تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قشور في قشور]

ـ[علي جاسم]ــــــــ[23 Oct 2007, 11:12 ص]ـ

سادتي الأكارم .. ثمة مسألة لاحظتها وأنا أتتبع قصة قارون في التفاسير ..

تتبعتها في تفسير الطبري .. والبغوي .. والكشاف للزمخشري .. والبيضاوي .. والجلالين .. وأخيرا القرطبي .. فتبين لي الآتي ..

إن القصة القرآني وكما هو معلوم عبارة عن أحداث ووقائع وشخوص تدور في فلك القضية الجوهرية التي تتناول القصة تقريرها .. وهذا يعني أن قيمة القصة القرآنية هي من قيمة القضية الجوهرية المكمنونة من وراء الشخوص والأحداث والوقائع ..

وهذا يعني أيضا أننا نقتل روح القصة القرآنية حين نتتبع منها شخوصها المجردة ووقائعها القصصية وحسب ..

ففي قصة فرعون على سبيل المثال نحن نقتل روح القصة حين نتتبع فرعون الشخص ولا نتتبع الفرعنة كحالة نفسية شاذة نجدها مكرورة في كل جيل وفي كل أمة ..

وحتى في نملة سليمان .. فنحن نقتل روح القصة حين نبحث عن اسم النملة أو نوعها .. وقد وجدت بعض التفاسير تبحث في هذه الجوانب .. فزعموا أن اسمها طاخية وفي قول آخر اسمها حارمة ولا أعرف والله هل يشكل فرقا أن يكون اسمها طاخية أو حارمة أو بلقيس أو حتى ليلى العامرية .. جوهر الموقف يكمن في يقظة النملة وشعورها بدنو الخطر وتنبيهها لقومها وهذا الموقف هو الذي خلد ذكرها ..

وأرجع لقارون ..

فقد وجدت هذه التفاسير المذكورة آنفا تغرق في مسميات القصة وفي سرد الأحداث ونقل الوقائع نقلا تاريخيا مجردا .. لا قيمة له .. فهذا الطبري يسود صفحة كاملة وهو يبحث في اسم نسب قارون ولم يكفه جده الأول فراح يبحث عن الثاني والثالث والرابع وصولا إلى إبراهيم .. وتفسير آخر راح يبحث في مفاتح قارون فقال كانت من حديد فثقلت فعملها من خشب فثقلت فعملها من الجلود .. ولا أعرف ما الذي يعنيني أنا المسلم إن كانت من حديد أو من خشب أو من معدن التيتانيوم أو البلوتونيوم .. وقد اختصرها القرآن بقوله مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ففهمت أنها كثيرة جدا ..

ولم أجد من هذه التفاسير تفسيرا كشط عن جوهر القصة ما عليها من الشخوص والأحداث والوقائع إلا القرطبي بسطر واحد ثم ما لبث أن عاد سيرة اسلافه فراح يغرق في تتبع الشخوص والسرد القصصي المجرد ..

فأخبروني .. يرحمكم الله .. هل أغالي إن قلت .. وأنا أعلم أن فيها ذخيرة لغوية وبيانية .. هل أغالي بقولي أن مثل هذه التفاسير محض قشور في قشور ..

ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Oct 2007, 12:15 م]ـ

عند مراعاة ضوابط الاستفادة من الإسرائيليات في التفسير تكون هذه المعلومات مفيدة؛ أياً ما كان مستوى هذه الفائدة - في القرب والبعد والظهور والخفاء-, نعم قد لا تكون هذه التفاصيل من غرض من يريد لب القصة وغايتها, أو المعنى المباشر منها, فليس لمثل هذا أن يزعج نفسه بنحو هذه التفاصيل التي تؤخره عن مقصوده. ثم في وجود نحو هذه المعلومات سمتاً عاماً في عامة كتب التفسير ما يطمئن الباحث إلى أن هاهنا علماً ومنهجاً فلا يعجل في رده, وليأخذ منه غايته ويدع الباقي لأهله الباحثين عنه.

ـ[علي جاسم]ــــــــ[23 Oct 2007, 01:27 م]ـ

أخي الحبيب -أبو بيان- .. سأفترض أنك تقول أن في التفاسير الكمالي والضروري!!!! .. أنت ما قلت هذا القول .. لكني ترجمت ردك بهذه الجملة المقتضبة ..

نعم أوافقك الرأي أخي الحبيب أن في التفاسير الكمالي والضروري .. فليأخذ الضروري من يطلبه , وليتزود من الكمالي من وجد في نفسه متسعا لذلك .. ولكن أليس غريبا أننا لا نجد في هذه التفاسير -وفي قصص القرآن على وجه الخصوص -أليس غريبا أننا لا نجد إلا الكمالي .. ولا نجد للضروري أثرا يذكر .. وإن اتفق والتفت المفسر للقضية الجوهرية في القصة فهي في الغالب التفاتة خجولة لا تلبث أن تنصهر في إغراق المفسر في تقصي الكمالي من المسميات والسرد القصصي المجرد .. ثم لا زلت أسأل متعجبا عودا على ردك .. أي فائدة تعود على المسلم وهو يصدع رأسه ب (شجرة العيلة) لقارون وقد سود فيها المفسر صفحة كاملة .. أو أي مغنم يغتنمه المسلم حين ينفق ربع ساعة في صفحة تبحث في نملة سليمان أكانت بجناحين أو بغيرهما .. صغيرة أم كبيرة .. أو حتى بمنقار كمنقار الرخ .. أليس المنهج العملي للمسلم يلزمه أن يحترم معلوماته وطاقاته ووقته؟؟ فلا ينفقها في القشور

ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[23 Oct 2007, 10:41 م]ـ

الإغراق في احترام العلماء يفضي إلى الاعتذار لهم ولو بحجج كالسراب. احترامهم واجب. لكن تمحيص ما كتبوه واجب آخر.

ولعل القرآن يستفز القارئ أحيانًا ليبحث في التاريخ، وإني من المناصرين لكون التاريخ من أدوات بيان القرآن، إذ إن القرآن حين ذكر قوم تبع وأصحاب الرس ثم لم نجد لها قصة لا في القرآن ولا في السنة كان ذلك دلالة على أنه ينبغي البحث في التاريخ عن هؤلاء الأقوام للاعتبار بما جرى لهم.

أما إذا ذكر المقصوص أمره مع قصته، دل ذلك على أن تتبع ما سوى ذلك ضرب من العبث، إذ القرآن لا ينص إلا على ما تحصل به الفائدة، وأما ما سوى ذلك فيضرب عنه كأسماء أهل الكهف واسم كلبهم واسم الذي جاء بعرش بلقيس ونحو ذلك، فالاشتغال به حين أضرب عنه القرآن مما ليس من ورائه إلا الكد والتعب.

نعم قد يكون الاشتغال ببعض تفاصيل قصة من القصص نافعًا إذا كان القرآن قد أجمل أو طوى شيئًا القصة مقتصرًا على ما تحصل به العبرة، فحينئذ يكون الاشتغال بتكميل ما طوي من باب الاستعانة بالتاريخ لفهم القرآن، والاسرائيليات من التاريخ، إذ التاريخ لا إسناد له وكذلك الإسرائيليات.

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير