تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[موضوع للمدراسة: هل عاد موسى ببني إسرائيل إلى مصر بعد غرق فرعون؟]

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Dec 2007, 01:29 م]ـ

هناك أمر يتعلق بترتيب الأحداث التاريخية التي مرَّ بها بنو إسرائيل في عهد موسى، وهو لا يؤثر على فهم الخبر (أي: التفسير)، ففي القرآن حديث متفرق عنهم، بل قد يكون الحدث الواحد قد عُبِّر عنه بعبارات مختلفة زيادة أو نقصًا، ولكل مقام ما يناسبه من هذه العبارات.

ومن خلال رصدي واجتهادي في ترتيب هذه الأحداث ظهر لي صعوبة ترتيب بعضها في زمانه المحدد، وأُأكِّد أنه لم يؤثر على فهم المعنى، وسأذكر لك مجموعة آيات، لننظر ما فيها:

أولاً: قوله تعالى: وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)

ثانيًا: قوله تعالى (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (28)

ثالثًا: قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)

ففي المقطع الأول أبهم الأرض، وأشار إلى بني إسرائيل بالقوم الذين يُستضعفون.

وفي المقطع الثاني أبهم القوم الوارثين الذين ورثوا تركة فرعون.

وفي الآية الثالثة صرَّح بأن الوارثين هم بنو إسرائيل.

ويقع السؤال هنا عن كيفية هذه الوراثة، فهل رجع بنو إسرائيل مع موسى بعد غرق فرعون أم ماذا؟

هل كان هذا قبل التيه، أم كان بعده؟ (ومن المشهور أن هارون مات في التيه، ثم مات بعده موسى عليهما الصلاة والسلام، ثم دخل بنو إسرائيل الأرض المقدسة مع فتى موسى: يوشع بن نون).

ـ[النورس]ــــــــ[12 Dec 2007, 03:44 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم على هذه الإفادة

ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 Dec 2007, 10:17 م]ـ

الظاهر والله أعلم أنهم لم يعودوا إلى مصر بعد غرق فرعون وليس لدينا ما يثبت عودتهم من الادلة الصحيحة

ولنعد قليلا إلى الوراء ولنسأل أنفسنا هل خرج كل بني إسرائيل مع موسى عليه السلام عندما امره الله بالخروج من مصر ليلا؟؟

يقول تعالى (فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم ... ") وهذا يعني أن قلة من بني إسرائيل آمنوا بموسى عليه السلام أما البقية الباقية فاختلفت ردود افعالهم

وكما يقول الأستاذ بسام جرار (وكيف يمكن لشعب يعد بمئات الألوف، بل هو أكثر من ذلك، أن يخرج خلسة، وأنّى لغير المؤمن منهم أن يثق بموسى، عليه السلام، فيخرج إلى عالم المجهول؟! بهذا نكون قد خلصنا إلى نتيجة تقول: هناك ما يدل على خروج بعض أبناء إسرائيل قبل مجيء موسى، عليه السلام، إلى مصر. ولا يوجد ما يُثبت خروج كل بني إسرائيل مع موسى، عليه السلام، بل إنّ الأقرب إلى العقل ومنطق الأمور أن تبقى الأكثرية في مصر وتخرج فقط الأقلية المؤمنة ومن يواليها ويتبعها لسبب أو آخر.)

ويقول أيضا (ومن يتدبّر الآيات القرآنية يدرك أنّه بعد غرق فرعون وجنده ورموز سلطته سيطر الشعب الذي ينتمي إلى طوائف شتى، ومنهم شعب بني إسرائيل، على كل ما تركه الفرعون وأركان سلطته. انظر قوله تعالى: " فأخرجناهم من جنّات وعيون، وكنوز ومقام كريم، كذلك وأورثناها بني إسرائيل، فأتبعوهم مشرقين " الشعراء: (57 - 60) فبمجرد خروج الفرعون تمّ الإرث، بدليل استخدام الفاء في قوله تعالى: " فأتبعوهم مشرقين ". ولم يكن شعب إسرائيل هو الوارث الوحيد، بل إنّ هناك شعوباً أخرى كانت في الطبقات الأدنى. انظر قوله تعالى: " كم تركوا من جنّات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونَعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوماً آخرين " الدّخان: (25 - 28) ويبدو أنّ بني إسرائيل كانوا في الدائرة الأقرب إلى القصور الفرعونية، بدلالة قوله تعالى في آيات سورة الشعراء:" وكنوز ومقام كريم " أمّا الدائرة الأبعد، وهي الأراضي والسهول، فقد وقعت تحت سلطة آخرين، بدليل قوله تعالى:" وزروع ومقام كريم ... وأورثناها قوماً آخرين".)

أمّا الذين خرجوا مع موسى، عليه السلام، وحكم الله تعالى فيهم أن يتيهوا في الأرض أربعين سنة، فربما أصبحوا في هذه المدة بؤرة جذب لبعض من بقي في مصر، ثم أورثهم الله تعالى الأرض المباركة، بدلالة قوله تعالى:" وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها .. " (الأعراف: 137). فالميراث الفوري كان لمن بقي في مصر، أمّا ميراث الأرض المباركة فكان بعد زمن التيه. وعلى هؤلاء من بني إسرائيل نزلت التوراة،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير