[قراءة في كتاب أسرار التنزيل]
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[24 Oct 2007, 04:40 م]ـ
أسرار التنزيل تفسير آيات قرآنية كريمة
للشيخ محمد الخضر حسين 1293 - 1377هـ
جمعه وحققه ونشره الأستاذ/ علي الرضا التونسي الحسيني
هذا الكتاب يقع في مجلد واحد، وعدد صفحاته 361 صفحة، وقد طُبع عام 1396هـ - 1976م.
يقول الناشر الأستاذ علي الرضا -ابن أخ الشيخ محمد الخضر- في مقدمة الكتاب مبيناً قصة تأليف هذا الكتاب: "ما إن ارتقى فضيلة الإمام الأكبر المرحوم محمد الخضر حسين -رضوان الله عليه- المرتبة العلمية الرفيعة التي انتهى إليها في قمة مجده العلمي، وفي أواخر حياته المليئة بالجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وما إن أضحى بحراً لا ساحل له في مختلف العلوم الإسلامية واللغوية - باشر في وضع تفسير محكم لكتاب الله العزيز، ينبع من صفاء علمه، وعرفانه وهدايته وتقواه.
وبقلمه البليغ بدأ -رحمه الله- نشر التفسير الذي وضعه في مجلة "لواء الإسلام" التي كانت تصدر بالقاهرة، وكان رئيساً لتحريرها، بدءاً من العدد الأول الصادر بتاريخ الأول من شهر رمضان المبارك لعام 1366هـ الموافق التاسع عشر من شهر يوليو تموز 1947م.
واستمر في هذا العمل الجليل حتى أثقلته السنون وقد قارب عمره الطاهر على الثمانين عاماً.
وتحت وطأة الشيخوخة توقف عن متابعة هذا الجهد الرائع والإنتاج الفكري العظيم، وكانت آخر الصفحات من التفسير هي تلك التي نشرها في العدد الثاني عشر من السنة الرابعة لمجلة لواء الإسلام والصادر في شهر شعبان لعام 1370هـ الموافق شهر مايو أيار لعام 1951م.
قام المؤلف بتفسير القسم الأكبر من سورة البقرة حتى الآية 195 بالإضافة إلى سورة الفاتحة، وبتفسير آيات قرآنية كريمة من سور مختلفة وهي: آية من سورة آل عمران - آيات من سورة الحج - آيات الصيام - ثلاث آيات من سورة الأنفال - أربع آيات من سورة يونس - خمس آيات من سورة ص.
وقد ضممنا في هذا الكتاب تفسير آيات سورة البقرة من 1 - 195 والمنشور في أعداد مجلة لواء الإسلام، ودروس التفسير التي ألقاها في بعض النوادي والجمعيات الإسلامية ونشرت في مجلة "الهداية الإسلامية" التي كان يصدرها المؤلف في القاهرة.
والله نسأل السداد والتوفيق في خدمة رسالة الإسلام". ص3 - 4
عرض مجمل للتعريف بالكتاب ومنهجه
رغبة في التعريف والتنويه بذلك الكتاب هذا عرض مجمل عن ذلك الكتاب، وميزاته، والمنهج الذي سار عليه مؤلفه فيما يلي:
1 - أنه كُتب بلغة عالية جزلة واضحة؛ ولا غرو في ذلك؛ فالمؤلف من أرباب البيان، وأمرائه.
2 - أنه سار في مسائل العقيدة -خصوصاً في باب الصفات- على منهج السلف؛ فإذا مر بشيء من ذلك أثناء تفسيره لم يتعرض لها بتأويل يصرفها عن ظواهرها، وإنما يسير فيها على وفق منهج السلف من حيث إثباتها لله -عز وجل- على الوجه اللائق به دون نفي لها أو تعرض لكيفيتها.
3 - أن هذا الكتاب حافل بالعلم الغزير، والفوائد الجمة، واللفتات البارعة، والاستنباطات الرائعة، والنكت البديعة، والإشارات التربوية والإصلاحية.
4 - أن المؤلف -رحمه الله- حرص على ربط تفسيره بواقعه الذي يعيش فيه؛ فلذا تراه يتعرض لهداية الآيات وعلاجها لكثير من مشكلات العصر.
وتراه يرد على بعض المعاصرين الذين تأولوا بعض الآيات على غير وجهها الصحيح كما في ص 119 من الكتاب.
5 - أنه كان يميل إلى الإيجاز، والبعد عن الحشو والتطويل، في إيراد الأقوال؛ فتراه لا يستقصي، ولا يفصل، وإنما يبين ما يظهر له من معنى الآية، وربما استشهد بأقوال وآراء بعض أهل العلم السابقين كابن القيم وغيره.
ولعل الحامل له على ذلك أن كتابه كان عبارة عن مقالات أو محاضرات في التفسير، وذلك المقام لا يسمح بالاستقصاء.
6 - أنه كان يُعنى بتحليل الألفاظ وشرحها دون تطويل -كما سبق-.
7 - عنايته بجناب التوحيد، وتحذيره من الشرك ومظاهره المعاصرة، وذلك إذا مرَّ بآيات في هذا الشأن -كما سيأتي أمثلة لذلك عند تفسيره لقوله -تعالى-: [فَلا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَاداً].
¥