تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

كأَنُهُمْ هَرَباً أبطالُ أَبْرَهَة ٍ= أوْ عَسْكَرٌ بالحَصَى مِنْ رَاحَتَيْهِ رُمِي

نَبْذاً بهِ بَعْدَ تَسْبِيحِ بِبَطْنِهما= نَبْذَ المُسَبِّحِ مِنْ أحشاءِ مُلْتَقِمِ

جاءتْ لدَعْوَتِهِ الأشجارُ ساجِدَة ً =تَمْشِي إليهِ عَلَى ساقٍ بِلا قَدَمِ

كأنَّما سَطَرَتْ سَطْراً لِمَا كَتَبَتْ =فروعها من بديعِ الخطِّ في اللقمِ

مثلَ الغمامة ِ أنى َسارَ سائرة ٌ =تقيهِ حرَّ وطيسٍ للهجيرِ حمي

أقسمتُ بالقمرِ المنشقِّ إنَّ لهُ =مِنْ قَلْبِهِ نِسْبَة ً مَبْرُورَة َ القَسَمِ

ومَا حَوَى الغارُ مِنْ خَيْرٍ ومَنْ كَرَم= وكلُّ طرفٍ من الكفارِ عنه عمي

فالصدقُ في الغارِ والصديقُ لم يرِما= وَهُمْ يقولونَ ما بالغارِ مِنْ أَرمِ

ظَنُّوا الحَمامَ وظَنُّو العَنْكَبُوتَ على = خيْرِ البَرِيَّة ِ لَمْ تَنْسُجْ ولمْ تَحُم

وقاية ُ اللهِ أغنتْ عن مضاعفة ٍ =من الدروعِ وعن عالٍ من الأطمِ

ما سامني الدهرُ ضيماً واستجرتُ بهِ =إلاَّ ونلتُ جواراً منهُ لم يضمِ

ولا الْتَمَسْتُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِنْ يَدِهِ =إلاَّ استلمتُ الندى من خيرِ مُستلمِ

لاتنكرُ الوحيَ من رؤياهُ إنَّ لهُ =قَلْباً إذا نامَتِ العَيْنانِ لَمْ يَنمِ

وذاكَ حينَ بُلوغٍ مِنْ نُبُوَّتِهِ= فليسَ يُنْكَرُ فيهِ حالُ مُحْتَلِمِ

تَبَارَكَ الله ما وحْيٌ بمُكْتَسَبٍ= وَلا نَبِيٌّ عَلَى غَيْبٍ بِمُتَّهَمِ

كَمْ أبْرَأَتْ وَصِبا باللَّمْسِ راحَتهُ =وأَطْلَقَتْ أرِباً مِنْ رِبْقَة ِ اللَّمَمِ

وأحْيَتِ السنَة َ الشَّهْبَاءَ دَعْوَتُهُ =حتى حَكَتْ غُرَّة ً في الأَعْصُرِ الدُّهُمِ

بعارضٍ جادَ أو خلتَ البطاحَ بها =سيبٌ من اليَمِّ أو سيلٌ من العرمِ

دعني ووصفي آياتٍ له ظهرتْ =ظهورَ نارِ القرى ليلاً على علمِ

فالدرُّ يزدادُ حُسناً وهو منتظمٌ =وليسَ ينقصُ قدراً غير منتظمِ

فما تَطاوَلُ آمالُ المَدِيحِ إلى= ما فيهِ مِنْ كَرَمِ الأَخْلاَقِ والشِّيَمِ

آياتُ حقٍّ من الرحمنِ محدثة ٌ =قَدِيمَة ٌ صِفَة ُ المَوْصوفِ بالقِدَم

لم تقترنْ بزمانٍ وهي تخبرنا =عَن المعادِ وعَنْ عادٍ وعَنْ إرَمِ

دامَتْ لَدَيْنا فَفاقَتْ كلَّ مُعْجِزَة ٍ =مِنَ النَّبِيِّينَ إذْ جاءتْ ولَمْ تَدُمِ

مُحَكَّماتٌ فما تبقينَ من شبهٍ =لذي شقاقٍ وما تبغينَ من حكمِ

ما حُورِبَتْ قَطُّ إلاَّ عادَ مِنْ حَرَبٍ أ=َعْدَى الأعادي إليها مُلقِيَ السَّلَمِ

رَدَّتْ بلاغَتُها دَعْوى مُعارِضِها =ردَّ الغيور يدَ الجاني عن الحُرمِ

لها مَعانٍ كَمَوْجِ البَحْر في مَدَدٍ =وفَوْقَ جَوْهَرِهِ فِي الحُسْنِ والقِيَمِ

فما تُعَدُّ وَلا تُحْصَى عَجَائبُها =ولا تُسامُ عَلَى الإكثارِ بالسَّأَمِ

قرَّتْ بها عينُ قاريها فقلت له =لقد ظفِرتَ بِحَبْلِ الله فاعْتَصِمِ

إنْ تَتْلُها خِيفَة ً مِنْ حَرِّ نارِ لَظَى =أطْفَأْتَ نارَ لَظَى مِنْ وِرْدِها الشَّجمِ

كأنها الحوضُ تبيضُّ الوجوه به= مِنَ العُصاة ِ وقد جاءُوهُ كَالحُمَمِ

وَكالصِّراطِ وكالمِيزانِ مَعدِلَة ً =فالقِسْطُ مِنْ غَيرها في الناس لَمْ يَقُمِ

لا تعْجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُها= تَجاهُلاً وهْوَ عَينُ الحاذِقِ الفَهِمِ

قد تنكرُ العينُ ضوء الشمسِ من رمدٍ =ويُنْكِرُ الفَمُّ طَعْمَ الماء منْ سَقَم

يا خيرَ منَ يَمَّمَ العافُونَ ساحَتَهُ = سَعْياً وفَوْقَ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ

وَمَنْ هُو الآيَة ُ الكُبْرَى لِمُعْتَبِرٍ و=َمَنْ هُوَ النِّعْمَة ُ العُظْمَى لِمُغْتَنِمِ

سريتَ من حرمٍ ليلاً إلى حرمِ =كما سرى البدرُ في داجٍ من الظلمِ

وَبِتَّ تَرْقَى إلَى أنْ نِلْتَ مَنْزِلَة ً =من قابِ قوسينِ لم تدركْ ولم ترمِ

وقدَّمتكَ جميعُ الأنبياءِ بها =والرُّسْلِ تَقْدِيمَ مَخْدُومٍ عَلَى خَدَم

وأنتَ تخترق السبعَ الطِّباقَ بهمْ =في مَوْكِبٍ كنْتَ فيهِ صاحِبَ العَلَمِ

حتى إذا لَمْ تَدَعْ شَأْواً لمُسْتَبِقٍ =من الدنوِّ ولا مرقيً لمستنمِ

خفضتَ كلَّ مقامٍ بالإضافة إذ =نُودِيتَ بالرَّفْعِ مِثْلَ المُفْرَدِ العَلَم

كيما تفوزَ بوصلٍ أيِّ مستترٍ= عن العيونِ وسرٍّ أيِ مُكتتمِ

فَحُزْتَ كلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشْتَرَكٍ =وجُزْتَ كلَّ مَقامٍ غيرَ مُزْدَحَمِ

وَجَلَّ مِقْدارُ ما وُلِّيتَ مِنْ رُتَبٍ =وعزَّ إدْراكُ ما أُولِيتَ مِنْ نِعَمِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير