[ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الكردية]
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 Nov 2007, 08:42 ص]ـ
[ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الكردية]
الأكراد شعب مسلم عريق له تاريخ حافل مجيد , دخل الإسلام في القرن السابع الميلادي, وأدى دوراً هاماً في محاربة الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى , أنجب هذا الشعب الكثير من العلماء والأئمة , وهم ينتشرون على مساحة من الأرض تساوي مساحة فرنسا , موزعين في خمس دول مختلفة , إيران و العراق وتركيا وسوريا وروسيا.
وقد وفد على بلاد الأكراد إبان الحكم العثماني كثير من المستشرقين والرحالة والمراقبين والقناصل والجمعيات التبشيرية والضباط السياسيين , وأخذوا يتعرفون على عادات هذا الشعب وتقاليده ومعتقداته وآدابه وعلومه , وقد حاول ضابط إنجليزي أن يترجم بعض المختارات من آيات القرآن الكريم , إلى اللغة الكردية.
ولما كان الشعب الكردي يعيش في سلام تحت ظلال الإسلام الوارفة , كان يتقن العربية في كثير من مناطقه , لذلك أنجب الكثير من العلماء والمفسرين الأجلاء , الذين أثروا المكتبة الإسلامية بكثير من الكتب والمؤلفات.
وإذا بهذا الشعب العريق , يحتاج في عصرنا هذا إلى ترجمات لتفسير القرآن باللغة الكردية.
ولقد قام كثير من العلماء بترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره إلى اللغة الكردية.
أما الترجمة الأولى: فهي ترجمة لمعاني بعض آيات القرآن الكريم, نشرت في جريدة (بيشكه وتني سليماني) أي: جريدة التقدم السليمانية, العدد /25/ والترجمة للميجر "سون" E.B. soan . قال المؤرخ الكردي محمد أمين زكي عن " سون ":
(هذا الفاضل يعرف اللغة الكردية كأحد أبنائها , بل إنه أعلم بها من كثير من علماء الكرد أنفسهم , وكمثال على مدى تمكن " سون " من اللغة الكردية , نذكر أنه ترجم إلى اللغة الكردية عدداً من آيات القرآن الكريم ترجمة واضحة مفهومة , وهو أمر يعجز عنه الكثيرون , وقد نشر ترجمته في جريدة [بيشكه وتني سليماني] , العدد / 25 / في 14 / أكتوبر/ 1920م, وقد أصدر هذه الجريدة مصطفى باشا يا ملكي , في أواخر نيسان (أبريل) 1920 م , بتشجيع من " سون " الذي كان حاكماً سياسياً في السليمانية آنذاك , واشترك شخصياً في تحرير الجريدة وتوجيهها) (اهـ خلاصة تاريخ الكرد وكردستان , محمد أمين زكي , ترجمة محمد علي عوني , القاهرة , 1936 م , المجلد الأول, الجزء الثاني , الصفحة / 291 /).
الترجمة الثانية: تفسير مخطوط في ثماني مجلدات بعنوان " تذكاري ئيماني بوقه ومى كوردان " أي: " تذكار الإيمان للأكراد " , وهو للملا محمد بن سعيد الخواهر زاد (البنجويني).
وتفسيره المخطوط محفوظ بجامعة صلاح الدين في أربيل , بالمكتبة المركزية تحت رقم / 6 /, ولم يطبع بعد وهو في / 2171 / صفحة من القطع الكبير , ومؤرخ في عام 1351 هـ.
وقد اهتم بطبعه ولده بشير حسين السعدي , وظهر من هذا التفسير جزءان الأول والثاني , والباقي أربعة أجزاء , وقد انتهى المؤلف من تفسيره عام / 1930 / م.
وللتفسير مقدمة بالكردية وترجمتها بالعربية , والمترجم هو الملا حسين شيخ سعدي فيض الله المولود عام / 1888 / م , و يتصدر التفسير إذن من الشيخ: عبد الكريم محمد المدرس , وهو مدرس في المعهد الإسلامي.
الترجمة الثالثة: وهي تفسير كامل من ثلاثين جزءاً بعدد أجزاء القرآن الكريم , للملا محمد جلي زاده الكوبي (نسبة إلى كوى سنجق) , بعنوان [ته فسيري كوردي مه لا محمدي كويى] والتفسير في شكل مخطوطة محفوظة لدى ولده (الأستاذ مسعود محمد الجلي زاده ـ وهو وزير سابق و رئيس للمجمع العلمي الكردي في بغداد , وهو أديب له العديد من المؤلفات).
ولقد أتم الملا محمد تفسيره قبل وفاته بأشهر قليلة (توفي عام 1943 م) وهو من كبار العلماء الأكراد, وكان من المعجبين بالشيخ محمد عبده , وقد طبع من تفسيره حتى الآن ثلاثة أجزاء في مجلدين, المجلد الأول طبع في بغداد عام 1968 م , وذلك تحت عناية كريمته , والمجلد الثاني (ويشمل تفسير الجزئين الثاني والثالث من القرآن الكريم , وطبع في بغداد عام 1970 م والمترجم هو: جلي زاده محمد بن جمال الدين عبد الله بن ضياء الدين محمد أسعد ابن الواثق بالله عبد الله بن مجد الدين عبد الرحمن الجلي بن عبد الله المشهور بكاك جلي رحمه
¥