[بحثان جديدان لشيخنا: د. محمد العواجي]
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[18 Oct 2007, 01:43 م]ـ
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى وبعد:
فهذان بحثان جديدان لشيخنا الدكتور: محمد بن عبد العزيز العواجي حفظه الله, عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية والأستاذ المشارك بقسم التفسير
وهما من إصدار دار طيبة الخضراء للنشر والتوزيع
وفيما يلي عرض للعنوان وخطة البحث لكلا الكتابين
الكتاب الأول بعنوان: الكوارث والطوفان .. آية من آيات الله المتلوة والمشاهدة
http://www.tafsir.net/images/kwarith.jpg
خطة البحث:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وكشف الله به الغمة، تركنا على بيضاء نقية لا يزيغ عنها إلا هالك فصلوات ربي وسلامه عليه. و بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى.
ثم أما بعد:
فقد طاف ببعض الأرض طائف الفيضانات والزلزال، فأحال الأمن خوفاً والحياة موتاً، والعامر خراباً، وجعل المدينة الناضرة يباباً، وفي مثل طرفة عين وانتباهتها غير الله من حال إلى حال، فإذا ألوف القتلى، وألوف من الجرحى، وألوف من المشردين، فاستبد الألم بالجميع حتى خيل إليهم كأن القيامة قامت، فهذه أمٌ فقدت ابنها، وذاك ابن ينادي أمه، مشاهد دامية، يعجز البيان عن وصفها ..
إن الماء هو أصل كل حياة، وأصل كل المخلوقات الحيّة على ظهر هذه الأرض، قال تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي) [سورة الأنبياء 30]، فلا حياة على ظهر هذه الأرض بدون الماء. والناس عندما يعلمون بقدوم المطر يفرحون، قال تعالى: (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) [سورة الأحقاف 24]. فهم فرحوا عندما اقتربت السحب. ولكن هل هذا المطر وهذا الماء سيكون خير أم سيكون فيه عذاب ودمار؟! ولذلك قال الله تعالى: (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم@ تدمر كل شيء بامر ربها فأصبحوا لايرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين) [سورة الأحقاف 24 - 25].
ومن المعلوم عند علماء الطبيعة أن سبعين في المائة من مساحة الأرض مسطحات مائية على جميع أشكالها من بحار ومحيطات، وأنهار، وبحيرات ().
ومن المعلوم عند علماء الطب والأحياء أن جسم الإنسان يحتوي على سبعين في المائة ماء بكل أشكاله أيضاً ().
ومن سنة الله في هذا الكون أن جعل الماء عاملاً من عوامل الحياة والبقاء، وكذلك فإنه عامل من عوامل الفناء والهلاك، فعدم وجود الماء وقلته يسبب الفناء والهلاك، وكثرة الماء وزيادته عن حاجة الناس قد يكون سبب الهلاك والفناء أيضا.
والماء جند من جنود الله يسلطه على أعدائه وأعداء المؤمنين، وهو جند من جنود الله ينصر الله به عباده المؤمنين على أعدائهم، ونزيد أمراً ثالثاً وهو أن الماء رسالة تهديد ووعيد من الله للناس جميعا بأنهم إذا عصوه ولم يتبعوا أمره سيحل بهم غضبه وسيرسل عليهم جنده إما بفقدان ذلك الماء فيقضي على الحرث والنسل، وإما بفيضانه الذي يؤدي في أغلب الأحوال إلى ذهاب كل أخضر ويابس وكل حياة على ظهر المنطقة التي حصل فيها الفيضان.
والهواء أيضاً هو عامل من عوامل الحياة، وقد يكون عاملاً من عوامل الفناء، بأن يسلطه الله على من يشاء على هيئة ريح وإعصار تقضي على الأخضر واليابس كما قال تعالى: (ريح فيها عذاب أليم@ تدمر كل شيء بامر ربها) [سورة الأحقاف 24 - 25].
فمع كثرة الفيضانات والزلازل والأعاصير والكوارث الطبيعية في هذه الأيام، كانت هذه الدراسة في هذا الموضوع الذي أصبح كالظاهرة في هذا الوقت، حيث تكلم فيه من تكلم وخاض فيه من خاض، وظهرت التساؤلات من الناس:
? ما أسباب هذه الكوارث والفيضانات؟ ولماذا كثرت في هذا الوقت؟
? هل هي بسبب غضب الله؟ أم أن كثرتها بسبب عوامل طبيعية؟
¥