[دسيسة اعتزال ... ؟؟]
ـ[النجدية]ــــــــ[18 Nov 2007, 11:03 ص]ـ
بسم الله ...
أورد الإمام أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط) في قوله تعالى: (ألم تر أن الله يسجد له من في السموات و من في الأرض ... إن الله يفعل ما يشاء) الحج:18
تعليقا على تفسير الزمخشري في هذه الآية فقال: "قال الزمخشري: و من أهانه الله كتب عليه الشقاوة لما سبق من علمه من كفره أو فسقه، فقد بقي مهانا لن تجد له مكرما ... أنه (يفعل ما يشاء) من الإكرام و الإهانة، ولا يشاء من ذلك إلا ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين. أنتهى و فيه دسيسة الاعتزال"
ولم يبين هذه الدسيسة!! فهلا تكرمتم علي ببيان يوضح ما يقصده الإمام؟؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Nov 2007, 01:54 م]ـ
ولا يشاء من ذلك إلا ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين
هذا من عقيدة المعتزلة في أن العبد يخلق أفعاله وأن مشيئة الله فيها تابعة لمشيئة العبد
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[20 Nov 2007, 08:25 م]ـ
بسم الله ...
"قال الزمخشري: و من أهانه الله كتب عليه الشقاوة لما سبق من علمه من كفره أو فسقه، فقد بقي مهانا لن تجد له مكرما ... أنه (يفعل ما يشاء) من الإكرام و الإهانة، ولا يشاء من ذلك إلا ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين."
هذا من دقيق العلم وجليله فإنّ
مسائل العقائد خاض في القول فيها من هبّ ودبّ، وكثير منهم لو وسعه السكوت لكان ذا فضل على
العالمين،، مما حمل من لهم قدرة على الاجتهاد فيها
أن يلزموا أرضهم صيانة لأعراضهم، وممن بسط بعض الناس عليه ألسنتهم بالنكير الزمخشري
رحمه الله، ليس بسبب انحراف عقيدته في القدر فهذا ما برأه منه تسليمه بشمول علم الله تعالى
، وقد قال الشافعي [حسبما نقله عنه ابن حجر في فتح الباري] إذا سلم القدريّ العلمَ خُصِم.
وفسرها ابن حجر بقوله يعني أنه قد وافق معتقد أهل السنةـ والزمخشري كما يعلم أهل
التفسير يسلم بالعلم ويقر بشموله ـ من أول التفسير إلى آخره.
ولكن لأسباب سأحاول أن ألقي الضوء على ما بدا لي أهمها، ذلكم أن أبا
القاسم نفسه قد انجرّ بردّ فعل على من صادروا كل خير لدى المعتزلة تطرفا وتعصباً،
وآخذوا فضلاءهم بجريرة منحرفيهم، فكان الزمخشري مجتهدا أن يدافع عن أهل الفضل منهم
فقام بالنيل من أهل السنة فقام كثيرون بالرد عليه دفاعا عن قومهم، وحملهم الغضب أن قالوا
فيه أقبح ما علموا.
هذا ما جلب البلوى على أبي القاسم رحمه الله
نقل ابن خلكان أن الزمخشري رحمه الله كان إذا زار أحد إخوانه يقول للخادم، قل له أبو القاسم
المعتزلي بالباب!
ولكن يحسن التذكير هنا أن موضوع الردّ على الزمخشري والدفاع عنه موضوع غني، فقد ردّ ناس
على ابن المنير ووصفوه بالتعصب عليه وكانوا محقين، ومن وجهة نظر كاتب هذه السطور أننا نحتاج مع
الزمخشري خصوصاً ومع كتب المعتزلة عموماً أن نتعامل مع الفكرة فنردّ عليها أو نقبلها ولا ننجرّ
إلى ما انجرّ إليه الناس بعد الانقلاب على المعتزلة في عهد المتوكل، فذلك عصر قد مضى
ولنا عصرنا الذي عليه أن يكون أهدأ وأقرب إلى الحق ولا سيما أننا ندعو إلى مذهب السلف الصالح
وهم من قالوا اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال.
وفي هذا المثال أعلاه يحسن أن نفهم قول الزمخشري في ضوء قول الرسول عليه الصلاة والسلام
اعملوا فكل ميسر لما خلق له، وعليه فلا دسيسة ولا اعتزال بل عذب زلال فإن الله تعالى قد جرت
حكمته أن لا يشاء إلا ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين.
فدسيسة الاعتزال هي من وجهة نظر أبي حيان وهو متعصب على أبي القاسم متشكك في ما يبدر منه
ـ ولا شك أن لنا نحن اليوم في مقولة الإمام الشافعي مستند ـ ونعما هوـ في فهم مثل هذه المسائل
ونسأل الله السلامة
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Nov 2007, 08:54 م]ـ
ليس بسبب انحراف عقيدته في القدر فهذا ما برأه منه تسليمه بشمول علم الله تعالى
، وقد قال الشافعي [حسبما نقله عنه ابن حجر في فتح الباري] إذا سلم القدريّ العلمَ خُصِم.
وفسرها ابن حجر بقوله يعني أنه قد وافق معتقد أهل السنةـ[ U]
قال الإمام زين الدين ابن رجب رحمه الله تعالى في جامع العلوم والحكم:
"الإيمانُ بالقدرِ على درجتين:
إحداهما: الإيمان بأنَّ الله تعالى سبقَ في علمه ما يَعمَلُهُ العبادُ من خَيرٍوشرٍّ وطاعةٍ ومعصيةٍ قبلَ خلقهِم وإيجادهم، ومَنْ هُو منهم مِنْ أهلِ الجنَّةِ، ومِنْ أهلِ النَّارِ، وأعدَّ لهُم الثَّوابَ والعقابَ جزاءً لأعمالهم قبل خلقِهم وتكوينهم، وأنَّه كتبَ ذلك عندَه وأحصاهُ، وأنَّ أعمالَ العباد تجري على ما سبق في علمه وكتابه.
والدرجةُ الثانية: أنَّ الله تعالى خلقَ أفعالَ عبادِهِ كلَّها مِنَ الكُفر والإيمانِ والطاعةِ والعصيانِ وشاءها منهم، فهذه الدَّرجةُ يُثبِتُها أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ، ويُنكرها القدريةُ، والدرجةُ الأولى أثبتها كثيرٌ مِنَ القدريَّةِ، ونفاها غُلاتُهم، كمعبدٍ الجُهنيِّ، الذي سُئِل ابنُ عمرَ عنْ مقالتِهِ، وكعمرو بن عُبيدٍ وغيره.
وقد قال كثيرٌ من أئمة السّلفِ: ناظرُوا القدريَّةَ بالعلمِ، فإنْ أقرُّوا به خُصِمُوا، وإنْ جحدوه، فقد كفروا، يريدونَ أنَّ مَنْ أنكَرَ العلمَ القديمَ السَّابِقَ بأفعالِ العبادِ، وأنَّ الله قَسمهم قبلَ خلقِهم إلى شقيٍّ وسعيدٍ، وكتبَ ذلك عندَه في كتابٍ حفيظٍ، فقد كذَّب بالقُرآن، فيكفُرُ بذلك، وإنْ أقرُّوا بذلك، وأنكروا أنَّ الله خلق أفعالَ عباده، وشاءها، وأرادها منهم إرادةً كونيةً قدريةً، فقد خصمُوا؛ لأنَّ ما أقرُّوا به حُجَّةٌ عليهم فيما أنكروه. وفي تكفير هؤلاءِ نزاعٌ مشهورٌ بينَ العُلماءِ.
وأمّا من أنكرَ العلمَ القديمَ، فنصَّ الشّافعيُّ وأحمدُ على تكفيرِهِ، وكذلك غيرُهما مِنْ أئمةِ الإسلام".
¥