[وقفات في الرد على مبحث مناط الكفر في الموالاة للشيخ عبد الله القرني ...]
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[07 Oct 2007, 03:43 م]ـ
هذه بعض مشاركات مجموعة لي في سياق التعليق على مبحث (مناط الكفر في الموالاة للشيخ عبد الله القرني) حاولت أن أوفق بينها لتكون في سياق مؤتلف يسهل الاستفادة منها - إن وجد فيها شيء يستفاد منه - وهذا بناءا على طلب بعض الإخوان ... والله الموفق
***************
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وأعمالنا والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن الشيخ عبد الله القرني وفقه الله من أهل العلم الفضلاء وإني وإن لم أتشرف بلقائه والحديث معه فلقد رأيته مرة واحدة في مدينة جدة منذ قرابة العشر سنوات وهممت بعد التعرف عليه والثناء على جهده أن اذكر له بعض الملاحظات على كتابه الضوابط كي يتم الكتاب على ما ينبغي أن يكون مرجعا صحيحا خاليا من الشوائب خاصة في هذه المسائل، ولكن كعادة أهل العلم بعد المحاضرة يلتف الناس حولهم ولم تكن ثمة فرصة غير هذه للقائه فقدر الله وما شاء فعل ...
ولعل في التعليق على مبحث الشيخ (مناط الكفر بموالاة الكفار) أتعرض لبعض المؤاخذات على كتابه الضوابط فإن هذا المبحث يعد كالتطبيق لما قد قرره الشيخ من أصول أعتقد أنها خاطئة في الكتاب المذكور وأسأل الله أن يتسع صدر الشيخ لنا في هذه التعليقات وأن يسامحنا إن تجاوزنا حدود الأدب أو اللياقة وان يصحح لنا ما قد نخطئ فيه والله ولينا ومولانا وهو المستعان سبحانه ...
واشرع في التعليق على مبحث (مناط الكفر بموالاة الكفار) فإن الشيخ وفقه الله قد أقامه على أصلين ذكرهما في مقدمة مبحثه وفي آخره وكررهما في ثناياه ...
أولهما:
أن المولاة والمعاداة أصلها في القلب وهي في أصلها المحبة والبغض أو القرب والبعد ..
ثم بنى وفقه الله على هذا الأصل (مسألته): وهي أن من أتى بالمحبة للمؤمنين والبغض للكافرين فقد أتى بأصل الولاء وما دون ذلك من الأعمال الظاهرة والباطنة فإنه يدخل في كمال الولاء ...
والأصل الثاني: هو دلالة قصة حاطب رضي الله عنه على أن الكفر بالموالاة ومظاهرة المشركين مقيد بأن يكون على الدين وأنه إذا كان لغرض دنيوي فإنه يكون كفرا دون كفر أو معصية من المعاصي ....
قال وفقه الله:
" ويستند التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وبين موالاتهم لغرض دنيوي إلى أساسين:
- أحدهما: حقيقة أصل الولاء والبراء، وما يقتضيه بيان تلك الحقيقة من التفريق بين ما ينافي أصل الولاء والبراء وما ينافي كماله، ......
- وأما الأساس الثاني للدلالة على التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وموالاتهم لمجرد غرض دنيوي فيستند إلى دلالة النصوص على أن موالاة الكفار لغرض دنيوي ليست كفراً لذاتها، ويكفي في الدلالة على ذلك ما جاء في قصة حاطب ? ..... "
- وقرر الشيخ وفقه الله في ثنايا بحثه " أصلا ثالثا" وإن لم يسمه أصلا وهو أن الكفر المتعلق بهذه المسالة كفر باطن لا تعلق له بالظاهر (كالنفاق ولا يدل عليه عمل ظاهر وليس من سبيل لمعرفة هذا لكفر الباطن إلا بإقرار صاحبه واستفصاله ...
حيث قال: " والمقصود هنا أن النهي عن موالاة الكافرين جاء في سياق أنه من صفات المنافقين، الذين لم يحققوا الإيمان الباطن وإن أظهروا الإسلام، ومع أن كفر المنافقين باطن فقد ذكر الله من موالاتهم للكفار ما هو من الموالاة الظاهرة لهم، كقعودهم معهم وهم يستهزئون بآيات الله، ونصرتهم للكافرين، حتى أمكن أن يقولوا لهم ما ذكره الله عنهم أنهم قالوا للكفار {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) [النساء:141]، وجاء في وصفهم كما في السياق السابق من سورة المائدة قوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ
¥