تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جولة في بعض التفاسير الشيعية]

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[25 Dec 2007, 02:43 م]ـ

جاء فى "الملل والنحل" لعبد الكريم الشهرستانى أن "الشيعة هم: الذين شايعوا عليًّا رضي الله عنه على الخصوص وقالوا بإمامته وخلافته: نصًّا ووصيّةً: إما جليًّا وإما خفيًّا، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من عنده. وقالوا: ليست الإمامة قضية مصلحة تناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم، بل هي قضية أصولية، وهي ركن الدين لا يجوز للرسل عليهم السلام إغفاله وإهماله ولا تفويضه إلى العامة وإرساله. ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوبًا عن الكبائر والصغائر والقول بالتولي والتبري: قولاً وفعلاً وعقدًا إلا في حال التقية. ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك. ولهم في تعدية الإمامة كلام وخلاف كثير، وعند كل تعدية وتوقف مقالة ومذهب وخبط. وهم خمس فرق: كيسانية وزيدية وإمامية وغلاة وإسماعيلية. وبعضهم يميل في الأصول إلى الاعتزال، وبعضهم إلى السنة، وبعضهم إلى التشبيه".

والذى يهممنا هنا الشيعة الإمامية، وفيهم يقول الشهرستانى: "الإمامية هم القائلون بإمامة علي رضي الله عنه بعد النبي عليه السلام: نصًا ظاهرًا وتعيينًا صادقًا من غير تعريض بالوصف بل إشارة إليه بالعَيْن. قالوا: وما كان في الدين والإسلام أمر أهم من تعيين الإمام حتى تكون مفارقته الدنيا على فراغ قلبٍ من أمر الأمة، فإنه إنما بُعِث لرفع الخلاف وتقرير الوفاق، فلا يجوز أن يفارق الأمة ويتركهم هملاً يرى كل واحد منهم رأيًا ويسلك كل منهم طريقًا لا يوافقه في ذلك غيره، بل يجب أن يعين شخصًا هو المرجوع إليه، وينص على واحد هو الموثوق به والمعوَّل عليه. وقد عيَّنَ عليًّا رضي الله عنه في مواضع تعريضًا، وفي مواضع تصريحًا. أما تعريضاته فمثل أنه بعث أبا بكر ليقرأ سورة "براءة" على الناس في المشهد، وبعث بعده عليًّا ليكون هو القارىء عليهم والمبلغ عنه إليهم، وقال: نزل على جبريل عليه السلام فقال: يبلِّغه رجل منك أو قال: من قومك. وهو يدل على تقديمه عليًّا عليه. ومثل أنه كان يؤمِّر على أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة في البعوث، وقد أَمَّر عليهما عمرو بن العاص في بعث، وأسامة بن زيد في بعث، وما أمَّر على عليٍّ أحدًا قط. وأما تصريحاته فمثل ما جرى في نأنأة الإسلام حين قال: من الذي يبايعني على ماله؟ فبايعته جماعة، ثم قال: من الذي يبايعني على روحه، وهو وصيِّي ووليّ هذا الأمر من بعدي؟ فلم يبايعه أحد حتى مد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يده اليه فبايعه على روحه ووفَّى بذلك حتى كانت قريش تعيِّر أبا طالب أنه أمَّر عليك ابنك. ومثل ما جرى في كمال الإسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى: "ياأيها الرسول بَلِّغْ ما أُنْزِل اليك ربك وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته والله يعصمك من الناس فلما وصل إلى غدير خم أمر بالدوحات فقُمِمْنَ ونادَوْا: الصلاة جامعة. ثم قال عليه السلام وهو على الرحال: " من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم، والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. ألا هل بلغت؟ ثلاثًا "، فادعت الإمامية أن هذا نص صريح. فإنا ننظر: من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولى له، وبأي معنى، فنَطْرُد ذلك في حق عليٍّ رضي الله عنه. وقد فهمت الصحابة من التولية ما فهمناه حتى قال عمر حين استقبل عليًّا: طُوبَى لك يا علي! أصبحتَ مولى كل مؤمن ومؤمنة.

قالوا: و قول النبي عليه السلام: " أقضاكم علي " نَصٌّ في الإمامة، فإن الإمامة لا معنى لها إلا أن يكون: أقضى القضاة في كل حادثة والحاكم على المتخاصمين في كل واقعة. وهو معنى قول الله سبحانه وتعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". قالوا: فأُولُوا الأمر من إليه القضاء والحكم. حتى في مسألة الخلافة لما تخاصمت المهاجرون والأنصار كان القاضي في ذلك هو أمير المؤمنين علي دون غيره. فإن النبي صلى الله عليه وسلم كما حكم لكل واحد من الصحابة بأخص وصف له فقال: أفرضكم زيد، وأقرؤكم أُبَيّ، وأعرفكم بالحلال والحرام معاذ. وكذلك حكم لعلي بأخص وصف له، وهو قوله: "أقضاكم على "، والقضاء يستدعي كل علم وما

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير