[نظرات في مصطلح قواعد التفسير للدكتور مصفى فوضيل]
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Dec 2007, 10:03 ص]ـ
وجدت هذا المقال على هذا الرابط فأحببت نقله وهو لأحد الأعضاء الملتقى الكرام الدكتور مصطفى فوضيل
http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=177&highlight=%E3%D5%D8%E1%CD
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الكلام في هذا الموضوع عسير من وجوه:
1 - كون العلم الذي ينتمي إليه ما يزال في طور التأسيس.
2 - اضطراب المصطلح حتى على مستوى عنوان العلم. فهل هي "قواعد التفسير" أم "أصول التفسير" أم "علم التفسير" أم "علوم التفسير" أم "علوم القرآن" أم غيرها؟!.
3 - قلة التأليف في هذا المجال، بغض النظر عن قيمة هذا القليل، إذ بعضه إن لم يكن كثير منه وقع فيه التداخل الشديد بين مباحثه وبين مباحث علوم القرآن (1)، ولم تعن بتحرير الأصول واستخلاص القواعد مصنفة مرتبة يفضي بعضها إلى بعض ويتكون بمجموعها نظام العلم.
4 - توزع هذه القواعد بين بطون كتب التفسير وعلوم القرآن وأصول الفقه وسائر كتب التراث الإسلامي.
وهذا المقال محاولة لاستجماع تصور عام عن الأصول العلمية الجامعة لتلك القواعد؛ وذلك سعيا إلى منهج أقرب ما يكون إلى التكامل في تناول النص القرآني الكريم.
أولا: مفهوم القواعد:
القواعد جمع قاعدة، ومدار هذا اللفظ في اللغة على ما به يعتمد البناء ويثبت. قال في التوقيف: "القاعدة ما يقعد عليه الشيء أي يستقر ويثبت" (2)، قال الله تعالى: ?وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل? (البقرة 127) قال الزجاج: "القواعد أساطين البناء الذي تعمده" (3). والقواعد الإِساس بالكسر جمع أس (4).
وأما في الاصطلاح فقد عرفت بأنها أمر كلي منطبق على جميع جزئياته عند تعرف أحكامها منه. وترادف عند بعض العلماء الأصل والقانون والمسألة والضابطة والمقصد (5).
ومن المعاصرين من اقترح تعريف القاعدة بأنها "حكم كلي يتعرف به على أحكام جزئياته" (6)،قال: قولنا "يتعرف به" أدق من تعبير بعضهم بـ "ينطبق" لأن استخراج الحكم المندرج تحت القاعدة لا يكون أمرا بدهيا، بل يحتاج إلى إعمال ذهن وشيء من التفكير والتأمل. قال: "وقولنا "على أحكام جزئياته" ولم نقل "على جميع جزئياته" لأن كثيرا من القواعد أغلبية، وذلك لوجود مستثنيات خارجة عنها" (7).
وأيا كان ذلك فالذي يهمنا من التعريف الأول الذي أورده الأصوليون والمناطقة هو تنبيهه –بما أورده من مرادفات وبما عرَّف به القاعدة- على مأخذ المصطلح وهو الأساس في علاقته بما يبنى عليه. ومن هنا فإن القواعد تومئ إلى علاقة تربط جزئيات الموضوع أو العلم، بكليات جامعة ترجع إليها وتنتهي بها إلى نسق مشتمل مستقر، كحال جزئيات البناء في علاقتها بالقواعد.
على أن ضرورة تساند القواعد وانسجامها فيما بينها مما لا يحتاج إلى تأكيد؛ إذ على هذه العلاقة يقوم العلم ويتحقق شرطه الأساس وهو الوحدة والاجتماع.
ثانيا: مفهوم التفسير:
مدار لفظ التفسير على الإبانة والإيضاح (8). واختلف في دلالته الاصطلاحية على أقوال كثيرة. ومن أهمها وأجمعها ما قاله الشيخ الطاهر ابن عاشور من أنه "اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع" (9).وهذا تعريف مقنع إن شاء الله تعالى لما يلي:
-كونه استعمل لفظ البيان وهو لفظ قرآني أصيل، قال الله تعالى: (ثم إن علينا بيانه) (القيامة 19).
-كونه نبه على أن ما يستفاد من خلال التدبر في الآيات هو من صميم التفسير لأنه ليس المقصود هو ترجمة المعاني فحسب، بل لابد –أيضا- من الاستثمار والاعتبار!
-كونه نبه على المدى الذي يتحرك فيه التفسير بحسب الغاية منه ومستوى المخاطب به ثم بحسب نفَس (بفتح الفاء) المفسِّر واستعداده المعرفي وامتلاكه للشروط والأدوات؛ إذ الباب مفتوح أمام توظيف كل ما يسهم في تحقيق البيان من الأدوات المتينة والعلوم النافعة الرصينة على اختلاف المجالات والتخصصات.
ومصطلح التفسير بالمعنى الذي ذكره ابن عاشور على حذف المضاف الذي هو "علم"، يكاد يصير مرادفا لمصطلح "قواعد التفسير" إذ مآل هذه القواعد بعد اجتماعها إلى اللفظ الجامع الذي هو العلم.
ثالثا: مفهوم قواعد التفسير:
¥