[برا بالوالدين أم إحسانا إليهما]
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Oct 2007, 12:36 م]ـ
دائما ما نسمع ونقرأ عن " بر الوالدين " والأمر فى القرآن جاء بصيغة " وبالوالدين إحسانا "فهل هناك من فرق؟
هل فطن أحد الباحثين وبحث هذه المسألة؟.وجزاكم الله خيرا
ـ[النجدية]ــــــــ[09 Oct 2007, 02:01 م]ـ
بسم الله ...
ورد قوله تعالى في سورة مريم: "و برا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا"14.
و قوله: "و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا"32
و لم ترد الإشارة إلى بر الوالدين؛ باستخدام الفعل (برّ) إلا بهذه السورة.
و من الفروق بين البر و الإحسان للوالدين، -كما هو عند الراغب الأصفهاني-:
بر الوالدين: التوسع في الإحسان إليهما، و ضده العقوق ...
و الإحسان أن يعطي أكثر مما عليه، و يأخذ أقل مما له ...
... و الله أعلم ...
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[10 Oct 2007, 10:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ان الوقوف عند جمالية المفردة القرانية يدعونا الى تامل سياق كل اية حتى يتبين لنا كيف يمكن الجمع بين البر والاحسان، فقد ورد لفظ البر مع الوالدين في التعبير القراني مرة مع يحيى عليه السلام تزكية من الله تعالى في جانب المعاملة مع اقرب الناس اليه واحقهم بالاحسان وهم الوالدين، ومرة مع المسيح عليه السلام جاءت حكاية عنه في بيان الوصية وما هو مكلف به كما هو مفصل في سورة مريم، اما الاحسان فقد اقترن مع العقيدة والتوحيد كما في قوله تعالى (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا) وفي ذلك نكتة بلاغية:
1 - باعتبار العمل وطلب رضى الوالدين فان الابن مكلف هنا بالسعي بارا لهما في كل ما يريدان منه وكل ذلك في طاعة الله تعالى وان اشد المواطن التي تدعونا الى البر يجب ان تكون مع الوالدين، وهذا باب اقتران النية مع العمل، اما مراد الله تعالى من العبد هو الاحسان الذي لا ينظر الابن الى مايقدمه الى والديه من العطف والمودة اليهما بل غايته رضى الله تعالى بان يكون محسنا اليهما.
2 - من جمالية الاية الكريمة ان (احسانا) مصدر نائب عن فعل الامر المحذوف ويعرب مفعولا مطلقا والتقدير: احسنوا احسانا، ولا يخفى التفريق بين الفعل والمصدر ان المصدر هو الحدث المجرد من الزمان بخلاف الفعل وهذا يناسب الاحسان الى الوالدين وليس له وقت او زمن محدد.
3 - جاء التصوير القراني يبين لنا ويصف وقفة الابن مع والدية وجعلها القران الكريم من مواطن الرحمة التي ترتجيها اي انسان لينال الفوز والسعادة الابدية فقال تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) وليس هذا فحسب بل عليك بالدعاء كما علمك الحق سبحانه وتعالى (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) وشتان بين رعاية الابن لوالديه وهما مقبلان الى النهاية وبين رعاية الاباء للابناء وهم يرعوهم لذا جاءت الوصية في القران للابناء وليس للاباء (ووصينا الانسان بوالديه).
4 - اود الاشارة الى جمالية اخرى في التعبير القراني من باب فتح باب المنافسة ......... وهي انه استخدم مرة (وبالوالدين احسانا) ومرة قال في حقهما (وصاحبهما في الدنيا معروفا)، فلماذا استخدم مرة الاحسان ومرة استخدم المعروف.
ادعو اخوتي الى المشاركة ... ولكم الاجر والثواب ... زيادة في العلم وحسن استماع.
والله اعلم ..
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[10 Oct 2007, 01:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل التكليف القرآني بالبر أم بالاحسان؟ أي هل المسلم العادي مكلف بالاحسان؟. وكون يحيى وعيسى عليهما السلام كانا بارين يجعل ذلك البر ذروة يسابق إليها من أراد ولبس تكليفا
وطلب رضى الوالدينهذا بعد أو من خلال رضا الله وليس مطلوبا لذاته
وان اشد المواطن التي تدعونا الى البر يجب ان تكون مع الوالدين، هل ورد ذكر بر الوالدين في آية " .... ولكن البر من آمن ... "
" وصاحبهما في الدنيا معروفا " في حال كونهما جاهداك علي أن تشرك بالله ما ليس لك به علم. فلك أن تبرأ من أمرهما ولكن في الدنيا والمعايش فلهما حق العدل والضرورة وليس الاحسان. والله أعلم
ـ[أخوكم]ــــــــ[10 Oct 2007, 03:23 م]ـ
إخواني بارك الله تقبلوا مني هذه المشاركة بصدر رحب وحب وإخاء
بالنسبة للكلمات المترادفة من أمثال الإحسان والبر
فهذه لا يلزم البحث والتفريق بينهما إلا إذا وجد نص شرعي جمع بينهما مثل
الإيمان والإسلام - الإيمان والعمل الصالح - النبي والرسول - ... الخ
وأما إذا لم يوجد نص شرعي جمع بين الكلمتين المترادفتين فإن البحث فيهما يكون صعبا جدا لكثرة الكلمات المترادفة
لذا فالأمر سهل إن شاء الله فالبر هو الإحسان
نسأل الله أن يجعلنا بارين بآبائنا وأمهاتنا
وأن يعيننا على خفض جناح الذل لهم
وأن يحل الله علينا رضاهم
وأن يغفر ويرفع درجة من مات منهم