[هل هناك تعريف ما للقصة القرآنية؟]
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[26 Dec 2007, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك تعريف للقصص القرآني أو القصة القرآنية؟
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[28 Dec 2007, 12:09 م]ـ
هل أجد جوابا بار ك الله فيكم؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Dec 2007, 05:54 م]ـ
القصة القرآنية
فضيلة الشيخ / د. فضل حسن عباس
أهمية القصة القرآنية:
إن المساحة التي شغلتها القصة القرآنية من كتاب الله كانت مساحة واسعة، ما نظن أن موضوعاً آخر كان له ما كان للقصة من نصيب، فالقصص القرآني لايقل الحيز الذي شغله من كتاب الله تعالى عن الربع إن لم يزد قليلاً، فإذا كان القرآن ثلاثين جزءاً، فإن القصص يبلغ قرابة الثمانية أجزاء من هذا الكتاب ولا تعجب من ذلك، لأن القصة القرآنية لم تأت لتقرر هدفاً واحداً، بل إن هذا القصص كانت له أهدافه الكثيرة وغاياته المتعددة، فعلى سبيل الإجمال يهدف القصص القرآني إلى تربية نوع الانسان تربية تضمن له خير المسالك ليتبوأ أفضل المدن والممالك، وتحول بينه وبين المنزلقات والمهالك، وإذا أردنا أن نفصل بعض التفصيل، فإننا نجد أن القصص القرآني جاء:
أولاً: ليعمق العقيدة في النفوس ويبصر بها العقول، ويحيي بها القلوب، ويسلك لتلك القضية المهمة الخطيرة أحسن الطرق إمتاعاً وإقناعاً، إمتاعاً للعاطفة، وإقناعاً للعقل، هذه العقيدة بأسسها الكبرى، الألوهية والرسالة واليوم الآخر، وكل من هذه الأصول الثلاثة ذو قضايا رئيسة كثيرة، فلقد ركزت القصة القرآنية في مقام الألوهية على وحدانية الله، وعدله، وقدرته، وحكمته، وحبّه، وودادته لعباده.
وفي مجال الرسالة ركزت القصة القرآنية على الصفات الخيرة للأنبياء، ليكون للناس فيهم أسوة، وبهم قدوة فهم وإن كانوا بشراً إلا أنهم أكرموا بالوحي والرسالة، وكذلك في الحديث عن اليوم الآخر، وما يكون فيه من أحداث (لتجزى كل نفس بما تسعى)، وفي حديثها عن ذلك كله نجد الدليل القاطع، والبرهان الساطع منتزعاً من النفس تارة، ومن الآفاق تارة، وتسلك لذلك كله الترغيب تارة والترهيب أخرى.
ثانياً: السمو بهذا الانسان حتى يمتاز عن الحيوان الذي يشترك معه في بعض الصفات، هذا السمو، الذي لايركز على جانب واحد في هذا الانسان، فهو سمو روحي، وخلقي، ونفسي يشعر به الفرد، وتجد به حلاوته ولذته، وهو بعد ذلك سمو اجتماعي تجد الجماعة فيه بغيتها وأمنها وضالتها وفضيلتها، والقصص القرآني يسلك أكثر من أسلوب للوصول بالإنسان إلى هذه النتيجة الطيبة.
ثالثاً: ولا يظنن أحد أن هذا القصص كانت عنايته بالمعنويات فحسب، وإنما ركز كثيراً على الرقي المادي، وأسباب القوة، لأن هذه المادية عنصر أساسي رئيس في مقومات هذا الانسان.
رابعاً: كان لهذا القصص عناية خاصة ببيان أسباب الهلاك التي يمكن أن تصيب الأمم والجماعات والأفراد، وقد فصّل ذلك تفصيلاً عجيباً، وهو يتحدث عن الترف والطغيان، والبطر والظلم، والاستعباد الفكري والإرهاب والسخرية والرضا بالذل إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة المبثوثة في هذا القصص.
خامساً: التركيز على أن التدين الحق لاينفصل عن الحياة العملية، ولا ينفصم عن واقع هذا الانسان، وإنما هو مرتبط به ارتباطاً وثيقاً، بل هو جزء منه.
سادساً: كما فصل في أسباب السعادة الروحية فصل كذلك أسباب الرقي المادي، حتى تتم السعادة للمؤمنين بهذا القصص العاملين بتوجيهاته وارشاداته.
سابعاً: في هذا القصص كثير من الحقائق العلمية المتعلقة بالكون، والانسان، والحياة والأحياء في السماوات والأرض، والتي تزيدها الأيام وضوحاً وظهوراً.
ثامناً: هذا كله عدا ما في القصة القرآنية من رونق الأسلوب، وبديع النظم، وجمال الصورة، مما ترقص له قلوب الأدباء، وعدا ما فيها كذلك من المواقف والتحاليل النفسية، والاستنتاجات الكامنة وراء الأحداث التي يجد فيها علماء النفس بغيتهم، وغير هؤلاء وأولئك، مما يطلع عليه من يتأمل هذه القصص ويتدبره.
¥