تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عرض لكتاب الإسرائيليات في تفسير الطبري وبيان بعض المآخذ عليه]

ـ[أبو صفوت]ــــــــ[07 Nov 2007, 03:35 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

فهذا عرض لكتاب:

الإسرائيليات في تفسير الطبري دراسة في اللغة والمصادر العبرية

للدكتورة / آمال محمد عبد الرحمن ربيع.

http://www.tafsir.net/images/israeeliat.jpg

وقبل أن أعرض للكتاب أود الإشارة إلى أمور:

أولا: ليس غرضي من عرض الكتاب التقليل من شأنه أو شأن صاحبته فأنا أقل من أفعل ذلك، ولكن غرضي التناقش العلمي المحفوف بالأدب وعدم التعصب والمجرد من العاطفة التي تدفع إلى ما لا تحمد عقباه، وأسأل الله أن يوفقني وإياها وكل مسلم للحق والصواب.

ثانيا: الإنصاف عزيز: ولك أن تطالع كتابات كثير من المعاصرين لترى فيها تسليمهم بالقسمة الثلاثية للإسرائيليات من موافقتها للشرع أو عدم موافقتها، أو كونها متوقفا في أمرها، وتقارن هذا التسليم بما يعتري الكثير من الاشمئزاز والنفرة والغضب لمجرد ذكر مصطلح الإسرائيليات، وصيرورتها إلى مصطلح مرادف للأكاذيب والخرافات، وقد ساعد على هذا شدة البغض لبني إسرائيل ولكل ما يأتي منهم، ولكن قال الله " ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ".

ثالثا: ينبغي أن تقصى العاطفة في مجال البحث العلمي، وإنما يتعامل الباحث مع النصوص وفق أسس وقواعد، وليعلم أن ما يكون من المسلمات الثوابت عنده قد لا يكون مسلما ولا ثابتا عند غيره، وإن كثيرا من الكتابات في هذا الموضوع قد غلبت عليها العاطفة.

رابعا: إن علماءنا مقامهم عالي، والبون بيننا وبينهم بعيد شاسع، ولذا فعلى من يتصدى لنقدهم ألا يكون سطحيا في نقده، غير عميق في تخطئته، فليسوا بمنأى عن النقد، وليسوا بمعصومين من الخطأ، لكن ليس من الإنصاف أن نجردهم من عقولهم ونتصور أن لنا عقولا، أو أن نجردهم من غيرتهم على دينهم، وندعي غيرتنا، لقد ردد كثير من الباحثين أن الطبري ينكر القراءات المتواترة، ونصبوا أنفسهم في موقف الدفاع عن القراءات أمام المفتري عليها، وكل هذا من السذاجة والتسرع وقلة الوعي بمناهج الأئمة. وقس على ذلك، فليس من الصواب أن نتعقب سيبويه بكونه لا يعرف أن الفاعل مرفوع، ولا أن نتعقب البخاري بكونه لا يعرف الحديث الموضوع، ولا أن نتعقب حسان بأنه لا يعرف أوزان الشعر، ونحو ذلك من ردود سطحية نرضي أنفسنا بها عند عجزنا عن حل مشكلة من المشكلات.

وأما الكتاب الذي أعرض له في هذا المقال فهو في الأصل رسالة دكتوراة وقد أشرف على طباعتها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، وقد بذلت صاحبتها جهدا كبيرا أسأل الله أن يجزيها عنه خيرا.

قدم للكتاب الدكتور عبد الصبور مرزوق، ثم تلا ذلك ذكر الدكتورة الفاضلة لخطة العمل ومنهج الدراسة، وذَكَرَتْ أن منهج الدراسة يختلف عما سبقه من وجوه عديدة أهمها:

أولا: تعتمد هذه الدراسة على استقراء كامل لتفسير الطبري دون الاعتماد على مواضع بعينها مما اشتهر بورود الإسرائيليات فيه دون تقرير ما أشير إليه من روايات إسرائيلية في الدراسات السابقة إذا لم يثبت له أصل عبري

ثانيا: الاعتبار بالمتن أولا لا السند بالنسبة لروايات الطبري ورد هذه المتون إلى مصادرها الإسرائيلية، أما ما لم نجد له أصلا - وإن كان الراوي إسرائيليا – فلا يدخل ضمن الإسرائيليات في هذه الدراسة، فصحة سند الرواية لا يخرجها عن الإسرائيليات.

ثالثا: اعتماد منهج مقارنة النصوص ودراستها دراسة لغوية بهدف التأكيد على انتماء روايات الطبري إلى الأصول الإسرائيلية.

رابعا: تصنيف مجالات ورود الإسرائيليات اعتمادا على استقراء الروايات الواردة عند الطبري، ومن ثم التنبيه على أماكنها في تفسيره، وفي نفس الوقت التأكيد على أن مثل هذه الروايات لم تتمكن على الإطلاق من جانب العقيدي أو التشريعي

خطة البحث:

قسمت هذه الدراسة إلى بابين اثنين:

الباب الأول: بعنوان الإطار العام وينقسم إلى خمسة فصول:

الفصل الأول: ويشمل تعريفا بالإمام الطبري - رحمه الله تعالى - صاحب التفسير الذي أجريت عليه الدراسة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير