تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الفرزدق: خفض قليلاً وهات من شرابك فاسقنا. فلما عملت الراح في أبي فراس قال: أنا

والله الذي أقول في جرير فأنشده. فقام إليه الأخطل فقبل رأسه وقال: لا جزاك الله عني

خيراً! لم كتمتني نفسك منذ اليوم! وأخذا في شرابهما وتناشدهما، إلى أن قال له الأخطل:

والله إنك وإياي لأشعر منه ولكنه أوتي من سير الشعر ما لم نؤته؛ قلت أنا بيتا ما أعلم أن

أحداً قال أهجى منه، قلت:

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم قالوا لأمهم بولي على النار

فلم يروه إلا حكماء أهل الشعر. وقال هو:

و التغلبي إذا تنحنح للقرى = حك استه وتمثل الأمثالا

فلم تبق سقاة ولا أمثالها إلا رووه. فقضيا له أنه أسير شعراً منهما.

رأيت الفرزدق بالشام، فقال: قال لي أبو هريرة: إنه سيأتيك قوم يوئسونك من رحمة الله، فلا

تيأس.

قال أبو الفرج: والفرزدق مقدم على الشعراء الإسلاميين هو وجرير والأخطل، ومحله في

الشعر أكبر من أن ينبه عليه بقول، أو يدل على مكانه بوصف؛ لأن الخاص والعام يعرفانه

بالاسم، ويعلمان تقدمه بالخبر الشائع علماً يستغنى به عن الإطالة في الوصف، وقد تكلم

الناس في هذا قديماً وحديثاً، وتعصبوا، واحتجوا بما لا مزيد فيه، واختلفوا بعد اجتماعهم

على تقديم هذه الطبقة في أيهم أحق بالتقدم على سائرها، فأما قدماء أهل العلم والرواة فلم

يسووا بينهما وبين الأخطل؛ لأنه لم يلحق شأوهما في الشعر، ولا له مثل ما لهما من فنونه،

ولا تصرف كتصرفهما في سائره، وزعموا أن ربيعة أفرطت فيه، حتى ألحقته بهما، وهم في

ذلك طبقتان، أما من كان يميل إلى جزالة الشعر، وفخامته، وشدة أسره، فيقدم الفرزدق،

وأما من كان يميل إلى أشعار المطبوعين، وإلى الكلام السمح السهل الغزل فيقدم جريراً.

أخبرنا أبو خليفة: قال حدثنا محمد بن سلام، قال: سمعت يونس بن حبيب يقول:

ما شهدت مشهداً قط ذكر فيه الفرزدق وجرير، فاجتمع أهل ذلك المجلس على أحدهما.

قال ابن سلام: وكان يونس يقدم الفرزدق تقدمة بغير إفراط، وكان المفضل يقدمه تقدمة

شديدة.

أخبرني هاشم الخزاعي، عن أبي حاتم السجستاني، عن أبي عبيدة، قال:

سمعت يونس يقول: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب.

وأخبرني هاشم الخزاعي: قال: حدثنا دماذ، عن أبي عبيدة قال:

دخل قوم من بين ضبة على الفرزدق فقالوا له: قبحك الله من ابن أخت! قد عرضتنا

لهذا الكلب السفيه - يعنون جريراً - حتى يشتم أعراضنا، ويذكر نساءنا، فغضب

الفرزدق، وقال: بل قبحكم الله من أخوال! فوالله لقد شرفكم من فخري أكثر مما غضكم

من هجاء جرير، أفأنا ويلكم عرضتكم لسويد بن أبي كاهل حيث يقول:

لقد زرقت عيناك يا بن مكعبر = كما كل ضبي من اللؤم أزرق

ترى اللؤم فيهم لائحاً في وجوههم = كما لاح في خيل الحلائب أبلق

أو أنا عرضتكم للأغلب العجلي حيث يقول:

لن تجد الضبي إلا فلا = عبداً إذانا ولقوم ذلا

مثل قفا المدية أو أكلا = حتى يكون الألأم الأقلا

والله لما ذكرت من شرفكم، وأظهرت من أيامكم أكثر، ألست القاتل:

وأنا ابن حنظلة الأغر وإنني = في آل ضبة للمعم المخول

فرعان قد بلغ السماء ذراهما = وإليهما من كل خومف يعقل

وأعتذر عن الإطالة

تم النقل من كتاب الأغاني من أماكن متعددة

ـ[رفيف بنت فلسطين]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 02:54 م]ـ

سألت أحد المتخصصين من يفضل

فقال لي من خلال دراسته تعلم أن شعر جرير أسير ومقبول لدى الناس أكثر أم الفرزدق فشعره يفوق جرير من حيث رصانته وقوته.

ما رأيكم أفيدوني؟

ما رأيك يا أستاذ رعد؟

هل هذا الكلام صحيح؟

ـ[بيره]ــــــــ[22 - 01 - 2008, 10:34 م]ـ

هذا لمعارضتك واثارة مافي جعبتك

اجمل ما قالة الفرزدق

قدم هشام بن عبد الملك للحج برفقة حاشيته وقد كان معهم الشاعر العربي الفرزدق وكان البيت الحرام مكتظاً بالحجيج في تلك السنه ولم يفسح له المجال للطواف فجلب له متكأ ينتظر دوره وعندما قدم الامام زين العابدين بن علي بن الحسين بن ابي طالب انشقت له صفوف الناس حتى ادرك الحجر الاسود فثارت حفيظة هشام واغاضه ما فعلته الحجيج للامام زين العابدين فسئله احد مرافقيه فقال هشام بن عبد الملك لا اعرف!؟ فأجابه الشاعر العربي الفرزدق هذه القصيدة وهي اروع ماقاله الفرزدق

هذا الذي تعرف البطحاء وطئته

والبيت يعرفه والحلُّ والحرمُ

هذا بن خير عباد الله كُلُّهمُ

هذا التقي النقي الطاهرُ العلمُ

هذا بن فاطمةٍ انْ كنت جاهله

بجده انبياء الله قد ختموا

وليس قولك منْ هذا؟ بضائره

العرب تعرف من انكرت والعجمُ

كلتا يديه غياثٌ عمَّ نفعهما

يستوكفان ولا يعروهما عَدمُ

سهل الخليقة لاتخشى بوادره

يزينه اثنان حِسنُ الخلقِ والشيمُ

حمّال اثقال اقوام ٍ اذا امتدحوا

حلو الشمائل تحلو عنده نعمُ

ما قال لاقط ْ الا في تشهده

لولا التشهّد كانت لاءه نعمُ

عمَّ البرية بالاحسان فانقشعت

عنها الغياهب والاملاق والعدمُ

اذا رأته قريش قال قائلها

الى مكارم هذا ينتهي الكرمُ

يُغضي حياءً ويغضي من مهابته

فلا يكلُّم الا حين يبتسمُ

بكفّهِ خيزرانُ ريحها عبق

من كف اروع في عرنينه شممُ

يكاد يمسكه عرفان راحته

ركن الحطيم اذا ما جاء يستلمُ

الله شرّفه قدماً وعظّمه

جرى بذاك له في لوحة القلمُ

ايُّ الخلائق ليست في رقابهمُ

لأوّليّه هذا اوله نِعمُ

من يشكرِ الله يشكر اوّليّه ذا

فالدين من بيت هذا ناله الاممُ

ينمي الى ذروة الدين التي قصرت

عنها الاكف وعن احراكها القدمُ

من جده دان فضل الانبياء له

وفضل امته دانت له الاممُ

مشتقة من رسول الله نبعته

طابت مغارسه والخيم والشيمُ

ينشق نور الدجى عن نور غرته

كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلمُ

من معشرٍ حبهم دينٌ وبغضهمٌ

كفرٌ وقربهم منجى ومعتصمُ

مقدّمٌ بعد ذكر الله ذكرهمُ

في كِلّ بدءٍ ومختوم به الكلمُ

إن عدَّ اهل التقى كانوا ائمتهم

او قيل من خير اهل الارض قيل همُ

لا يستطيع جوادُ بعد جودهم

ولا يدانيهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث اذا ما ازمة ازمت

والاسد اسدُ الشرى والبأس محتدم

لاينقص العسر بسطاً من اكفّهم

سيّان ذلك إن اثروا وان عدموا

يستدفع الشرُّ والبلوى بحبّهم

ويستربُّ به والاحسان والنعمُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير