين فهيهات منكم وأنى بكم وأنى تؤفكون وهذا كتاب الله بين

أظهركم وزواجره بيّنة وشواهده لائحة وأوامره واضحة ارغبة عنه تدبرون أم بغيره

تحكمون بئس للظالمين بدلاً ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من

الخاسرين ثم لم تريثوا إلا ريث أن تسكن نغرتها تشربون حسوا وتسرون في ارتغاء ونصبر

منكم على مثل حز المدى وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث لنا أفحكم الجاهلية تبغون ومن

أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون وبها معشر المهاجرين أأبتز إرث أبي أفي الكتاب أن ترث

اباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئاً فرياً فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك فنعم

الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولكل نبأ مستقر

وسوف تعلمون ثم انحرفت إلى قبرالنبي صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وسلم وهي

تقول:

قد كان بعدك أنباء وهنبثة = لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

أنا فقدناك فقد الأرض وابلها = واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

قال فما رأينا يوماً كان أكثر باكياً ولا باكية من ذلك اليوم. حدثني جعفر بن محمد رجل

من أهل ديار مصر لقيته بالرافقة قال حدثني أبي قال أخبرنا موسى بن عيسى قال أخبرنا

عبد الله بن يونس قال أخبرنا جعفر الأحمر عن زيد بن علي رحمة الله عليه عن عمته

زينب بنت الحسين عليهما السلام قالت لما بلغ فاطمة عليها السلام اجماع أبي بكر على

منعها فدك لاثت خمارها وخرجت في حشدة نسائها ولمة من قومها تجر اذراعها ما تخرم

من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى وقفت على أبي بكر وهو في حشد

من المهاجرين والأنصار فأنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء فلما سكنت فورتهم قالت أبدأ

بحمد الله ثم أسبلت بينها وبينهم سجفاً ثم قالت الحمد لله على ما أنعم وله الشكر على

ما ألهم والثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها وسبوغ آلاء أسداها وإحسان منن والأهاجم

عن الإحصاء عددها وناءى عن المجازاة أمدها وتفاوت عن الإدراك أمالها واستثن الشكر

بفضائلها واستحمد إلى الخلائق بأجزالها وثنى بالندب إلى أمثالها وأشهد أن لا إله إلا الله

كلمة جعل الإخلاص تأويلها وضمن القلوب موصولها وأنى في الفكرة معقولها الممتنع من

الأبصار رؤيته ومن الأوهام الإحاطة به ابتدع الأشياء لا من شيء قبله واحتذاها بلا مثال

لغير فائدة زادته إلا إظهاراً لقدرته وتعبداً لبريته وإعزازاً لدعوته ثم جعل الثواب على

طاعته والعقاب على معصيته زيادة لعباده عن نقمته وجياشاً لهم إلى جنته وأشهد أن أبي

محمداً عبده ورسوله اختاره قبل أن يجتبله واصطفاه قبل أن أبتعثه وسماه قبل أن أستنجبه

إذ الخلائق بالغيوب مكنونة وبستر الأهاويل مصونة وبنهاية العدم مقرونة علماً من الله عز

وجل بمآيل الأمور وإحاطة بحوادث الدهور ومعرفة بمواضع المقدور ابتعثه الله تعالى عز

وجل إتماماً لأمره وعزيمة على إمضاء حكمه فرأى الأمم صلى الله عليه فرقاً في أديانها

عكفاً على نيرانها عابدة لأوثانها منكرة لله مع عرفانها فأنار الله عز وجل بمحمد صلى الله

عليه ظلمها وفرج عن القلوب بهمها وجلى عن الأبصار غممها ثم قبض الله نبيه قبض رأفة

واختيار رغبة بأبي صلى الله عليه عن هذه الدار موضوع عنه العبء والأوزار محتف

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير