قَالَ الأُخَيْطِلُ، إذْ رأَى رَاياتِهمْ: = يا مَارَ سَرْجِسَ لا أُريدُ قِتالا
ترَكَ الأُخَيْطِلُ أُمَّهُ، وَكَأَنّها = مَنحاةُ سانيةٍ تُريد عِجالا
وَرَجَا الأُخيطِلُ من سَفَاهَةِ رَأْيِهِ، = مَا لم يَكُنْ وأبٌ لَهُ لِيُنالا
تَمّتْ تميمي، يا أُخيطلُ، فاحْتَجِزْ، = خَزِيَ الأُخَيْطِلُ حِينَ قُلْتُ وقالا
وَرَمَيْتَ هَضْبَتَنَا بِأَفْوَقَ ناصِلٍ، = تَبْغي النّضال، فقد لَقِيتَ نِضالا
وَلَقِيتَ دوني من خُزَيمةَ باذخاً، = وَشقاشقاً، بَذخَتْ عَلَيْكَ طِوالا
وَلَوْ أَنّ خِنْدِفَ زَاحَمَتْ أَرْكَانُها = جَبَلاً أَشَمَّ مِنَ الجِبالِ لَزالا
إنَّ القوافيَ قدْ أُمِرّ مَريرُها = لبني فَدَوكسَ إذْ جَدَعْنَ عِقالا
قَيسٌ وَخِنْدَفُ، إنْ عَدَدْتَ فِعَالَهم، = خَيْرٌ وَأَكْرَمُ من أَبِيكَ فَعالا
رَاحت خُزيمةُ بالجياد، كأَنّها = عِقْبَانُ عاديةٍ يَصِدْنَ صِلالا
هَلْ تَمْلِكُونَ مِنَ المشاعر مَشعراً، = أَوْ تَنْزِلُونَ من الأرَاكِ ظِلالا
فَلَنَحْنُ أَكْرَمُ في المنازل مِنْكُم = خَيلاً، وأَطْوَلُ في الحِبالِ حِبالا
ما كان يُوجَدُ في اللّقاءِ فوارسي = مِيلاً، إذا فزعوا، ولا أَكْفَالا
قُدنا خُزيمَةَ، قد علمتم، عَنْوةً، = وشتا الهُذَيْلُ يُمَارِسُ الأغلالا
وَرَأَتْ حُسَيْنَةُ في الغداة فَوارسي = تحمي النّساء، وَتَقْسِمُ الأنفالا
فَصَبِحْنَ نُسْوَةَ تغلبٍ فَسَبَيْنَهُم، = وَرَأَى الهُذَيْلُ لِوَرْدِهنّ رِعالا
إنّا كذاك لمثلِ ذاكَ نُعِدّها = تُسقَى الحَلِيبَ وَتُلْبَسُ الأجلالا
لولا الجزِى قُسِمَ السوادُ وَتَغلِبٌ = للمُسلِمِينَ، فَأَصْبَحُوا أَنْفالا
لَوْ أَنّ تَغْلِبَ جَمّعَتْ أَحْسَابَها، = يَوْمَ التّفاضُلِ، لم تَزِنْ مِثْقَالا
أَوْجَدْتَ فِينَا غَيْرَ عُذْرِ مُجاشعٍ = وَمَجَرّ جِعْثِنَ والزّبَيرِ مَقالا
يروى أن كثيراً دخل على عبد الملك بن مروان وعنده الأخطل، فأنشده التفت عبد الملك إلى الأخطل، فقال: كيف ترى؟ فقال: حجازي مجوع مقرور، دعني أضغمه يا أمير المؤمنين، فقال كثير: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال له: هذا الأخطل، فقال له كثير: مهلاً، فهلا ضغمت الذي يقول:
لا تطلبن خؤولة في تغلب ... فالزنج أكرمُ منهم أخوالاً
والتغلبي إذا تنحنح للقرى ... حك استه وتمثل الأمثالا
فسكت الأخطل فما أجابه بحرفٍ.
(الكامل في اللغة والأدب)
ويقال إن أهجى بيت قالته العرب قول جرير:
والتغلبي إذا تنحنح للقرى ... حك استه وتمثل الأمثال
(أمالي القالي و العقد الفريد و نهاية الأرب)
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 06:31 م]ـ
المعذره أستاذي الفاضلين رؤبه وأبو سهيل
منذ أن وضع القصيده أخي ابو سهيل وأنا أجاهد نفسي لمنعها من الرد إحتراماً لرغبتة ولعدم التعدي على الحكم المرشح للفصل بين الشاعرين ((وإن كنت أشك في نزاهته لميله الفاضح لأحد المتنافسين)): D:D
ولكن لتأخره ولعدم قدرتي على الإنتظار فسأقول رأيي المتواضع البسيط التالي
عندما يفحم الشاعر شاعراً آخر يقال ألقمه حجراً أما جرير فقد ألقم إبن النصرانيه بعرة أعزكم الله
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 08:16 م]ـ
زُفَرُ الرّئِيسُ، أَبو الهُذَيلِ، أَتَاكُمُ، ...... فسبى النّساءَ، وأَحْرَزَ الأمْوالا
دائماً ما أطرب لهذا البيت
وذلك لوجود كنيتي فيه ... : D
تعلمن! أنّ هذه القصيدة لهي من أوّليات قراءاتي الشعرية ..
وكم أضحكتني حتى اختلفت أضلاعي من الضحك .. : D:D
وكما قال أخي المتميّز [ COLOR="DeepSkyBlue"] الأحيمر ..
إن جريراً ألقمه بعراً ...
[ B] لكن قصيدة الأخطل في نظري أسبك مبنىً وأحكم أَيْداً وأحشد تصويراً و أصخب حركةً
من قصيدة جرير ..
أما من حيث المعنى فجريرٌ أعزّ من الأخطل وأجود ..
لأنّه كما ذكر جرير عن خصمه النصراني قد غلبه بكفره وخبث دينه ..
وأريد منكم تقويماً لرأيي ( ops
بارك الله عليكم فأنتم أهل الشأن .. : rolleyes:
- لو سمعني جرير لـ ..... !!!! -: p:D
لنا عودةٌ بإذن الله ..
بعد أن نفرغ من رائعة ابن النصرانية ..
بورك فيك أبا سهيل ..
وزادك سموّاً ...
والسلام,,,
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[12 - 01 - 2008, 08:29 م]ـ
وكما قال أخي المتميّز الأحيمر ..
بفضل الله ثم بفضلكم أبا الهذيل
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 12:07 ص]ـ
لقد قرأت لأخي رؤبة مشاركة لا اذكر في أي موضوع بالضبط , وكان يمتدح الفرزرق ويفضله على جرير , وقد استغربت كتيرا ولم أجد ما أرد به عليه.
لك كل الشكر أخي أبو سهيل على هذا الرد الجميل المقنع الممتع , وأحب أن أضيف بعد إذنك بيت واحد لجرير يهجي فيه ثلاث شعراء في بيت واحد , وهو:
لما وضعت على الفرزدق ميسمي =وضغى البعيث جدعت انف الأخطل
وكنت أعتقد ان هذا البيت يكفي بأن يسكت كل من يحاول أن يبخس جرير , فما بالك وقد جئت أنت بهذه الرائعة , أرجو أن تكون كافية لإقناع كل من يدعي بأن الأخطل أو الفرزدق أبلغ وأشعر من جرير.
وبارك الله فيك على الموضوع المتميز.
لقد أشفيت صدورنا , وحبذا لو أننا لاندع الهوى بأن يكون آفة رأينا.
¥