تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مسائل في المجاز (1) بل شيخ الإسلام أخطأ على أبي عبيدة ...]

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Dec 2007, 11:02 م]ـ

(1)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وأول من عرف أنه تكلم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه، ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة، وإنما عنى بمجاز الاية ما يعبر به عن الآية)).

قلت: أما كون أبي عبيدة لم يُرد بلفظ المجاز ما هو قسيم الحقيقة فهذا حق وصواب .... وأما كونه أراد بلفظ المجاز ما يعبر به عن اغلآية فهذا كلام أخطأ به شيخ الإسلام على أبي عبيدة ونسب له مالم يرده ولا خطر بباله ....

ولو كان ذلك مراد أبي عبيدة لكان لكل آية عنده مجازاً وواقع كتابه يشهد بغير ذلك ... وإنما مراد أبي عبيدة شئ آخر نوضحه فنقول:

الكلام العربي-ومنه القرآن- عند أبي عبيدة منه ماليس له مجاز، ومنه ماله مجاز،وما ليس له مجاز هو ما تكلمت به العرب فجاء موافقاً لقياس النحاة، وماله مجاز هو ما يجوز عند العرب ويتكلمون به، وجاء على خلاف قياس النحاة، ومجازه عند ِأبي عبيدة هو لفظه لو جاء على القياس النحوي؛ فآيات القرآن وألفاظه التي يرى أبو عبيدة على وفق القياس النحوي لا يقول: أن لها مجازاً، ولكنه يقول: تفسيرها كذا، أو: معناها كذا، أو يقول: أي كذا، وآيات القرآن وألفاظه التي يرى أبو عبيدة أنها مخالفة للقياس النحوي يقول: إن لها مجازاً ومجازها عنده هو لفظها لو جاءت على القياس النحوي بزعمه، وأبو عبيدة لم يذكر لفظ القياس النحوي ولا كان ذلك اللفظ شاع بعد في زمنه،ولكن كلامه والأبواب التي ذكرها تدل عليها، ولو رفع من كتابه كل موضع قال فيه: ((مجازها كذا وكذا)) ووضع مكانه: تقديرها عند النحاة أو: قياسها عند النحاة، أو أصلها عند النحاة كذا وكذا لظل الكلام مستقيماً لم يتغير منه شئ، فكأنه يقول: إن ذلك اللفظ جائز عند العرب وهم يتكلمون به وما يجوز فيه عند النحاة غير ذلك،فالمجاز عند أبي عبيدة هو القياس أو التقدير النحوي،والكلام العربي الذي له مجاز هو ماكان جائزاً عند العرب وتكلموا به ولكنه مخالف لقياس النحاة لا يجوز عندهم، ومجازه هو لفظه لو جاء على قياس النحاة بزعمه

والآن أيها القاريء ...

اقرأ كلام أبي عبيدة: ((فهذا مختصر فيه ضمير مجازه:) وانْطَلَقَ المَلأُ منهم))

وقوله: وسَلِ الْقَرْيَةَ التي كُنَّا فيهَا والعيرَ التي أَقبَلْنا فيها () 1282 (،

فهذا محذوف فيه ضمير مجازه: وسل أهل القرية،

دع مكان لفظ مجاز لفظ: تعبير معروف عند العرب ثم قل لنفسك ... ما هذا الحشو الذي نسبتُه لأبي عبيدة ...

دع مكان مجاز لفظ: تقديره ... ثم صوب كلامي ...

ـ[المنصور]ــــــــ[28 Dec 2007, 01:46 ص]ـ

يقول شيخ الإسلام 12\ 277 في أثناء حديثه عن تعريف المجاز: (كان معناه عند الأولين: ممايجوز في اللغة ويسوغ، فهو مشتق عندهم من الجواز، كما يقول الفقهاء: عقد لازم وجائز).

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Dec 2007, 07:52 ص]ـ

اخي أبا فهر السلفي

تحليلكم للفظ المجاز عند أبي عبيدة فيه غرابة، وأبو عبيدة لم يكن نحويًّا ضليعًا بقدر ما كان لغويًّا بارعًا، وذلك معروف مشهور من ترجمته، إلا إذا كان مصطلح النحو عندكم غير ذلك.

ثمَّ كيف تفسرون ـ على رأيكم ـ مواضع تعبيره بالمجاز، وهي لا تحتمل غير (معنى الكلام عند العرب)، وأودُّ أن أعرف تحليلكم على طريقتكم بأنه أراد ( ... ألفاظه التي يرى أبو عبيدة أنها مخالفة للقياس النحوي يقول: إن لها مجازاً ومجازها عنده هو لفظها لو جاءت على القياس النحوي بزعمه)؛ أود أن أعرف تحليلكم لهذا النص على رأيكم الذي ظهر لكم في مراد أبي عبدة بالمجاز:

قال أبو عبيدة: (القرآن: اسم كتاب الله خاصْة، ولا يُسمّى به شيء من سائر الكتب غيره، وإنما سُمّى قرآناً لأنه يجمع السور فيضمها، وتفسير ذلك في آية من القرآن؛ قال الله جلّ ثناؤه: (إنّ علينا جَمه وقُرْأنَه) (7518). مجازه: تأليف بعضه إلى بعض؛ ثم قال: (فإذا قَرَأناه فاتَّبِعْ قُرآنه) (7518) مجازه: فإذا ألَّفنا منه شيئاً، فضممناه إليك فخذ به، واعمل به وضمّه إليك؛ وقال عمَرو ابن كُلْثُوم في هذا المعنى:

ذِراعَىْ حُرَّةٍ أدماءَ بَكْرٍ ... هِجانِ اللَّوْن لم تَقرَأ جَنينا

أي لم تضمّ في رحمها ولداً قط، ويقال للتى لم تحمل قط: ما قرأت سَلىً قط. وفي آية أخرى: (فإِذا قرأتَ القُرْآنَ) (1698) مجازه: إذا تلوت بعضه في إثر بعض، حتى يجتمع وينضمّ إلى بعض؛ ومعناه يصير إلى معنى التأليف والجمع)

فهذه ثلاثة مواطن نص فيها على المجاز في أول كتابه.

ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 Dec 2007, 04:04 م]ـ

شيخنا الحبيب ....

ما تودونه هو بالنسبة لي أوامر لا يجوز ترك إجابتها ...

لكن أجيب عن واحدة فقط الآن حتى أعود لبيتي ...

قلتم: ((إلا إذا كان مصطلح النحو عندكم غير ذلك))

نعم شيخنا الحبيب النحو غير ذلك ولكن ليس عندي بل في ذلكم الزمان؛وكان النحو يومئذٍ هو علم العربية كله، وكان يعم أبواب النحو والصرف والقراآت وغيرها ...

وأنت ترى أن أبواب المجاز جاءت عنده متفرقة متباعدة ... ولكن يجمعها شئ واحد وهو مخالفة القياس،والمراد بالقياس هو ما كان ليكون عليه الكلام من غير تقدير ....

وزيادة بيان عن تفرق أبواب المجاز وعدم اقتصارها على النحو الصريح تجدونها في كتاب: ((مفهوم المجاز ومجاز القرآن لأبي عبيدة-دراسة في ضوء جهود النحاة التحويليين)) للدكتور محمد فتيح. وإن كان هو رأى أن معنى المجاز عنده واسع غير محدد ...

أدام الله توفيقك وسعادتك/أبو فهر

=======

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير