تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ثم دفع إلي ثلاثمائة دينار فأخذتها وانصرفت فكنت أقول لله درك من شعر أخذت في

حكومتي منه ثلاثمائة دينار، وفي حكايته مثلها، والله أعلم.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 02:08 ص]ـ

الأصمعي والجارية

ومما حكي عن الأصمعي في نوادره، قال: سهرت ليلة عند الرشيد في الرقة، فقال لي: من

معك يا عبد الله يؤنسك؟

فقلت: يا أمير المؤمنين، ما لي أنيس غير الوحدة.

فأمسك وأقبل في حديثه ما شاء الله، ثم نهض ونهض من بحضرته فلما صرت إلى منزلي،

وإذا بخادم الأمير يقرع الباب فخرجت، فإذا ضوء شمع وضجة وغوغاء ومعهم جارية فلما

رآني الخادم دنا مني وقبل يدي وقال لي: يقول لك أمير المؤمنين قد أمرنا لك بمن يؤنسك،

وهي جارية من خواصه وشيء من المال. فشكرت أمير المؤمنين ودعوت له وتقدم الخادم

بإدخال الجارية ومعها من الآلات والخدم والجواري والفرش ما لم أر مثله إلا عند أمير

المؤمنين، ثم ودعني الخادم وانصرف. فلما نظرت إلى الجارية رأيتها أحسن الناس وجهاً

وأكملهم قداً وشكلاً وظرفاً وأكثرهم مجوناً فداخلني لها هيبة وانقباض.

فقالت: ما هذا الحياء البارد السمج الذي لا وجه له؟ أين ملحك ونوادرك؟ ثم قالت

لجارية من الجواري: هات ما عندك، فجاءت بأحسن ما يكون من ألوان الطعام فأكلنا وهي

مع ذلك تباسطني وتؤانسني بالحديث والملاعبة، ثم دعت بالشراب فشربت وسقتني، ثم

قالت: ما بقي بعد الأكل والشرب إلا النوم والخلوة. فقامت ولبست من الثياب ما أرادت

وألبستني ثياباً فاخرة مبيضة وتفرق من كان عندنا، ثم اضطجعت إلى جانبي، فلما جمعنا

الفراش أصابني من الحصر وانقطاع الانعاظ ورخاوة الأير ما لم أكن أعهده قبل ذلك فجعلت

تقلبه بيدها وتغمزه فلا يزداد إلا إنكماشاً وموتاً فلما أعيتها الحيلة فيه ويئست من قيامه

ومضى من الليل أكثره قالت: عظم الله أجرك في أيرك، ثم نهضت ولبست ثياب الحداد

ودعت بسفط فأخرجت منه مناديل صغاراً وحنوطاً وقالت: نم عل ظهرك يا بطال،

فاستولى علي الخجل حتى إني لم أقدر أخالفها في شيء مما تأمرني به في جميع ما تفعله في

فغسلته وحنطته وكفنته بتلك المناديل فلما فرغت همت بجواريها وقامت معهن في بكاء

ونحيب ونوحٍ وندب وصراخ بأشد ما يكون وما زلن على ذلك إلى وقت السحر، ثم قالت:

ما بقي إلا ما يتولاه الرجال من الصلاة والدفن وولت عني. فقمت وأنا أخزى خلق الله

حالاً فلبست ثيابي وصليت الفجر وسرت من وقتي وساعتي إلى الرشيد فأنكر الحاجب

حضوري في ذلك الوقت وأعلم الرشيد بي، فأذن لي فدخلت، وهو قاعد في مصلاه، فقال

لي: ويحك ما دهاك في هذا الوقت؟

فقلت: يا أمير المؤمنين، خبري عجيب وأمري غريب، فبالله عليك يا أمير المؤمنين، ألا ما

رحمتني وأرحتني من هذا الجارية التي أنفذتها إلي فلا حاجة لي بها.

فقال لي أمير المؤمنين: وما السبب لذلك وما الخبر الذي دهاك وليس لها عندك حين من

الزمان.

فشرحت له القصة من أولها إلى آخرها حتى بلغت إلى إقامة الصلاة فاشتد ضحكه

حتى أنه كاد يستلقي على قفاه وسمعت الضحك من كل ناحية في الدار من الجواري

وغيرهن، ثم قال: نحن إلى هذه أحوج منك إليها وقد كنا غافلين عنها، ثم إنه أمر بحملها

إلى داره وعوضني عنها خمسين ألف درهم وترك جميع ما حمل معها في منزلي وخرجت

مجردة فحظيت بعد ذلك عند الرشيد حتى إنه لم يتقدم عليها أحد من نظائرها، وسميت

من قوتها هذا بالأصمعية إلى أن توفيت رحمة الله عليهم أجمعين.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 04:28 ص]ـ

عبد الله بن رواحة وجاريته

ويحكى أن عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عنه كان عنده جارية جميلة. وكان يحبها

محبة شديدة. ولم يتمكن منها خوفاً من زوجته. فمضت يوماً زوجته لحاجة ثم عادت

فوجدته هو والجارية معتنقين نائمين، فقالت: أفعلتها؟ قال: لم أكن فاعلها. قالت: فاقرأ!

فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ثم قال:

علمت بأن وعد الله حق = وأن النار مثوى الكافرينا

وأن العرش فوق الماء طاف = وفوق العرش رب العالمينا

وتحمله ملائكة كرام = ملائكة الإله مسومينا

قالت: صدقت وكذبت عيناي. قال: فذهبت وأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم

فضحك حتى بدت نواجذه وصار يكررها ويقول كيف قلت.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 01 - 2008, 04:53 ص]ـ

من أخبار مجنون ليلى العامرية

سئل مجنون بني عامر: كيف كان سبب عشقك لليلى؟ قال: بينا أنا في عنفوان عزتي

وريعان صباي أسحب ذيل اللعب وأرمي الكواعب من كثب، أصبو إليهن فيفترقن، وأهزأ

بهن فلا ينتصفن، إذا اعتقلتني حبائل فتاة من عذرة فذهلني حبها، وتيمني عشقها، وإذا

جذبة جذبتني فمن أشعاره قوله:

ولم أر ليلى غير موقف ساعة = بخيف منى ترمي جمار المحصب

وتبدي الحصى منها إذا قذفت به = من البعد أطراف البنان المخضب

وأصبحت من ليلى الغداة كناظر = من الصبح في اعجاز نجم مغرب

الا إنما غادرت يا بدر مالك = صدا حيثما هبت به الريح يذهب

قيل لليلى: حبك للمجنون أكثر أم حبه لك؟ فقالت: بل حبي له. قيل فكيف؟ قالت

لأن حبه لي كان مشهوراً وحبي له كان مستوراً.

قال ابن الكلبي: إن المجنون في أول ما كلف بليلى قعد عندها يوماً يتحدث فرآها تعرض

عنه وتقبل على غيره فشق ذلك عليه وعرفت ذلك في نفسه فأقبلت عليه وقالت:

وكل مظهر للناس حباً = وكل عند صاحبه مكين

فخر مغشياً عليه، ثم تمادى في الغلو حتى ذهب عقله.

قال محمد بن الكلبي: نزل المجنون برهط ليلى فجاء إلى امرأة كانت عارفة بأمرها، فشكى

إليها ما يجده، فوعدته أن تجمع بينهما، فمضت وأخذتها وجمعت بينهما، فأنشأ يقول:

إذا قربت داراً كلفت وإن نأت = أسفت فلا بالقرب أسلو ولا البعد

فإن وعدت زاد الهوى بانتظارها = وإن بخلت بالوعد مت على الوعد

أقول: وتمام الأبيات:

بكل تداوينا ولم يشف ما بنا = على أن قرب الدار خير من البعد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير