تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فيه، فقال: أعجبني امرأة في ناحية من نواحي الكوفة، فأخذت سيفي وخرجت في السحر،

فلقيت بعير سقاء، فضربت عنقه، ث توجهت نحوها فتسورت عليها، فعالجتها، فلم أقدر

عليها، وامتنعت أن تدخل معي في الحرام، فجمعت يدي في السيف ثم ضربت به وسط

رأسها ثم انصرفت، فقلت: لأنظرن إلى أثر سيفي.

فعدت لإلى موضع البعير فإذا البعير ورأسه ناحيةً، ثم أتيتها بعد لأعلم الخبر، فغذا هي

وسط النساء تحدث وتقول: والله لضرب رأسي، فما أخطأ منه شعرة.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 04:05 م]ـ

أبو دهبل والمرأة الشامية

أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس قال:

حدثنا محمد بن خلف قال: حدثني أبو العابس أحمد بن يحيى قال: حدثنا الزبير بن أبي

بكر قال: حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن أبي عبد الله قال:

خرج أبو دهبل الجمحي يريد الغزو وكان رجلاً جميلاً صالحاً، فلما كان يجيرون جاءته

امراة فأعطته كتاباً، فقالت له: اقرأ هذا! فقرأه لها، ثم ذهبت، فدخلت قصراً، ثم خرجت

إليه، فقالت له: لو بلغت معي إلى هذا القصر فقرأت الكتاب على امرأة فيه كان لك أجر،

إن شاء الله. فبلغ ا معها القصر، فلما دخل، إذا فيه جوار كثيرة، فأغلقن عليه باب

القصر، فإذا امرأة جميلة قد أتته فدعته إلى نفسها، فأبى، فأمرت به فحبس في بيت من

القصر، وأطعم وسقي قليلاً قليلاً حتى ضعف وكاد يموت، ثم دعته إلى نفسها، فقال: أما

في الحرام فلا يكون ذلك أبداً، ولكن أتزوجك. قالت: نعم! فتزوجها، وأمرت به فاحسن

إليه حتى رجعت نفسه إليه، فأقام معها زماناً طويلاً لم تدعه يخرج من القصر، حتى يئس

منه أهله وولده، وزوج أولاده بناته واقتسموا ميراثه.

وأقامت زوجته تبكي، ولم تقاسمهم ماله، ولا أخذت من ميراثه شيئاً، وجاءها الخطاب،

فأبت واقامت على الحزن والبكاء عليه، قال: فقال أبو دهبل لامرأته يوماً: إنك قد أثمت فيّ

وفي ولدي، فأذني لي أن أخرج إليهم، وأرجع إليك. فأخذت عليه أيماناً ألا يقيم إلا سنةً

حتى يعود إليها، وأعطته مالاً كثيراً، فخرج من عندها بذلك المال حتى قدم على أهله،

فرأى زوجته وما صارت إليه من الحزن، ونظر إلى ولده ممن اقتسم ماله، وجاؤوه فقال: ما

بيني وبينكم عمل! أنتم ورثتموني وأنا حي، فهو حظكم، والله لا يشرك زوجتي أحد في ما

قدمت به. وقال لزوجته: شأنك بهذا المال فهو كله لك، ولست أجهل ما كان من وفائك،

وأقام معها وقال في الشامية:

صاحِ! حَيَّ الإلهُ حَيّاً وَدُوداً = عندَ أصْلِ القَنَاةِ من جَيرُونِ.

فبِتِلكَ اغتَرَبْتُ بالشّام حتى = ظَنّ أهلي مرَجَّماتِ الظّنونِ.

وَهيَ زَهرَاءُ مثلُ لؤلؤةِ الغَوّ = صِ مِيزَتْ مِن لؤلؤٍ مَكنونِ.

وفي هذه القصيدة يقول أبو دهبل:

ثمّ فارَقتُها على خيرِ ما كا = نَ قرينٌ مقارناً لقَرينِ.

وبكَتْ خشيةَ التفرّق والبَيْ = نِ بكاءَ الحزينِ نحوَ الحزينِ.

فاسألي عَنْ تَذَكّرِي واكتِئابي = جُلَّ أهلي إذا همُ عذلوني.

وقد روي هذا الشعر لعبد الرحمن بن حسان، وليس بصحيحٍ. قال: فلما جاء الأجل

أراد الخروج إليها ففاجأه موتها، فأقام.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[24 - 02 - 2008, 04:25 م]ـ

أربع نسوة وأربعة غربان

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس

بن حيويه الخزاز قال: حدثنا محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدثني محمد بن عبد الله

الأهوازي قال: أخبرني بعض أهل الأدب أن بعض البصريين أخبره قال:

كنا لمة نجتمع ولا يفارق بعضنا بعضاً، وكنا على عدد أيام عند أحدنا، فضجرنا من المقام

في المنازل، فقال بعضنا: لو عزمتم فخرجنا إلى بعض البساتين، فخرجنا إلى بستان قريب

منا، فبينا نحن فيه إذ سمعنا ضجةً راعتنا، فقلت للبستاني: ما هذا؟ فقال: هؤلاء نسوة

لهن قصة، فقلت له أنا دون أصحابي: وما هي؟ قال: العيان أكبر من الخبر، فقم حتى

أريك وحدك. فقلت لأصحابي: أقسمت ألا يبرح أحد منكم حتى أعود. فنهضت

وحدي، فصعدت إلى موضع أشرف عليهن، وأراهن، ولا يرينني، فرأيت نسوةً أربعاً

كأحسن ما يكون من النساء وأشكلهن، ومعهن خدم لهن وأشياء قد أصلحت من طعام

وشراب وآلة، فلما اطمأن بهن المجلس، جاء خادم لهن، ومعه خمسة أجزاء من القرآن،

فدفع إلى كل واحدةٍ منهن جزءاً ووضع الجزء الخامس بينهن، فقرأن أحسن قراءة، ثم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير