تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 12:38 ص]ـ

كان الفرزدق زير نساء وصاحب غزل، وكان مع ذلك لا يجيد التشبيب. وكان جرير عفيفا عزهاة عن النساء، وهو مع ذلك أحسن الناس تشبيبا، وكان الفرزدق يقول: ما أحوجه مع عفته إلى صلابة شعري، وما أحوجني إلى رقة شعره لما ترون.

وكان الفرزدق يقول: إنما أتاني الشعر من قبل خالي، وخالي الذي يقول:

إذا ما الدهر جر على أناس = حوادثه أناخ بآخرينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا=سيلقى الشامتون كما لقينا

فلما علم جرير بقول الفرزدق , قال:

كأن الفرزدق إذ يعوذ بخاله =مثل الذليل يعوذ تحت القرمل

والقرمل: شجر ضعيف تقول العرب: ذليل عاذ بقرملة.

أعرج يتعكز على مكسح ... :)

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 12:56 ص]ـ

مات الفرزدق قبل جرير فلما بلغ جريرا موته قال:

هلك الفرزدق بعدما جدعته = ليت الفرزدق كان عاش قليلا

ثم أطرق طويلا وبكى، فقيل له: يا أبا حرزة ما أبكاك؟ قال: بكيت لنفسي، إنه والله قل ما كان اثنان مثلنا أو مصطحبان أو زوجان إلا كان أمد ما بينهما قريبا،

ثم أنشأ يقول مرثيا له:

فجعنا بحمال الديات ابن غالب = وحامى تميم عرضها والبراجم

بكيناك حدثان الفراق وإنما = بكيناك إذ نابت أمور العظائم

فلا حملت بعد ابن ليلى مهيرة = ولا شد أنساع المطى الرواسم

ثم أطرق طويلا وبكى، فقيل له: يا أبا حرزة ما أبكاك؟ قال: بكيت لنفسي، إنه والله قل ما كان اثنان مثلنا أو مصطحبان أو زوجان إلا كان أمد ما بينهما قريبا،

مما يدل على أن ما كان بين جرير والفرزدق لم يتعد حدود المنافسة , ولم يكن بينهما ضغينة وحقد حقيقي ..

ألا تشاطرونني الرأي؟؟

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[24 - 04 - 2009, 01:26 ص]ـ

مما يستجاد من شعر جرير والفرزدق والأخطل: قول جرير لأبيه:

فأنت أبي ما لم تكن لى حاجة = فإن عرضت أيقنت أن لا أباليا

وإنى لمغرور أعلل بالمنى = ليالى أرجو أن مالك ماليا

بأي نجاد تحمل السيف بعدما =قطعت قوى من محتمل كان باقيا

بأي سنان تطعن القوم بعدما = نزعت سنانا من قناتك ماضيا

ألم أك نارا يصطليها عدوكم = وحرزا لما ألجأتم من ورائيا

وباسط خير فيكم بيمينه = وقابض شر عنكم بشماليا

ألا لا تخافا نبوتى في ملمة = وخافا المنايا أن تفوتكما بيا

وقوله:

يا أخت ناجية السلام عليكم = قبل الرحيل وقبل لوم العذل

لو كنت أعلم أن آخر عهدكم = يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل

أو كنت أعلم وشك بين عاجل = لقنعت أو لسألت ما لم أسأل

قدم جرير المدينة فأتاه الشعراء وغيرهم، وأتاه أشعب فيهم، فسلموا عليه وحادثوه ساعة، ثم خرجوا وبقي أشعب، فقال جرير له: أراك قبيح الوجه وأراك لئيم الحسب! ففيم قعودك وقد خرج الناس؟ فقال له أشعب: إنه لم يدخل عليك أحد هو أنفع لك مني! قال: وكيف ذاك؟ قال: لأني آخذ رقيق شعرك فأزينه بحسن صوتي، فقال له جرير: فقل فاندفع أشعب يتغنى:

يا أخت ناجية السلام عليكم

فاستخف جريرا الطرب لغنائه بشعره، حتى زحف إليه فاعتنقه، وسأله عن حوائجه، فأخبره فقضاها.

وقوله في الفرزدق:

لقد ولدت أم الفرزدق فاجرا = فجاءت بوزواز قصير القوائم

وما كان جار للفرزدق مسلم = ليأمن قردا ليله غير نائم

يوصل حبليه إذا جن ليله = ليرقى إلى جاراته بالسلالم

أتيت حدود الله مذ أنت يافع = وشبت فما ينهاك شيب اللهازم

تتبع في الماخور كل مريبة =ولست بأهل المحصنات الكرائم

هو الرجس يا أهل المدينة فاحذروا = مداخل رجس بالخبيثات عالم

لقد كان إخراج الفرزدق عنكم = طهورا لما بين المصلى وواقم

وقد كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله حين بلغه فجور الفرزدق نفاه عن المدينة.

وقال:

تدليت تزنى من ثمانين قامة = وقصرت عن باع العلى والمكارم

أراد قول الفرزدق:

هما دلتانى من ثمانين قامة = كما انقض باز أقتم الريش كاسره

فلما استوت رجلاى في الأرض قالتا = أحى يرجى أم قتيل نحاذره

فقلت ارفعا الأسباب لا يشعر وابنا = وأقبلت في أعجاز ليل أبادره

أبادر بوابين قد وكلا بنا = وأحمر من ساج تبص مسامره

ومن جيد شعر جرير مرثيته أم حزرة امرأته، وكان جرير يسميها الجوساء، لذهابها في البلاد وأولها:

لولا الحياء لعادني استعبار = ولزرت قبرك والحبيب يزار

ولهت قلبي إذ علتنى كبرة = وذوو التمائم من بنيك صغار

لا يلبث الأحباب أن يتفرقوا = ليل يكر عليهم ونهار

صلى الملائكة الذين تخيروا = والطيبون عليك والأبرار

فلقد أراك كسيت أحسن منظر = ومع الجمال سكينة ووقار

كانت إذا هجر الحبيب فراشها = خزن الحديث وعفت الأسرار

وقوله:

كيف العزاء ولم أجد مذ بنتم = قلبا يقر ولا شراب ينقع

ولقد صدقتك في الهوى وكذبتني = وخلفتنى بمواعد لا تنفع

حيوا الديار وسائلوا أطلالها =هل ترجع الخير الديار البلقع

ولقد حبست لك المطى فلم يكن = إلا السلام ووكف عين تدمع

بان الشباب حميدة أيامه =لو أن ذلك يشترى أو يرجع

رجف العظام من البلى وتقادمت = سنى وفى لمصلح مستمتع

وفيها يقول:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا = أبشر بطول سلامة يا مربع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير