[عرض موجز لنشرة مجمع الملك فهد لكتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي]
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[30 Oct 2007, 10:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
فقد أشار علي الشيخ الكريم د. عبد الرحمن الشهري حينما تم الإعلان عن صدور كتاب الإتقان (1) عن مجمع الملك فهد أن أعرض تعريفا موجزا بالكتاب ومنهج التحقيق ...
وها أنذا أضع بين يديك أخي الكريم هذا العرض الموجز الذي حاولت فيه الاختصار قدر الاستطاعة, وأعتذر عن التأخير في إجابة هذا الطلب, وأحببت أن أجعله في موضوع مستقل ليعم النفع ...
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6472a45f8c64d7.jpg
أولا: التعريف بكتاب الإتقان.
تاريخ تأليف الإتقان:
تعجب السيوطي في زمان طلبه للعلم من أن المتقدمين لم يؤلفوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما صنعوا بالنسبة لعلوم الحديث.
وبعد اطلاعه على كتاب: (التيسير في قواعد علم التفسير) للكافيجي , وكتاب: (مواقع العلوم من مواقع النجوم) للبلقيني دعاه ذلك إلى تصنيف كتابه: (التحبير في علم التفسير) , ثم خطر له أن يؤلف كتابا أو سع منه في علوم القرآن يسلك فيه منهج الاستقصاء, وبقي هذا الخاطر حبيس خلده حتى سمع بكتاب البرهان للزركشي, فوقف عليه وسُر به , وقطع عليه تردده في التأليف, وقوي عزمه على إنشاء ما كان يطمح إليه, فألف كتابه (الإتقان) سنة (878 هـ) وعمره (29) عاما.
القيمة العلمية للإتقان:
وتتضح هذه القيمة من خلال ما يلي:
1. زيادات السيوطي في علوم القرآن, وهي كما يلي:
? ما لم يسبق إليه وهي: (الأرضي والسمائي, مانزل من القرآن على لسان بعض الصحابة, ما أنزل منه على بعض الأنبياء, ومالم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
? إضافات السيوطي الجديدة إلى ما في البرهان: وهي الصيفي والشتائي, والفراشي والنومي, وما نزل مفرقا وما نزل جمعا, ومعرفة العالي والنازل من أسانيده, وعرفة المشهور والآحاد والموضوع والمدرج, وفي الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب, وفيما وقع في القرآن من الأسماء والكنى.
? علوم القرآن التي أصلُها في البرهان, وهي تعتبر إضافات تفريعية إلى الأنواع التي ذكرها الزركشي في البرهان, مثل: الحضر والسفري, والنهاري والليلي.
? إضافات مسائل جديدة في بعض المباحث التي ذكرها الزركشي, وتعتبر هذه المسائل إضافات مهمة في المباحث التي ذكرت فيها وجملتها (150) مسألة.
2. وقفاته التقويمية: ظهر للسيوطي وقفات تقويمية أثناء عرضه لبعض القضايا والمسائل, ومن ذلك: إحكامه الضابط في سبب النزول, وما خرج بهذا الضابط من أسباب, إلى غير ذلك من المسائل.
3. اختياراته: عرف عن السيوطي في كتبه الولع بجمع الأقوال, وبالنسبة لاختياراته فقد نحت منحيين:
الأول: ما أبدى فيه رأيه في ثنايا الإتقان, كقضية الموحى به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم, والمعرّب.
الثاني: ما أبدى فيه رأيه في غير الإتقان, مثل معنى نزول القرآن على سبعة أحرف, فقد أبدى رأيه في شرحه لسنن النسائي.
4. قيمة مصادر الإتقان:
بلغت مصادر الإتقان (50) مصدرا على وجه الإجمال وشملت أحد عشر علما:
في التفسير وعلوم القرآن والعقيدة, والفقه والأصول والسيرة, والزهد والسلوك, واللغة والتراجم العامة والخاصة, والفنون العامة.
وقد نقل من بعض الكتب التي بخط مؤلفيها كجمال القراء للسخاوي, ومختصر المستدرك للذهبي.
وتتضح القيمة العلمية لهذه المصادر في جوانب عدة, منها:
- حفظ نصوص كثيرة من كتب مفقودة للفريابي.
- إمكانية أخذ تصور عن بعض الكتب المفقودة, فقد نقل عن كتاب المصاحف لابن أشتة (42) نصا.
- إضافة نصوص ناقصة إلى كتب مطبوعة, فقد نقل السيوطي مثلا أربعة أقوال للشافعي في قوله (وأحل الله البيع .. ) والذي في تفسير الماوردي إنما هي ثلاثة أقوال فقط مع نقص في الثالث.
مميزات كتاب الإتقان:
1. إجادته في بعض أنواع علوم القرآن, كعامه وخاصه, وطبقات المفسرين.
2. اهتمامه بالمسائل الكبار, والإعراض في الغالب عن الأمور التي لا يُرى طائل تحتها.
3. انتقاده لبعض الأقوال التي حكاها في كتابه, بسبب ضعف القول أو لأنه لا مستند له, أو لقصور في القول.
4. صدّر كثيرا من المباحث بأهم المصنفات في النوع المندرج تحته.
¥